Share Button

بقلم / محمــــــد الدكــــــرورى

أنزل الله عز وجل الرسل مبشرين ومنزرين ، وأنزل معهم كلامه العزيز ليخرج الناس من الظلمات الى النور ، ولكن من الناس من آمن ومنهم من صد عن طريق الله ، وأتبع هواه واتبع طريق الشيطان ، فنرى أن هناك معصيه كبيره وخطيئه عظيمه قد تفشت هذه الأيام بين الناس ولكن هم الذين ابتعدوا عن طريق الحق وطريق الهدايه وسلكوا مسلك الشيطان وهذه الخطيئه هى خطيئه الزنا ، فهذه المعصية لها آثارها السيئة على الأفراد والمجتمعات، فبها يضيع الشباب ذكورا وإناثا ويعيشون حياة التشرد والضياع، وبها تختلط الأنساب وتنتهك الحرمات ويُعتدى على الأعراض، وبها تفشو وتنتشر الأمراض والأوبئة الفتاكة التي لا تنحصر في مرتكبي هذه الفاحشة، بل تنتقل إلى كل من يتعامل معهم من أهل وأزواج وأبناء، فإذا لم ينزجر الزناة بما وعدهم الله به من عقوبات أخروية لضعف إيمانهم أفلا ينزجرون بهذه الآثار السيئة التي يجلبونها على…

والإسلام حرم الزنا لمصلحة الفرد وسلامته وسلامة المجتمع ، ومن هنا شرع النكاح وحرم السفاح ،وحمى الإنسان من اختلاط الأنساب ، فيخرج الطفل إلى الدنيا لا يدري من أبوه ؟ ويتشكك الأب أهذا الذي يربيه ابنه أم ابن غيره ؟

وقد نادى علينا الله سبحانه في كتابه العزيز فقال : (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) سورة الإسراء. وهذه آية من آيات الكتاب العزيز تحذر وتنهى عن قربان معصية الزنا، ويخبر فيها سبحانه أن الزنا فاحشة عظيمة لا يرضاها الله لعباده، وأن سبيل الزنا سبيل سيئ، فمن اختار هذا السبيل فقد اختار الشقاء والذل والعذاب، والله سبحانه لم يخلق العباد عبثا ولم يتركهم سدى، بل خلقهم لغاية سامية هي عبادته وطاعته، ووضح لهم ما به يفلحون وما به يخسرون، وأمرهم بالعدل والإحسان ونهاهم عن الفحشاء والمنكر فقال سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) سورة النحل ..

ومن الفحشاء والمنكر الذي نهى عنه وحذر منه سبحانه الزنا، هذا الداء الذي إذا استشرى في مجتمع نزعت منه البركة وحلت به النقم، ومن هنا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ” لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ” أخرجه ابن ماجه عن ابن عمر.

وهناك أسباب للوقوع فى جريمة الزنا ومن أهم هذه الأسباب وأعظمها ضعف الإيمان، فكلما قوي إيمان العبد زادت مخافته من ربه وزجر نفسه وجاهدها ونهاها عن الوقوع في هذا الذنب، وكلما ضعف إيمانه قل خوفه واستسهل الذنوب وقارفها، كما أن الالتزام بالتكاليف الشرعية كالصلاة والصيام يبعد الإنسان عن مثل هذه المزالق ويجعله مرتبطا بالله سبحانه، يقول تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) سورة العنكبوت ..

فضعف الإيمان والبعد عن هذه الشعائر والمواعيد الإيمانية من أهم الأسباب التي تسهل الوقوع في الفواحش وهذه المعصية لها آثارها السيئة على الأفراد والمجتمعات، فبها يضيع الشباب ذكورا وإناثا ويعيشون حياة التشرد والضياع، وبها تختلط الأنساب وتنتهك الحرمات ويُعتدى على الأعراض ..

ومن الأسباب التي توقع في الزنا وتزينه إطلاق البصر وراء المناظر المحرمة والصور الفتانة، وهي في عصرنا هذا تحيط بالمرء من كل جانب؛ في الشارع والعمل وعلى الفضائيات التي دخلت كل بيت وأصبحت مهوى أفئدة المسلمين في كل مكان، والإنسان يطلق بصره وراء هذه المناظر الفتانة، وما تبثه هذه الوسائل من دعوة إلى الفجور والرذيلة، وما تراه العين ينتقش على القلب، ويظل يلح على الإنسان حتى يوقعه فيما يغضب الله .

ويحذرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيقول ” لاَ يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ ” رواه البخاري ومسلم

وإذا كان الزنا بهذا القبح وهذه النكارة فإنه يكون أقبح وأنكر ويكون عذابه أشد وغضب الله عليه أعظم حين يأتي ممن لا يتوقع منه، فيقول -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: “ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر”، فالزنا مستبعد من الشيخ، وليس هناك من الدواعي الطبيعية ما يدفعه إليه، لهذا كان النكير على الشيخ إذا زنى أعظم من النكير على غيره وعذابه أشد.

والزنا انتكاسة حيوانية، وارتكاسة بهيمية، تذهب بمعاني الأسرة ومشاعر الإنسانية الراقية، يُطيح بكل أهداف السمو الأسري، وعلاقات الرحم وأواصر القربي، ترد ابن آدم المكرم إلى مسخ حيواني سافل وكل همه إرواء جوعة اللحم والدم في لحظة عابرة وشهوة عارمة ونزوة حيوانية بحتة والزنا نذير رعب وفزع في فشو الأمراض، ونزع البركات، ورد الدعاء.

وهو يورث حزناً في القلب لأنه ممارسة تضاد الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها ومن تلبيس إبليس أن كثير من الناس يظنون أن الملتزمين بهذا الدين يعيشون حياة كآبة لا فرح فيها ولا مرح و كل الفرح والمرح في معصية الله، ولا يعرف هؤلاء الجهلاء كم يعيش العصاة في حزن وشقاوة .

ومن الأسباب التي قد تسبب في الزنا وتجرئ عليه الخلوة بالأجنبية التي يحل منه الزواج، وهذا الأمر قد يهمله المسلم لثقته الخاطئة بنفسه أو لأمور اجتماعية أو غيرها، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الأمر أيما تحذير، فهو القائل صلى الله عليه وسلم

“من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها؛ فإن ثالثهما الشيطان”، وهو القائل صلى الله عليه وسلم: “إياكم والدخول على النساء”، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟! قال: “الحمو الموت” أخرجه الترمذي والحمو: هو قريب الزوج…

وهذه بعض الأسباب التي توقع في الزنا، أما ما ينتظر الزناة في الدنيا والآخرة فإنه أمر عظيم يناسب هذا الجرم العظيم، فكل قوم يظهر فيهم هذا الداء فقد استحقوا عذاب الله، ويقول صلى الله عليه وسلم “إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله” ..

كما أن للزناة عذابا خاصا ذكره النبى صلى الله عليه وسلم في رؤيا رآها، حيث يقول “فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع، فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك ضوضوا ـ أي: صرخوا ـ فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني” .. رواه البخارى

كما يبين النبى الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث آخر عن رؤيا أخرى رآها أن أصحاب هذه المعصية الخبيثة الكريهة هم أخبث وأكره الناس رائحة يوم القيامة، فيقول صلى الله عليه وسلم : “ثم انطلقا بي فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا كأن ريحهم المراحيض، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزواني”….

فلماذا نصر على هذه المعصيه وعلى هذه الخطيئه والكبيره التى توعد الله عز وجل فاعلها ومرتكبيها بالعذاب الأليم يوم القيامه أما آن لنا الآوان من الرجوع الى الله والتمسك بهدى النبى صلى الله عليه وسلم فتوبوا الى الله قبل تموتوا ….

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *