Share Button

بقلم مصطفى سبتة
بعدَ ظلْــــــمٍ جئْـــتني يا ذكْرياتــــي
والأماني بيـــــــن موْتٍ وحياةِ
بعد قهْرٍ عِــــــشتُه في السنـــــواتِ
حَملتْ كلَّ عذابِ الكائــــــــناتِ
ظــــــلّ فيها شبــــــحٌ بالظّلـــــماتِ
فهوَتْ عيْني وَسُدّتْ طُــرُقاتـي
ورمتْ شمْلــي بعُـــــنْفٍ وعُـــــتوٍٍّ
والصّبا نشوانُ والــحبُّ موّاتـي
فاحْفظيها في المآسي الخالـــــــداتِ
أو دعيها ترْتوي من عَــــبَراتي
واسْكني في عُمقِ أحْشائي عساني
أجدُ الســــلْوى تُداوي زَفـــراتِي
جثــــم الويلُ علـــــينا ومــــضى
حقباً سُوداً ودهـــــــــــــراً مُقبضا
كلّــــــما عــــــودُ ثقــــابٍ أوْمـضا
هــــجمَ اللّيلُ بعــــــنفٍ مُعرضا
ودُجىً كالرّعْب في جَوْفِ اللّـــــظى
هتـــــكَ الفجرَ مــساءً ومضى
كان رُعــــــباً عسْـــكريا مُغـــرضاً
هَبَّ ظُلما وتوارى في الفـــضا
هاجمَ الحـــــــــبَّ بكُــــــرْهٍ وارْتضى
قتْلَ فـــــجْرٍ قـــــدْ بدا أبْيضا
جاثــــــماً فــــــوقَ فُلٍّ فاتـــــــــــنٍ
في ربيـــــعٍ يَشْتهي أن ينْهضا
حانَ اقْتــــــــباسِ أنـــوار اليراعِ
يافؤادي ويْك،هــــــــيّا لا تُراعي
قدْ تَدانى الــــــــبحرُ من بعدِ امْتناعٍ
وغـــدتْ دُنْيانا قـــــــيْد ذراعِ
هذه الجــــــنّةُ ياويْـــــــحَ الأفاعي
نَفثتْ في زهـْــــرِها سُمّ الخداعِ
يا يراعي طُــــــفْ بِهاتيكَ البــــقاعِ
وتهـــــــيّأْْ للــــــــــقاءٍ ووداعِ
لا تدعْني في مـــــــتاهات الصّراعِ
ضاعََ عُمري،ويْحَ للْــعُمرِ المُضاع
والتمسْ قَـــــــــــــــفْزةَ بعْثٍ ومتاعِ
تحْــتَ أُفْقٍ صادحٍ صافي الشعاعِ
أيّــــــها الفــجرُ بلادي مـا عَـــــراها
كيــفَ أضحتْ عِبْرةً في شقاها
أوَ حــــــقّاً قَربتْ مـــــنْ مُـــــنتهاها
هــــذه المحـــــنةُ وانْجابَ دُجاها
أغـــــداً تسْتـــــــقبلُ الــــــدنيا مُناها
حــــرّةً تشدو بمكنونِ هَـــــــواها
وأرى حــــــرّيةَ عــــــزٍّ حـــــــماها
لم يُضِعْ عُـــــقْباهُ من ماتَ فداها
أيّـــــها الفــــــجرُ تأمّلْ أتـــــــراها
أنت مــــن فِضَّتِها أيـــــــنَ سناها
ذُذتَ عــــــنها وتقــــــدّمْتَ خُطاها
يــــومَ قالوا:خسرَ النــــــصرُ فتاها
أيُّ بُشرىً زَفّـــــها نــــــوْرسُ البحْر
من أَداءِ ذلك الـــطير المُغنّــي
هزّ قلبي صــــــوْتهُ،إذْ مسّ أذْني
أَلــــحُبٍّ،أمْ لسلمٍ،أمْ تَمـــــــــــنّي
يا بشيرَ الحُبّ لا يُزعِجْكَ ظــــــــنّي
أنا ظـــــــمآنٌ إلى الشّـــدْو فزدني
حملتني النّفسُ في صــمتٍ وحزنٍ
أيُّ عيْـــــشٍ بعدها تـشْتاقُ عيني
صاح قلبي:إنْ تدعْني لسْتَ منّــي
إفْتحِ البابَ ونَـــــــــــحِّ القيْدَ عنّـي
لا تدعْــــــني أمْقُتُ العُـــزْلة إنّي
قد سئمتُ اليوم في كـهْفِ سجْني
ذا نشيدي مِنْ جُنوني ذا غِنائي
هو ذا الفـجرُ فـهيّا يا أصـــدقائي
إفتـــــحوا نافذةً عبـــــــر الفــــضاء
إفتـــــحوها لأرى وجْـــــــهَ السّماء
في ظلال الحُبّ أو نـــــــورِ الصّفاء
حنَّ تغْــــريدي لِنَظْــــــمي وغنائي
فاتْركوني بــــينَ أمْــــــــواج الضياءِ
وارْقُبوا فوقَ المــــــــصابيحِ لِقائي
لا تقـــــولوا كيــــفَ أضْحى مُستبدّا
حاكمٌ في مـــــــــوْطنٍ خالي النّماء
قد سمعْتُم دعْوتـــــــــي يا رفاقي
وعلمتُمْ ما طمـــــــــــوحُ الشعراء

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *