Share Button
وكالة الجداوي بالأقصر الأشهر بالصعيد.. أنشئت في العصر العثماني لإنعاش حركة التجارة
كتب:أحمد عنتر – الأقصر
وكالة الجداوى منشأة تجارية شيدها حسن بك الجداوى سنة 1207هـ/ 1792 م، الذى كان مملوكا لعلى بك وهو أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الذهب، وتولى إمارة إسنا بالاشتراك مع مراد بك، فى عهد الحملة الفرنسية، وسميت بالجداوى لأنه تولى إمارة جدة فى عهد على بك الكبير سنة 1184هـ، وتقع وسط مدينة إسنا بالناحية الشمالية بالقرب من معبد الإله خنوم بإسنا وعلى مقربه من نهر النيل وتبلغ مساحة وكالة الجداوى حوالى 2321 متر.
إن الوكالة الإسلامية كانت محطة للقوافل التجارية السودانية، والتبادل التجارى بإسنا بين مصر والسودان، وذلك لاتصالها بدرب الأربعين الذى يصل من دارفور وأسيوط، حيث كانت مصر تستورد من السودان أعشاب طبية، وجمال وخيول، كما كانت السودان تستورد من مصر السكر والشاي، بالإضافة إلى الزيوت.
والوكالة كانت تستخدم كمقر ومنزل للتجاروالبيع والشراء للسلع حيث كانت إسنا تشتهر فى ذلك الوقت بكونها مركزًا للتبادل التجارى فى صعيد ومن أشهرالبضائع التى كانت تباع بالوكالة السلال والمصنوعات الخفيفة المصنوعة من سعف النخيل المصبوغ بألوان متعددة الأقمشة القطنية الخام الناعمة والشيلان المعروفة باسم الحلاية الذى كان يعد أكثر الملابس ضرورة عند سكان مصر فى ذلك الوقت خاصة لمن يقومون بالسفر, فكان بالنسبة لهم الفراش والجبة والخيمة, وكانوا يطوقون به رقابهم وهو أعظم مكافأة يمكن أن يقدمها السيد لخادمه تعبيرا عن رضائه عنه وعرف عن إسنا قديما وجود العديد من مصانع الأوانى الفخارية والمعاصر التى كان أشهر إنتاجها زيت الخس .
وتعد وكالة الجداوى من أهم الوكالات التجارية فى صعيد مصر وهى مسجلة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزارى رقم10357 لسنة 1951 م .
كما تطل واجهة الوكالة على معبد إسنا بارتفاع 8 أمتار، تعلو واجهة باب الوكالة عتبة من الخشب منقوش عليها النص التأسيسى لها بالحفر الغائر، كتب على جانبها الأيمن ” نصر من الله وفتح قريب, وبشر المؤمنين ،قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد, هو الأول والآخر سبحانه وتعالى أحد صمد”.
أما الجانب الأيسر “دارالسعود بدار الخيروالنعم العظم السعد ربها والبشر لازمها طوبى لساكنها ناجى من الغم الله يحرسها من كيد حاسدها بجاه طه التهامى معدن الكرم عليه أذكى صلاة خالقنا مع السلامة من جاء بالحكم ربى يسر ولا تعسر ربى تمم بالخير تحريرا فى 12 شهر ربيع ثانى 1207 هـ .”
ويوجد بداخلها طابقان يحتوى كل طابق على مخازن وغرف للعمال والمغتربين ومحلات تجارية، يفتح كل منها على ممر عبارة عن رواق مسقوف بـ “البراطيم” وجذوع النخيل، كما يوجد بها بهو مسقوف على شكل “صحن” مغطى بـ “خشخيشة” على شكل مخروطي، وتتكون الوكالة من فناء كبير تحيط به المحلات التجارية، كما تحتوى الوكالة على أربعين حجرة وملحقات أخرى تلتف فى طابقين.
+8
تعليق واحد
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *