Share Button

بقلم / محمـــــــد الدكـــــــرورى 
هو مرض العصر فى هذه الايام الا ما رحم ربى فهو مرض خطير وداء عليل لا يخلو منه كثير من البشر بنسب متفاوتة وهو كبيرة من كبائر الذنوب وموجب لغضب الرحمن وسبب عظيم من أسباب الحرمان إنه الكِبْر ..

وما أدراك ما الكبر، بسببه أخرج إبليس من ملكوت السماء، وطرد من رحمة الرحمن وإن الكبر مُؤدٍّ إلى الكفر والضلال والكبر خلق شيطاني ذميم، وهو أول ذنب عصي الله به، وهو من أسباب الكفر والضلال وهو مانع من الهدى وسبب لختم القلوب على الضلال ويقول الله عز وجل ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾

وهو جالب لغضب الرحمن، ولعذابه الشديد، ومانع من محبته سبحانه ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: (قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعزة إزاري، فما نازعني في واحد منهما عذبته) رواه ابن حبان وأبو داود.

ويقول عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبركم بأهل النار، كل عتل جواظ مستكبر) رواه البخاري ومسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: (احتجَّت الجنة والنار، فقالت النار: فيَّ الجبارون والمتكبرون) رواه مسلم.

فالكبر ذنب عظيم موجب لعذاب الله ومقته سبحانه والصرف عن الهدى والكِبْر فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح؛ حيث قال عليه الصلاة والسلام: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) فقام رجل فقال: يا رسول الله! إن الرجل يحب أن يكون ثوبه نظيف ونعله حسن، فقال عليه الصلاة والسلام: (ليس ذلك، إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم.

فحقيقة الكبر هي في القلب، من رؤية النفس فوق الخلق، واحتقار الناس، وعدم قبول الحق، وأما أخذ الزينة الظاهرة فهو من الجمال الذي يحبه الله تعالى وليس من الكبر في شيء، كما أبان ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن التبس عليه الأمر.

والكبر في القلب وله مظاهر عدة، جاء بعضها في نصوص الكتاب والسنة، فمنها ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق من بطر الحق أي عدم قبوله، فيترفع المتكبر عن قبول الحق بكافة أشكاله، من نصح وإرشاد وعلم وتعليم، والحق يجب أن يخضع له كل أحد وهو أحق أن يتبع.

وهو ازدراء الآخرين واحتقارهم والترفع عنهم، وقد كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وأرفعهم مقاماً أكثر الخلق تواضعاً، فقد كان يسلم على الصبيان، وكانت الأَمَة تأخذ بيده في أسواق المدينة في حاجتها، وكان مبتسماً بشوشاً.

ولما كان فتح مكة وكان عليه الصلاة والسلام في موقف المنتصر على رأس جيش عظيم، وهو يدخل مكة التي أخرجته مطارداً هارباً، يدخل عليه الصلاة والسلام ويكاد رأسه يمس الرحل، تواضعاً لله تعالى.

وقد جاء ورجل يكلمه، وهو يرتجف، فقال عليه الصلاة والسلام: (هوِّن عليك، فإنما أنا ابنُ امرأةٍ من قريش كانت تأكل القديد) رواه الطبراني.

وقد قال سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ وكانت الآيات الكريمة تنزل على النبي الكريم وعلى الأمة للبعد عن صفات المتكبرين، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ﴾ ..

وكما وجَّهَ عليه الصلاة والسلام للبُعْد عن صفات المتكبرين، ومنها: عدم قبول الحق، فقد رأى عليه الصلاة والسلام رجلاً يأكل بشماله، وقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام النهي عن الأكل بالشمال، وأنه تقليد للشيطان، فقال عليه الصلاة والسلام: (كُلْ بيمينك)

فقال: لا أستطيع، قالها كذباً متكبراً عن الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا عليه عليه الصلاة والسلام بقوله: (لا استطعت) فما استطاع أن يحركها، وقال عليه الصلاة والسلام: (ما مَنَعَهُ إلا الكِبْر) رواه مسلم.

وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحبَّ أن يتمثَّل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار) رواه الترمذي

وهذا تهديد لمن يحب التعظيم، وقد كان عليه الصلاة والسلام شديد الكراهة أن يقوم له الناس، وكان يعرف ذلك من وجهه على الصلاة والسلام.

ومن مظاهر الكبرالاختيال في المشية وفي الناس، وإسبال الثياب، يقول عليه الصلاة والسلام: (بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه) رواه البخاري.

وإن الإعجاب بالنفس منهيٌّ عنه حتى لو كان على أمرٍ صحيحٍ من العلم والإيمان والهدى وحسن الخلق؛ بل الواجبُ شكرُ الله على هذه النعم، فضلاً عن التكبر بسبب باطل من جمال أو مال أو نسب فتواضَعُوا لله تعالى، وانسِبوا له كل نعمة وخير ﴿ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ ﴾ واشكروه على نعمه، ومن تواضع لله رفعه …

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *