Share Button
وفاة الزميل الصحفى على إبراهيم وحيدا في شقته بالجيزة..
عاش وحيدا ومات وحيدا..
دق جرس التليفون الساعة الثامنة صباح في منزل صديقتى العزيزة إيمان إمبابى الصحفية بجريدة الأهالى سابقا ..وكعادة إيمان لا ترد على الأرقام التى لا تعرفها ..لكنها اليوم وعلى حد قولها لا تدرى ماالذى دفعها على الرد على المكالمة ..لتسمع صوت غريب يسألها بنبرة حزينة:
حضرتك تعرفى الأستاذ على إبراهيم ..
لتجيبه.. نعم ..
فيقول المتحدث بلهجة تقطر ألما:
أنا جار الأستاذ الصحفى على إبراهيم ..لقد وجدناه ميتا بمفرده داخل شقته ..ولم نجد على تليفونه سوى مكالمتين واحدة بإسم إيمان إمبابى والأخرى بإسم محمد البنا ..فإتصلنا بك ..لتخبريننا بعنوان أهله لتسلم الجثة ودفنها..
تصدم إيمان من الخبر المفجع.. حتى أنها تسأل المتحدث بلهفة كيف مات ومتى ..وهل مات فجأة ..
لكنه لم يرد عليها بغير أنهم قد إكتشفوا وفاته اليوم ..ووجدوا رقمها على تليفونه..
ولا يعرفون أحد من عائلته ولا يعلمون عنه شئ سوى أنه صحفى وكان يعمل بجريدة الأهالي وعضو نقابة صحفيين ..
قالت إيمان للمتصل من بين دموعها:
لقد عاش وحيدا كفيفا ومات وحيدا ..ليس له عائلة ولا أبناء..ولا أقارب ..
أغلقت التليفون مع المتصل وقامت بعمل عدة إتصالات مع زملاء دفعته من الصحفيين تخبرهم بموت زميلهم وحيدا وجيرانه إتصلوا بها يسألون على أهله..فيجب أن نكون نحن الصحفيين أهله الآن وليتبرع أحدكم ليدفنه في مقابره بدلا من مقابر الصدقة.. ويجب أن نشارك جميعا في جنازته ونصلى عليه ..
وتشعر إيمان بالفجيعة من ردودهم ولا مبالاتهم .. فكل منهم يهرب من الموقف بطريقة أو بأخرى ..فأحدهم يخبرها أنه خارج القاهرة ولا يتمكن من التواجد وآخر بأنه مريض وحالته لا تسمح للذهاب إليه..وثالث بأنه يسكن بعيدا ..ورابع….وخامس….الكل يعتذر ..فلم يتبرع أحد بدفنه في مقبرتهز أو بالمشاركة في دفن الزميل الصحفى الذى عاش وحيدا على مساعدات أهل الخير ومات وحيدا في شقته المتواضعة بشارع المحطة بالجيزة ..فلم يتزوج ولم يكن له أشقاء أو أقارب ولأنه كان كفيفا ومريضا لم تسعفه حالته الصحية في سنواته الأخيرة أن يمارس عمله وعاش فقيرا على معاش محدود ..
وربما وجد الجار في تليفونه رقم الزميلة إيمان إ مبابى التى كانت تعمل بجريدة الأهالي والزميل محمدالبنا.. لأنهما فقط من كانا يسألان عنه ويقدمان له المساعدة ..
وبعد معاناة الصديقة إيمان إمبابى لإقناع الزملاء بضرورة الذهاب لتكفين ودفن الزميل الذي وجدوه ميتا وحيدا..لم تجد إستجابة سوى من الزميل العزيز أيمن عبد المجيد عضو مجلس نقابة الصحفيين ليقوم بالمهمة الإنسانية والواجب الذى تنصل منه الجميع .فيذهب لمنزل الزميل المتوفي على إبراهيم برفقة إثنين من موظفى نقابة الصحفيين ليجدون أحد الجيران قد تبرع بدفن جاره الصحفى بجريدة الأهالي سابقا وعضو نقابة الصحفيين حاليا في مقبرته كصدقة ..
أن ما حدث للزميل على إبراهيم يوضح ما آل إليه حال الأسرة الصحفية الآن..
رحم الله زميلنا وعوضه خيرا عن معاناته الطويلة في الدنيا وإهمال زملاؤه له وجحودهم في حياته وموته..
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏
٧
١٥ تعليقًا
أعجبني

تعليق
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *