Share Button

 

 

كتبت/لطيفة محمد حسيب القاضي 

 

الشاعر حسيب القاضي هو شاعر يكتب ذاته بطريقة أو بأخرى ،حيث أنه يسعى بكل جهده إلى التكامل مع نصه وتكامل نصه مع نفسه ،ولكن الكمال في الفن والحياة غاية لا تدرك، أنه التحدي الأزلي ،حيث نجد المأساة بجوار الخلاص والفناء في الخلود ،واللة في الألم. أن حسيب القاضي الإنسان اللغوي المطل علي الإنسان الروحى والإنسان التاريخي والاجتماعي ،كان يكتب كثيرا وينزل كثيرا ،إنه لا يرتاح داخل قالب واحد لأن ذلك بالنسبة له هو الموت،موت الشعر بسبب تحديد إقامته داخل قفص أو حجره مغلقة بدون هواء ،نوافذ.

إن القاضي كان يكتب الأغنية، القصيدة الفصحة، والقصيدة العاميه، والمسرح الشعري ،والنص المفتوح ولكن الشعر عنده هو الأساس، فكان لا يكتب القصيدة ذات بعد واحد،وإنما قصيدة بعدة وجوه ، اكتسب الحب في حضوره وشهرته في الأوساط الأدبيه الفلسطينيه والعربية من خلال كونه شاعرا ،حيث أن طول وعمق تجربته وتنوع إنتاجه الشعري ،وأنه لم يقف عند حدود الشعر فقط بل تعداه الي النقد فقدم إسهامات هامة في هذا المجال ،انطلاقا من قدرته على ذلك ،وايضا من شعوره بأزمة النقد فيقول حسيب (أن الشاعر يحتاج إلى ناقد يتناول إنتاجه بالتحليل والتفسير والإشارة إلى نقاط القوة والضعف) فكان المبدع الحقيقي حسيب القاضي لا يخاف من النقاد بل هو ينتظرهم بفارغ الصبر ليرى آرائهم وكتاباتهم ومتابعتهم لما يتم نشره من إنتاج أدبي، حسيب قدم مداخلات وكتابات ودراسات نقديه أثرت في المشهد الأدبي الفلسطيني، وعكس قدرات مميزة لديه في الإبداع النقدي إضافة إلى إبداعه شعرا ونثرا. 

ففي إحدى الندوات في اتحاد الكتاب الفلسطينين في غزه قد استضافه الكاتب الكبير محمد نصار فقال عنه(من الواجب أن أشير إلى أن وجود أديب وكاتب كبير مثل حسيب بيننا ومواظبته علي الندوات كبيرة كانت أو صغيرة يعطينا الكثير من الدفء فهو يشارك زملاءه بالاستماع والتفاعل سواء من الداخل أو الخارج) وايضا الأدباء والكتاب الكبار في غزه يقولون عن حسيب و إقامته الطويله في مصر ،أن مصر لها رصيد كبير مو المحبة لدينا ،والنقاد والأدباء المصرين يعرفون كثيرا عنا وعن أعمالنا من خلال ادبائنا في مصر مثل الأستاذ الكبير الشاعر محمد حسيب القاضي الذي عاش فتره طويلة هناك وله رصيد من أدبائها ونقادها المعروفين من خلال الندوات التي كان يعملها في القاهره والمداواة علي حضور الجلسات الادبيه وتشجيع الشعراء والكتاب المبتدئين في الكتابه ويقول حسيب (من حق أي إنسان أن يكتب ) فكان يحتضن الشعراء بكافة اشكال كتاباتهم،أن حضوره للمشاركات الأدبية والفعاليات الثقافية في القاهرة، حيث أنه في وسط الكتاب والشعراء والروائين هو عنوان فلسطين بشعرها ونقدها ، .يصنف حسيب الشاعر والناقد معنى الحداثة ويصنف فى العالم العربي كشاعر القصيدة العربية .

فعند العودة إلى أرض الوطن نجده من القلائل اللذين أثروا منذ عودتهم المشاركة والتفاعل مع الحركة الأدبية ،كان دائم الندوات ، وحريص علي المقابلات وتجد يتحدث إليهم بطريقة شفافة أدبية موسوعة تلفت الأنظار، كان بيته مفتوح للأدباء الكتاب الشعراء .قصي حياته في الكتابة حتي آخر لحظات حياته فكان يكتب حتي في مرضه،يكتب في كل الاوقات ،القلم لا يفارقه، يكتب الإبداعات الشعرية والأدبية المميزة.

برحيل حسيب القاضي تكون فلسطين والأمة العربية قد فقدت علما بارزا من اعلامها اللذين ترك البصمة التي لا تنسي في مسيرته الأدبية والاعلامية فكان رحيل مؤلم.

رحمة الله عليه

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *