Share Button

نجلاء القصيص

بعدَ إجرائِها فحوصاتٍ عديدةٍ، أخبرَهُ الطبيبُ: أنّها لن تعيشَ طويلًا؛ أمامها أشهرٌ فقط، تزيدُ وتنقص.
صفعَهُ بقوةٍ ذلكَ الخبر.
سألَهُ:
– ألا يوجدُ بصيصُ أملٍ في شفائِها.
– لا. فقد انتشرَ المرضُ في جسدِها، ومع ذلكَ سنبذلُ جهدَنا والأعمارُ بيَدِ الله، كن شجاعًا، اجعلْ إيمانكَ بالله أقوى.

التقاها على العشاءِ وقلبُهُ يتفطّرُ ألمًا؛ فلا تزالُ كلماتُ الطبيبِ ترنُّ في أذنِهِ.
على ضوءِ الشموعِ طلبَ منها مراقصتَهُ، رغمَ شعورِها بالإجهادِ استجابتْ له.
وأثناءَ ذلكَ أخرجَ مِن جيبِهِ علبةً، وأغمضَ عينيها بيدِهِ مُمسكًا بيدِها الأخرى وهو يقبِّلُها بشوقٍ؛ تناولَ خاتمًا محفورًا عليهِ اسمه، وألبسها إياه.
ابتسمتْ لهُ ومهرجانُ السعادةِ يغطّي وجهَها، قائلةً:
– أحبك.
وضعَ رأسَهُ على صدرِها.
سألتْهُ عن سبب ذلك؟
رد:
– لأستمع لدقاتِ قلبِك.
مرّتْ دقائقُ صمتٍ،
بعدَها همستْ:
– ألمْ تشبعْ مِن قلبيَ بعد؟!
كرَّرَتْ سُؤالَها، ولمْ يجبْها.
حاولتْ إيقاظَهُ، دونَ جدوى؛ فقد كانتْ أطرافُهُ باردةً.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *