Share Button

 

من رزقه الله الأمانة هانت عنده الدنيا وأصبحت لا تساوي شيء
بقلم / محمــــــــد الدكـــــــرورى
الإيمان والأمانة صنوان لا يفترقان، فإذا ذهبت الأمانة من قلب ذهب منه الإيمان، قال عليه الصلاة والسلام “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له” رواه أحمد .

ومن رزقه الله الأمانة هانت عنده الدنيا وأصبحت لا تساوي شيء، وأصبح متاعها زائل، فالمؤمن إذا عرف حقيقة الدنيا تجده لا يبيع أمانته من أجل شيء زائل وحقير، قال عليه الصلاة والسلام “أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا، حفظ أمانة، وصدق حديث، وحُسن خليقة، وعفة طُعمة ” رواه أحمد .

والأمانة رفعت منزلة أصحابها بين الناس فكانوا موضع ثقتهم؛ ولهذا وسدوا أمورهم إليهم ولذلك قال الله على لسان ابنت شعيب: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ القصص.

وإن انتشار الأمانة تزيد الثقة والطمأنينة بين أفراد المجتمع، كما إنها تقوي المحبة والأخوة والتعاون بيننا والأمين يحبه الناس ويحترمونه ويتعاملون معه ويثقون به أما غير الأمين فإنهم يبتعدون عنه، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن نكون غير أمناء فنصبح من ضعفاء الإيمان أو المنافقين فقال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان” رواه البخاري ومسلم .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم موضع ثقة أهل مكة جميعاً فكان كل من يملك شيئًا يخاف عليه من الضياع يضعه أمانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي يحافظ على هذه الأمانة ويردها إلى صاحبها كاملة غير منقوصة حين يطلبها .

وعندما اشتد أذى المشركين له صلى الله عليه وسلم أذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة وكان عند النبي أمانات كثيرة لهؤلاء الكفار وغيرهم فلم يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن كلَّف ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه برد كل تلك الأمانات إلى أهلها …

فقام علي رضي الله عنه بتلك المهمة على خير وجه فعلينا أن نتخذ النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في كل أمورنا فقد رأيناه صلى الله عليه وسلم حريصاً على رد الحقوق إلى أهلها في حين أن أصحاب تلك الحقوق كانوا يريدون قتله.

والأمانة العظمى والوديعة الكبرى التي أودع الله الخلائق، وأخذ العهد عليهم بها وأشهدهم عليها، وقال – عز وجل – لهم: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ﴾ الأعراف

والمعنى: شهدنا أنك ربنا وإلهنا؛ ولذا فإن حق الله على العباد أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئاً، كما أن حقهم عليه – سبحانه – أن لا يعذب من مات منهم وقد أدى الأمانة ..

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *