Share Button

بقلم / محمـــــد الدكــــــرورى 
إن سألتم عن مكان اليتيم في القران فاعلموا انه تعرض القرآن الكريم له فى آيات كثيره وهذا من تعظيم مكانة و حرمة اليتيم الذي اصبح في كافلة الأمة فها هو القران الكريم يحثهم حثا على رعايته و حسن مصاحبته …

إن رعاية اليتيم و حسن تعهده وصية الله تعالى لجميع الأمم و ليس مقصورا على أمة محمد صلى الله عليه و سلم لان اليتيم هو قضية كل عصر لذا يخبرنا الله تعالى عن امره لبني إسرائيل بالإحسان إلى اليتامى فقد اخذ عليهم الميثاق الغليظ إن يكرموا هؤلاء قال رب الأرض و السماء: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ ﴾ ..

بل تأملوا مكانة اليتيم كيف يرسل الله تعالى نبيين كريمين للعناية بمال اليتيم ليصلحا جدار تحته كنز ليتيمين ﴿ جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَه ﴾ وأصلحه الخضر بدون أجر يأخذه على ذلك العمل.ويكشف القرآن سبب ذلك الإكرام في قول الخضر لموسى: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ﴾ ..

وهكذا كان صلاح الآباء سببًا في حفظ حقوق الذرية ورعاية ما أودع لهما من كنز مالي، أو علمي على اختلافٍ في التفسير في بيان نوعية الكنز وقرن الله تعالى الإحسان إلى اليتامى بعبادته وحده فقال سبحانه: ﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ.. ﴾ ..

واهتمام القرآن باليتيم من الناحية النفسية والاجتماعية: واعلم أن القران الكريم اهتم باليتيم في شتى مناحي الحياة ليحيى اليتيم في جو من الحب و الحنان حتى لا يشعر بمرارة الفقد و بمرارة اليتم و جاءت صورة الضحى لترسي لنا العناية الفائقة باليتيم من الناحيتين النفسية و الاجتماعية لخير البرية – صلى الله عليه وسلم – فالله تعالى يقول لنبيه – صلى الله عليه وسلم في باب الامتنان: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ﴾ ..

و في هذه الآية يستنبط منها أنه واجب على ولاة الأمور من الحكام و من الأوصياء ألا يتركوا اليتامى بدون مأوى فيتصيدهم المجرمون و ينحرفون… وتمثل البيئة التي ينبغي أن يعيش فيها اليتيم فحتى لا تنزلق أقدام هؤلاء اليتامى لابد من توفير البيئة الصالحة الناصحة المرشدة الحانية حتى ينشا هؤلاء نشأة إيمانية صالحة ..

وفي قوله: ﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ﴾ وهو الاهتمام بالناحية المالية لليتامى وشرعت لهم موارد كثيرة يأخذون منها المال،منها ما في قول الله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ.. ﴾ وفرَضَ لهم الله تعالى في قرآنه نصيبًا من الخُمُس مما يحصل عليه المسلمون من الغنائم التي غنموها من قتال الكفار …

وكذلك الاهتمام بالناحية النفسية لليتيم له تأثير كبير على نفسيته و سلوكه و نضوجه فينبغي على المربي و الوصي أن يراعي الجانب النفسي له و يكون ذلك بالحنان الدافئ و بالسلوك الراشد حتى لا يستشعر ذلك اليتيم بالقهر أو الظلم و الحيف بسبب أنه يتيم قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ ..

وحذرنا الله تعالى من قهر وردع اليتيم فقال سبحانه: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ ..

هل استشعرت هذه الآيات حيث صور الله تعالى من يظلم ويعتدي على اليتيم بالذي يكذب بالدين يعني بالجزاء والحساب واليوم الأخر وذلك فى قوله ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ ﴾ بِالدِّينِ أي أأبصرت يا محمد الذي يكذب بالحساب والجزاء؟ أو بالمعاد والجزاء والثواب.

يقول سيد قطب – رحمه الله – إن الذي يكذب بالدين هو الذي يدفع اليتيم دفعاً بعنف أي الذي يهين اليتيم ويؤذيه والذي لا يحض على طعام المسكين ولا يوصي برعايته.. فلو صدّق بالدين حقاً، ولو استقرت حقيقة التصديق في قلبه ما كان ليدع اليتيم، وما كان ليقعد عن الحض على طعام المسكين).

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *