Share Button

.
بقلم /سليم النجار
يختلف العرب فيما بينهم على كل شيء . فهم منقسمون حول هويتهم وماضيهم وحاضرهم ومسقبلهم . وهم اذا اتفقوا فهم يتفقون على الاختلاف فقط ويحليون البحث عن الحل على جنة ما . أما ما عدا ذلك فهو خلاف مستحكم أبدي سرمدي . ويتفق جميع المهتمين بأن احد أهم مظاهر الانشقاق الداخلي العربي على مختلف وجوهه يتمحور حول تاريخ العرب ؛ بل ان الصراع يمتد بين المقولات المختلفة حول تاريخهم . وأن الخلاف القائم بين العرب ؛ وان العرب لن يخرجوا من هذا الخلاف ويتغير قليلا ليحافظ على كيانهم إلاّ عندما يتصالحوا مع تاريخهم ويتم الأتفاق على واقع التراث .
وأميل للقول ؛ أي اذا ما كان الاختلاف بين المقولات التاريخية من أسباب النزاعات العربية ؛ للأمر بحث آخر . فالعرب على جميع طوائفهم ومللهم يحملون تاريخا مثقلا من الأساطير والصور المتخيلة التي لعبت ومازالت تلعب دورا اساسيا في الحفاظ على الهويات الطائفية على مدى الأزمنة والدول والظروف .
السؤال هل هناك وسيلة لاكتشاف التراث ؟!.
قد يقول قائل المصالحة . فالمصالحة عملية معقدة تتولاها أطراف عديدة تبدأ بالمناخ العام الجاهز لتقبل هذا التغير المبني على النضج السياسي والثقافي والمعرفي وتمر بالحقل الأكاديمي أساسا ثم بالحقل الأعلامي والتقافي الاجتماعي مرورا بالحقل الطائفي وانتهاء بالشخصي . فالتراث الإسلامي هو في الحقيقة مجموعة من التواريخ المحلية تروي تجارب عربية عديدة ومختلفة عن بعضها البعض مكانا وزماناً ونوعاً . ما من بلد عربي حالياً يحتاج الى الشعور بالذنب حيال وجوده الفعلي كابتعاد متعمد او غير متعمد عن القاعدة القومية العربية ( المتخيلة ) التاريخية . فالعرب بحاجة للتخلص للنظرة البالغة المثالية عن ماضيهم ليعيشعوا معا كجماعة سياسية ترتبط بشكل بنّاء . والعرب بجميع طوائفهم المتفرقة فيه والتي تشكل الشعوب العربية الأن ما هي إلا انعكاس للتطور المحلي في التاريخ العربي الاسلامي ونشوء الدول العربية لم يكن حتميا ولا ترجمة لواقع تاريخي أزلي وليس استمرارهم ايضا حتميا . فما من دولة بقيت الى مدى الحياة ولكن البعض منها قادر علىالتكيّف والاستمرار اكثر من غيره لسبب او لآخر . ولكي يستمر العرب لدولهم الحالية ككيانات ان يتصالحوا مع تاريخهم كسب من أسباب الصراع لأن النظرة الى التاريخ هي ترجمة لهوية سياسية ما. فعلينا الكف عن التفكير بالماضي كخلاص من أزمتنا وحلا لوجودنا ؛ وما البحث عن فهم التراث بهذه العقلية ؛ يعكس أهوائنا السياسية الراهنة . فنحن نعرف ترثنا علينا البحث عن المشترك بيننا كعرب ونبني على ما هو مشترك بيننا وهو أكثر وأغنى مما نتصور .

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *