Share Button

Happiness Emotional Equation
(معادلة السعادة )
بقلم / دكتور احمد يوسف الحلوانى
باحث في الشريعة الاسلامية
أن تكون غنيا فتعطى أو قوياً فَتصفح أو حاكماً فتعفو فهذا ليس عجيبا
، ولكن العجيب أن تكون فقيراً وتُعطي فهذا يُعَد أمراً عجيباً، هذا (هضمٌ وتمثّل للأضداد) فهضم أكبر كمية من الأضداد هو عنوان نُضج الشحصية الانسانية .
فهناك نظرية فلسفية شهيرة ترى أن الشخص يكون أكثر اكتمالاً وأعظم نُضجاً إذا كان قادراً على هضم أضداد ومُتقابِلات أكثر في شخصيته.
فالمشرع العليم والخبير بدقائق النفس البشرية اراد ان يثقل الشخصية الاسلامية ويجعلها اكثر اتزانا واعظم نضجا من خلال هضم الاضداد والمتقابلات في فريضة الصوم فنحن نجمع بين الأضداد دون أن نشعر، نفرح بالحرمان، نسعد بالحرمان، نحن مُبتهِجون بمقدم رمضان فعلاً، ونرتعب أن تأتي أحدنا منيته قبل أن يشهد الشهر، نفرح ونسعد بشهر الحرمان .
اذا ما سر السعادة؟! ما علة السعادة؟! ما أسباب السعادة؟! ما مُناقِضات ومُقابِلات تلك السعادة؟!
يقول النبى صلى الله عليه وسلم ” وللصائم فرحتان ”
إذا للصائم فرحتان – كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم-على أن الفرحةٌ الأولى عند فطره، فليست الفرحة في العيد فقط، بل أن كل يوم هناك فرحة، فقد اعطانى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم – أعظم نظرية في السعادة، الا وهى نظرية Happiness Emotional Equation)) المُعادَلة الأكثر مقبولية بين الدارسين والعلماء للسعادة وهى المُسمّاة بمُعادَلة السعادة عاطفياً هذه المُعادَلة تقول” السعادة تُساوي أن تُريد ما تملك مقسوماً على أن تملك ما تُريد”، فبالإنجليزية ،– Equation -تُساوي – أي الـ Happiness Equation – أن تُريد ما تملك -Wanting what you have – مقسومة على أن تملك ما تُريد Having what you want”، فما معنى الكلام هذا بالنسبة للصوم؟
معناه ان الصوم تجربةٌ أكثر من رائعة تجعلنا نخبر ولا نُخبَر عن – إنما نخبر بأنفسنا – هذا المعنى، فتُمسِك عن الطعام والشراب والشهوات سحابة النهار وبعد ذلك أنت ترى الماء البارد نعمةً دونها كل النعم، تراه يترقرق هكذا أمامك أو في الدعايات حتى ويسيل لُعابك، وحين ينطق المُؤذِّن ” الله أكبر ” أو يُضرَب مدفع الإفطار فعلاً تشرب أنت بامتنان ، تُسمّي الله وتحمد الله بامتنان حقيقي مِن حُشاشة قلبك ونفسك على هذه النعمة – نعمة الماء البارد , لأنك جرَّبت أن تُعلِّق تعاطيها، نوع من التعليق وليس حرماناً مُؤبَّداً، فهو حرمان سحابة النهار فقط، وكذلك الطعام والشراب وكذلك الأهل وسائر المُباحات، لذا الآن بدأت تفهم قيمتها، فالله يقول لك “عُد إلى الحقيقة، عُد إلى الصراط، احمد الله تبارك وتعالى”، ولذلك فعلاً “للصائم فرحتان” على أن الفرحةٌ الأولى عند فطره فنحن حين نُفطِر نفرح طبعاً لأننا بدأنا نُدرِك قيمة ما عندنا والآن نحن نُريد ما عندنا، نحن نُريده لأننا قانعون به، مُكتَفون به، حامدو الله ونشكره عليه – تبارك وتعالى – ، فهذا هو، وهذه هى السعادة كما يفهمها علماء السعادة ” أن تُريد ما تملك مقسوماً على أن تملك ما تُريد.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *