Share Button

كتب أحمد علي و محمد صلاح
لا يكتفي الانسان باعتياد النعمة والتوقف عن شكر الاقدار على توفيرها، ولكنه ينسى تلك اللحظات القاسية التي افتقد فيها تلك النعم، أو التي تضرع لله من أجل أن يحصدها.
.
■ مرت مصر بفترة عصيبة عقب يناير 2011، حينما خسرنا إيرادات قطاع السياحة الذي كان يستقبل سنويًا قرابة 12 مليون سائح، كسبت تركيا نصفهم على الأقل فلا عجب أن تكون من أهم الرعاة الإقليمين للفوضى في مصر، وخسر الآلاف وظائفهم حتى اليوم في قطاع السياحة حيث اتجهوا إلى مهن ووظائف أخرى أقل منزلة مما حصدوه بتعب حياتهم.

● ومع تدبير اليسار والإسلاميين لاعتصامات وإضرابات واضطرابات في مصانع ومصالح حكومية بعينها، تم عمل قائمة مختارة بها، لأنها رأس حربة قطاع الأعمال أو القطاع العام المصري، توقفت عجلة الإنتاج الحكومي، هذا المصطلح الذي حوله غلمان النخبة إلى نكتة يسخرون فيها ممن انقطع قوت يومهم جراء الفوضى والمزايدات الثورية.
.
● أما القطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة والورش والحرفيين، فقد تكفل غلق الطرق والميادين والكباري باعتصامات كبرى أو حتى مليونيات أسبوعية أصبحت طقسا أسبوعيا لمدة عام ونصف، لم يكن خلفها أي شيء سوى أن الجناح المدني للمؤامرة يصفى حساباته مع الجناح الإخواني فحسب، والجناح الإسلامي بدوره يحرك الجناح المدني من خلف الستار لمزيد من الفوضى على أن يلعب الجناح الإسلامي دور إطفائي الحرائق أمام المجلس العسكري في لعبة تقسيم الأدوار فهمها قادة المجلس منذ اللحظة الأولى، وفى النهاية ذهبت أجنحة وفيالق المؤامرة إلى مؤتمر حكماء فيرمونت للاتفاق على المحاصصة السياسية على أنقاض شبه دولة.
.
● وحينما خسروا تعاطف وصوت الشعب ودقت ساعة الحقيقة حينما اندلعت ثورة 30 يونيو 2013، أسفر التيار المدني قبل الإسلاميين على وجهه الإرهابي، واندلعت الاشتباكات في عدد من المحافظات والمدن والأحياء الرئيسية في محاولة من الإسلاميين وظهيرهم المدني من أجل إشعال حرب أهلية في مصر تذهب بها إلى سيناريو سوريا وليبيا.
.
● ودشنوا البؤر الإرهابية تحت مسمى الاعتصامات هنا وهناك، فلم يرتاح الوطن من تلك الاعتصامات التي بدأت في يناير 2011 إلا في أغسطس 2013، لتخسر مصر عامين ونصف من هدوء شوارعها، حيث كانت كافة ميادين العاصمة الرئيسية مغلقة بمخيمات قذرة ووجوه عكرة وميلشيات من البلطجية ظنوا أن ظهر وزارة الداخلية قد انكسر في 28 يناير 2011.
.
● وحاولوا قبل 30 يونيو تعطيل الملاحة في قناة السويس، حاولوا اقتحام المتحف المصري في ميدان التحرير على أمل تصدير كادرات فوتوجرافية مروعة عن آثارنا، حاولوا اقتحام مبني ماسبيرو، اقتحموا مقرات جهاز أمن الدولة من أجل محو ملفات الإرهابيين الكبار على أمل أن يعودوا إلى مصر بسجلات بيضاء وعلى أمل أن يحصد غلمان المؤامرة وشيوخها على سجلات فارغة ولكن من قال إن الدولة المصرية تحتفظ بنسخة واحدة فحسب من كل هذا؟ كان أرشيف لاظوغلى موجودا ووقت الجد خرجت الملفات كالعنقاء تحصد وكلاء الفوضى.
.
● وشكّل مدعي الثورية حكومة بائسة بقيادة عصام شرف، عضو المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطني، بينما كانوا يطالبون بحل الحزب الوطني ومحاكمة كبار رجالاته، ولكن هذه الازدواجية لم تكن الأولى والأخيرة في مسيرة مدعي الثورية وتجار يناير، ولاحقا دسوا العديد من الفشلة في وزارة كمال الجنزوري.

● تم تعيين مليون موظف جديد في عام واحد فحسب، مع عجز الدولة عن سداد الرواتب، أصبحنا نقترض شهريا رواتب الموظفين حتى اليوم بسعر فائدة يتراكم على ميزانية الدولة منذ عام 2011 حتى اليوم.
.
● وأمام انهيار السياحة والصناعة والتجارة، وهروب الاستثمار الأجنبي، كان على الدولة المصرية أن توفر الاحتياجات الأساسية من السلع والإيفاء بالمستحقات المطلوبة من دولة مصر، وهكذا بدأنا السحب على المكشوف من الاحتياطي النقدي، لتخسر مصر 75% من الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة.
.
● والنتيجة هي عدم قدرة الحكومة على الإيفاء بكامل احتياجات الشعب من الكهرباء والبنزين وأسطوانات البوتاجاز.. ما أدى إلى شعور باليأس الاجتماعي، كما اختفت بعض السلع والأدوية، ولم يكتفِ تنظيم الإخوان الإرهابي بذلك، بل عبر عصابات التهريب ساهموا في تعميق الأزمة بأن تم تهريب البنزين المصري المدعم إلى قطاع غزة وتركيا، وكذا بعض السلع المدعمة مثل الأرز والقمح، وتفجير ومهاجمة محطات الكهرباء والغاز من أجل تسوية هذه القطاعات في مصر بالأرض وأن يتم إطفاء مصر للمرة الأولى منذ فجر التاريخ.
.
● ولكن الشعب اشتعل في 30 يونيو، فكان رد المؤامرة سريعا بإشعال الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، وكان يُفترض أن تكون هنالك جبهة أخرى في مرسى مطروح وثالثة في الصعيد ولكن الأمن والجيش أجهضوا تلك المخططات، لتبدأ سلسلة من العمليات الإرهابية في سيناء لا تزال تطل بوجهها القبيح بين الحين والحين في وقتها الحاضر ولكن شتان الفارق بين أرقام عام 2018 وأرقام عام 2014، مع حقيقة لا يجب أن ننساها من الذاكرة، أن عضو مكتب الإرشاد محمد البلتاجي، قالها صراحة إن الإرهاب الدائر في سيناء سوف يتوقف في اللحظة التي سوف يعود فيها محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة.
.
■ ما بين صيف 2013 وصيف 2015 كانت هنالك عبوة ناسفة لكل مواطن، فلم يترك شرذمة الإسلاميين وظهيرهم المدني ميدان أو شارع رئيسي في مصر دون تفجير.. وسقط المصريون شهداء بالمئات.
.
● حاولوا اغتيال العديد من رجالات الدولة واستشهد النائب العام، دبروا حادث إسقاط الطائرة الروسية من أجل ضرب أهم مصادر السياحة وقتذاك إلى مصر ألا وهى القادمة من روسيا، ومن أجل ضرب سمعة الأمن المصري والمطارات المصرية وجعل مصر منطقة غير آمنة للسياح ، وانتشر ذبابهم الاكليتكروني في كافة المواقع والصفحات المحلية والأجنبية محذرين الأجانب من القدوم إلى مصر ، مع نشر صور سلبية ( موجودة في كل دول العالم بالمناسبة) منتقاة بعناية لطرد فكرة زيارة مصر من تفكير أي سائح .
.
● وفي نفس الوقت عمل جناحهم الدعوى على تكفير السياحة والأثار والفن والرياضة، حتى تمتليء

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *