Share Button

ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني

بقلم / محمــــــد الدكــــــرورى 

يقول الحسن البصري رحمة الله “ليس الإيمان بالتحلي، ولا بالتمني، ولكن هو ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال” وصدق رحمه الله 

 

فإن الإيمان إذا تمكن من النفوس، وخالطت بشاشته القلوب ظهرت نتائجه من خلال الأعمال، فكيف يزعم هؤلاء الجهال الضلال أن الإيمان مجرد التصديق بالقلب، أو النطق باللسان، دون عمل واجتهاد 

 

وكأن إبليس وفرعون وهامان لم يصدقوا، ولم يقروا بوجود الله تعالى وأنه المستحق للعبادة دون مَن سواه وكأن أهل الجاهلية الأولى كانوا ينكرون وجود الخالق سبحانه وتعالى وقد قال الله: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السماوات وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ الله ﴾؛ 

 

 

وقال الإمام ابن عطية رحمة الله: “وقد أجمعت العلماء – لا خلاف بينهم – أنه لا يُكفَّر أحد من أهل القبلة بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بمعصيته، نرجو للمحسنين، ونخاف على المسيئين”.

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) متفقٌ عليه.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) متفقٌ عليه. 

 

وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله – تباك وتعالى -: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن ادم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي وحسنه.

 

الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان والإيمان أمانة بين العبد وربه، وعهد بينه وبين الناس، فمن ضاعت أمانته ذهب إيمانه، ومن خان عهده قل إيمانه، فلا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له.

 

الإيمان يحمل صاحبه على مكارم الأخلاق، وجميل السجايا والصفات، فيحب للناس ما يحب لنفسه، ويعيش مع إخوانه في العقيدة آلامهم وآمالهم، يحزن لحزنهم، ويفرح لفرحهم ويخاف الله ويتقيه ويعظمه عن أن يكون أهون الناظرين إليه.

 

 وقال مجاهد: “هو الرجل يهُم بالمعصية فيتذكر مُقامه بين يدي الله، فيتركها خوفاً من الله”.

 

وأوثق عرى الإيمان: الحب في الله تعالى والبغض فيه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: “من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان، وإن كثرت صلاته وصيامه، حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً”.

 

 

وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلالله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار).

 

ومن كمال الإيمان: قول الخير والصمت عما عداه، وحفظ حقوق الجار، والبعد عن أذاه، وإكرام الضيف؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت) رواه البخاري

 

بل إن اللسان هو السبب العظيم في صلاح القلب أو فساده، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه) رواه أحمد.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *