Share Button

مكتب المغرب : نور الهدى تهاني

بقلم: الدكتور محمود بشير اوغلو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الطلاق من اكثر التجارب صعوبة ومرارة على كل افراد الاسرة من الام الى الاب منتهيةً بالاولاد ولكي يصح التعبير تبدأ من عندهم ،والتي تترك اثراً كبيراً على وضعهم النفسي وحالتهم العامة وتعتبر من اصعب المواقف والحالات التي ترافق الاطفال والمراهقين ولفترات طويلة وتشكل صدمة كبيرة وعبئ كبير عليهم وتغيير حاد في شخصياتهم
ومن اهم هذه المشاكل:

١-الانطواء والعزلة

من اصعب المراحل التي تمر على حياة الطفل والمراهق وخاصةً في اول ايام الانفصال فيكون معتادا على امه وابيه في بيت واحد فيفتقد احدهم وتبدا مشاعر الحنين تتغلب عليه فتكون صدمةً غير مستساغة عنده فيمر بالعزلة وينأى بنفسه عن الآخرين ويبتعد عن من حوله ، ويميل للإنطواء بعد وقوع الطلاق ،فتكون الصدمة عنيفة عليه لدرجة التزامه الصمت، فيكره كل التفاصيل لأنه خسر سبباً رئيسياً من اسباب سعادته تجعله ينهار من الداخل بل يكون الامر اصعب واكثر قسوةً عليه عندما يكون الطلاق بشكل مفاجئ وبدون مقدمات.

٢-الشعور بالخجل أمام الأصدقاء.

يشعر المراهق بالخجل أمام أصدقائه عند انفصال والديه ،فيعتبره نوعاً من العار وشيئ مخجل ، ولذلك فهو ينعزل ولا يتصل بأصدقائه ولا يرد عليهم وربما يبحث عن أصدقاء جدد او من هم يعيشون نفس ظروفه، وهذا يجعله عرضة للاختلاط باطفال لايوجد رقابة عليهم بسبب انفصال ابويهم من الممكن ان يكونوا اصحاب سمعة سيئة.
وكل هذا بسبب جهل المجتمع والنظرة الدونية للمرأة المطلقة،

٣-الانحرافات السلوكية.

يؤدي الطلاق إلى انحرافات سلوكية بين الاطفال والمراهقين فتزداد وتيرة الانفعال والغضب وردود الافعال القاسية في تصرفاتهم،وتصبح سلوكياتهم غير حقيقة وغير اصلية هجينة ومكتسبة من الآخرين فلا رقابة ولا رقيب،يبتعدون عن محيطهم الاصلي لانه سبب اوجاعهم وآلامهم فيلجأون الى بيئة جديد تحتضنهم تكون لهم الملاذ الذي يتعلمون منه ماهو جديد فكثر الاطفال الذين تعلموا التدخين او أدمنوا بعض المواد والمشروبات الكحولية او الجنس حتى بل اكثر من ذلك كثير من الاطفال الذين لجأوا للقيام بالوشم على اجسادهم كردة فعل وكثر الاطفال الذين ثقبوا اذانهم او انوفهم لوضع الملاقط او غيروا طريقتهم في اللباس وغيرها من الاشياء فهم يفتقدون للعامل الرئيس وهو الاستقرار الاسري الذي تفتت بعملية الطلاق.
 

٤-كره البيت والابتعاد عنه.

فيصبح هذا المكان مصدراً لانزعاجهم وقلقهم الدائم ،ومكان يتذكرون به كل الذكريات السيئة فتجدهم يخلقون الاعذار فقط للهروب منه والابتعاد عن اي شيئ يذكرهم به.
فمن الممكن ان يذهبوا لأي مكان وان يختلطوا بأي فئة فقط للخروج من البيت الذي يعيدهم للحزن والبكاء.
فبعد ان كانوا معتادين على اسرة واستقرار وام واب تغير الواقع واصبح عليهم ان يعتادوا على روتين جديد مرفوض بالنسبة إليهم.

٥-العدوانية.

يصبح الطفل و المراهق عدوانياَ
فبعد تعرضه لصدمة انفصال الوالدين يميل لتصرفات نابعة عن غضبه من الواقع فيصبح عدواني وتصرفاته تميل الى التخريب والتكسير وإلحاق الأذى،
فتتغير تصرفاته في المدرسة وتتبدل سلوكياته مع اصدقائه واقرانه وتتأثر دراسته بشكل كبير ،ومن الممكن ان يُلحق الأذى بنفسه وبمن حوله، كما يشعر بالنقمة والكره والحقد على الجميع وربما احد والديه او كلاهما معاً، ويشعر نفسه مظلوماً، ويميل للعيش بمفرده ولوحده ومنعزلاَ بعالمه الخاص.
 
٦-فقدان الثقة بوالديه.

فمن اكثر النتائج التي يتعرض لها الطفل والمراهق هي فقدانه الثقة بوالديه وشعور الاحباط الذي يرافقه لفترة طويلة وربما الى نهاية حياته، فيعتبر والديه المتسببان بتعاسته وانكساره ،فلا يلجأ اليهم ابداً بل على العكس تماماً يخفي حياته بشكل كامل عنهم.
فتبتعد البنت عن امها بيت سرها وملاذها الأول ،
ولا يلجأ الشاب لوالديه في حل مشاكله.
تزداد الفجوة يوماً تلو الآخر الى ان يصبح الاولاد في مكان بعيد عن اسرتهم فهي مصدر التوتر والارق بالنسبة اليهم.
 وعشرات المشاكل والاضطرابات التي من الممكن ان تضرب بأطفالنا و مراهقينا دون ان نعي ذلك.

كيف نحتوي اطفالنا و مراهقينا اذا كنا مضطرين الى الطلاق:

• البداية تكون بالتمهيد للموضوع وشرح ايجابياته وسلبيات بقاءهم مع بعض.
• اقناع الاطفال واشراكهم في الحل فهم حزء لا يتجزأ اساسي ومهم ورئيسي في الأسرة.
• عدم السماح لأي فرصة من الممكن ان تعزز الفكر الفردي عند الطفل.
• الحوار المستمر والنقاش البنّاء وترويض الاطفال على الفكرة.
• الاجازات المبدئية فتكون بغياب الام لمدة اسبوع فيما بعد غياب الاب لكي يتعود الأطفال على هذه الصورة.
• أن يحرص الوالدان على الصداقة مع الأبناء مهما كانت المشاكل الزوجية.
• أن تحسن الأم من صورة الأب أمام الأبناء بعد الطلاق، ونفس الأمر على عاتق الأب ايضاً وعدم استغلال نقاط الضعف والتحدث فيها.
• على الأم أن تكون قريبة من البنات بشكل كبير لانها القدوة والملاذ الذي عليها ان تحافظ عليه بنظر ابنتها بعد غياب والدها.
• عدم نقد الام للاب والعكس مهما كان التصرف مزعجاً.
• القيام ببعض النشاطات الاسرية بعد الطلاق لكي لا يفقد الأطفال الروح الأسرية.
• طلب الام من الابناء الاتصال بالاب واخذ الاذن او الاستشارة كذلك مطلوب من الاب ايضاً.
• عدم تغييب دور الاب او الام واحترام مسؤولياتهم وواجباتهم.
• عدم الحديث باي نقاش مهما كان عادياً امامهم.
• عدم التهديد بتركهم ورميهم الى الطرف الآخر.
• كما يجب أن تعرض الأم او الاب الابن المراهق على الأخصائي النفسي في حال لاحظت أن لديه مشاكل نفسية مثل الانطواء أو غيرها من المشاكل السالفة.
• اهم نقطة الذهاب الى اخصائي واستشاري اسري لطلب المساعدة والتهيئة قبل الانفصال لهم ولأطفالهم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *