Share Button

بقلم
وفاء عبد النبى المزين
باحثة دكتوراة بكلية التربية
(تخصص مناهج وطرق تدريس العلوم التجارية)

تُعرف أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا نوادى ريادة الأعمال بأنها مجموعة ديناميكية متحمسة تجمع طلاب الجامعة، والمنتمين للتعليم التجارى، وأعضاء هيئة التدريس، ورجال وسيدات الأعمال، والمهتمين بالإبتكار وريادة الأعمال من سائر فئات المجتمع معًا لنشر ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال؛ فهى تمثل المنصة التي تجمع طلاب الجامعة ممن تتوفر لديهم السمات الريادية لتبادل الآراء لتطويرأفكارهم الريادية حسب ما أشار معهد ريادة الأعمال بجامعة الملك سعود.
وتهدف هذه النوادى لنشر ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال في جميع أنحاء الحرم الجامعي والمجتمع المصري، وبناء زخم ريادى بين جنبات المجتمع الجامعى، وتحفيز المستثمرين والممولين لإيجاد قنوات مناسبة لدعم منظومة ريادة الأعمال، وتشجيع التفكيرالريادى والنشاط والوعى التجارى بين طلاب الجامعات، كما تقوم بدعم احتياجات الطلاب الراغبين في ريادة الأعمال، لإعداد جيل مميز من رواد الأعمال والمبتكرين لتحويل الأفكار الإبداعية لفرص حقيقية وبالتالى تخريج مشاريع ريادية جديدة قادرة على مواجهة السوق، بالإضافة لتعزيز مفهوم ريادة الأعمال ومقومات المشروع الريادى بين الطلاب، كما تقوم بتشجيع تعاون وتفاعل الأعضاء مع رواد الأعمال البارزين فى العالم والشركات المحلية في مشاريع ريادية، وتحرص على تزويد رواد الأعمال بالإرشادات والمهارات العلمية والتدريبات التطبيقية للمشروعات الريادية حتى تكون قادرة على المنافسة، بجانب دورها فى إكساب مهارات ريادة الأعمال، وصقل الصفات والسمات الريادية لدى المحتضنين للمشاريع الريادية.
وترفع هذه النوادى شعار: ” أنا أبدع . أواجه المخاطر . أتحين الفرص . أعيش شغفى ــ أنا رائد أعمال”، وتعتمد هذه النوادى منهجية فى العمل تقوم على التعلم القائم على الممارسة، والتفاعل، والإبداع، والتعلم من بعد.
وتقدم هذه النوادى العديد من الخدمات مثل: إلقاء المحاضرات لتحفيز وتوجيه الشباب للعمل الريادى، بالإضافة لعقد لقاءات مع رجال الأعمال ورواد ورائدات الأعمال لثقل خبرات الطلاب وتقديم نماذج ريادية لهم، بجانب تشجيع الأعضاء على المشاركة فى الأنشطة المختلفة للأعمال الريادية، كما تقوم بعقد مؤتمرات ورش عمل تدريبية للشباب لإكسابهم المهارات الريادية ليصبحوا مؤهلين لعمل مشاريع ريادية منتجة والتعامل مع سوق العمل.
ولقد أشار علاء أيوب أن لريادة الأعمال دور كبير فى تحقيق التنمية المستدامة، والمحرك للنمو الإقتصادى لأى دولة، بالإضافة لتحقيق التنمية الشخصية والإجتماعية لأفراد المجتمع، وزيادة القدرة التنافسية والإبتكارية للأفراد، وأن رواد الأعمال أصبحوا يمثلون قادة العهد وصناعه، والمصدر الرئيسى لميلاد أفكار المشروعات الجديدة التى تترجم بعد ذلك لكيانات اقتصادية ناجحة.
كما أشارت منال خيرى لاهتمام السياسات الدولية بمجالات دعم ريادة الأعمال حيث تمثل أحد ركائز التنمية.
من هنا أصبحت فكرة تهيئة المجتمع للتحول لفكر ريادة الأعمال وتشجيع الشباب لتأسيس أعمالهم بأنفسهم ضرورة ملحة.
لذا صدرت توجيهات من السيد رئيس الجمهورية في منتدى الشباب بجامعة القاهرة، وتوجيهات من السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بتنفيذ ذلك.
ومن هنا قامت أكاديمية البحث العلمي
والتكنولوجيا بمبادرة إنشاء نوادي ريادة الأعمال بالجامعات، خلال الأسبوع العالمى لريادة الأعمال بالتعاون مع لجنة الصناعة بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال ومنصة مكسببى لريادة الأعمال.
وتخصص المبادرة تمويل للصرف على
أنشطة هذه النوادى والتعريف بها وبأهدافها وخدماتها التي تقدمها للأعضاء ويقدر هذا التمويل طبقاً للانجازات، وعدد المستفيدين،
ومؤشرات قياس الأداء للبرنامج.
ويشير جمال الدهشان إلى أن البطالة تعد تحديًا عالميًا معقدًا لمعظم دول العالم، وهاجسًا يقلق المجتمع وأفراده، فهى أشر شر يواجه الإنسان، وأشر شر يهدد الإنسانية؛ فهى تحطم الجوانب المعنوية والنفسية للإنسان، وتسبب ارتباكاً وخللاً فى الأسرة، كما أن لها العديد من الآثار السياسية الإقتصادية والإجتماعية على المجتمع.
كما أشارت عبير عثمان إلى أن الخطة الاستراتيجية للتعليم قبل الجامعى 2014 تؤكد على اعتبار البطالة تهديدًا للاستقرار الاجتماعى والسياسى لأى دولة، وبطء معدلات النمو الإقتصادى.
لذا توجب علينا التكاتف معًا لمواجهة مشكلة البطالة ومحاولة القضاء عليها بالبحث عن الحلول الناجعة للفتك بها؛ لذا كان من المحتم علينا استخدام ريادة الأعمال كمدخل للقضاء على وحش البطالة الذى يهدد مجتمعاتنا من خلال تدريب طلاب الجامعة وطلاب التعليم الفنى التجارى على بناء مشاريعهم الخاصة وتأسيس نواة لمشروع ريادى للإنخراط فى الحياة المهنية مبكرًا بدلًا من الإنتظار فى طابور العاطلين بعد التخرج.
لذا فقد دعت عبير عثمان للإهتمام بريادة الأعمال حيث تعد منطلقًا أساسيًا للحد من البطالة وزيادة إنتاجية الأفراد والدول، بالإضافة لإعداد جيل من أصحاب الفكر الريادى والمشاريع الريادية مما يوفر فرص عمل ويؤدى لتنويع اقتصاديات الدول حسب ما أكدته المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة.
وفى هذا الصدد أشار جمال الدهشان لبعض الآليات للتغلب على البطالة من خلال التدريب على ريادة الأعمال وتمثلت هذه الآليات فى عرض مخاطر البطالة ومداخل التغلب عليها والتى من بينها مدخل ريادة الاعمال والمشروعات الصغيرة، واستعراض مبادىء ريادة الأعمال وكيفية تحويل الأفكار إلى مشروعات منتجة، بالإضافة للتدريب على التخطيط للمشروع الريادى، وتمويله، وإدارته، ومهارت تسويقه، وخطوات تنفيذه، والجهات التى يمكن أن تسهم فى تدعيمه، وتقديم النماذج الناجحة فى ريادة الأعمال.
كما تم إنشاء وحدات الإبتكار وريادة
تطوير الأعمال ببعض الكليات، بالإضافة لإنطلاق بعض الحملات مثل حملة اصنع وظيفتك وغيرها، وبعض البرامج مثل برنامج الحاضنات التكنولوجية، وبرنامج بناء قدرات طلبة الجامعات.
وفى هذا الصدد قامت العديد من الجامعات بإضافة مقرر عن ريادة الأعمال على الطلاب خلال سنوات الدراسة الجامعية.
ولذا أقترح إضافة تكليف فى نهاية هذا المقرر بإختيارالطالب لفكرة ريادية ويقوم بتطبيقها سواء بمفرده أو بشكل جماعى مع زملائه، والتدريب على تنفيذها بالإستعانة بإحدى نوادى ريادة الأعمال لتكون تدريب عملى يضع الطالب فى غمار التجربة فى فترة الدراسة قبل تطبيقها على أرض الواقع بعد التخرج ليخرج مؤهل لذلك.
وبناءًا على ما سبق فيمكن اعتبار نوادى ريادة الأعمال المنبع لتوفير فرص العمل للشباب، والعلاج الناجع لتقليل نسبة البطالة بينهم؛ حيث تتيح هذه النوادى الفرصة للطلاب لتوليد الأفكار الإبداعية، وتنمية مهاراتهم الريادية، وتوفر لهم الفرص لإمكانية تبنى بعض رجال الأعمال لأفكارهم، وتوفير التمويل اللازم لمشاريعهم الريادية وبالتالى توفير فرصة عمل أو مشروع منتج مما يسهم فى القضاء على شبح البطالة الذى يهدد مجتمعاتنا.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *