Share Button

التقيته للمره الاولي وألفيته شابا يافعا متنأنقا وسيما وأنهي إلي أنه بعد قصة عجيبة غريبة تم تعيينه بوظيفة مرموقة وأن امرأه مشهورة هي التي مهدت له الطريق لتلك الوظيفه وبعد معاشرته ومخالطته اكتشفت انه يحيا بشخصيتين متناقضتين شخصيه الوقور المهذب وشخصيه الأحمق.
وبدأ في إظهار حماقاته الرعناء مبكرا إذ بعد استلام عمله بمبني حكومي مهيب بإحدي المحافظات الساحلية قام بدهان كافه حوائط المبني بكافه غرفه وطوابقه علي حسابه الشخصي ثم بدأ بتوزيع هبات علي كافه العاملين بالمبنى بشكل استعراضي ينبئ عن سفه صاحبه ثم بدأ يعلن عن أفكار غريبة عن الناس وعن الحياه وعن الأخلاق كان فيها متطاولا علي كل القيم وعلي أقدار كل الناس بشكل يكشف عن خلل نفسي عميق وقد رصد المحيطون به تصرفات كثيره تشي بعدم اتزان فاعلها .
توالت الأحداث وتتابعت السنون وقد رقي صاحبنا ليتولي مكانا عليا كان يفرض عليه أن يكون نائبا عن المجتمع وحارسا لقيم وأعراف وطنه وميثاق أمته متصديا لكل من تسول له نفسه العبث بالمقدرات والاموال والحقوق والدماء والأعراض.
ظل يمارس دور الوقور الذي يتوشح برداء من القيم العتيده ويحيا بين ظلالها الا ان الشخصية الاخري كانت تطل علي الكافه بين الفينه والفينه .
عرضت عليه ذات يوم واقعه فساد اهتز لها ضمير المجتمع والحق انه تولي التصدي لمحاسبه” من قارفها بدم بارد وقد ولغ في الخطيئة وتردي في هاويه الاثم الي ابعد حد “بكل حزم وأنزل بساحته العقاب الصارم فصفق له الجميع ورفعوا له القبعات تقديرأ لدوره واحترامأ لعمله الرائع وابتهج الجميع عدا امرأه فاتنه هي زوجه هذا المجرم التي ظلت تصرخ علي فراق زوجها والحق انها كانت من أجمل النساء حسنا وقدا واعتدالا فهي فائقه الحسن والجمال متلهبه الانوثه فصادفت هوي في نفس صاحبنا وتبادلا النظرات الخبيثه التي كانت ابلغ من كل حديث والواقع أن الجمال هبة الله تعالي وليس لأمرأه فيه عمل ولكن العجيب ان اكثر عمل المرأه يكون في إفساد هذه الموهبه بجهلها ان كانت جاهله وبعلمها ان كانت عالمه وبلاشئ ان كانت هي لا شي.
واتفقا وثالثهما الشيطان علي العشق والهوي بعيدا عن الأعين وتخلصت من زوجها المجرم بدعوي قضائية نالت علي اثرها حريتها ثم تواضعا علي العيش تحت سقف واحد بعقد عرفي” وحده الله يعلم هل وقع عليه احد من الشهود ام لا” وظلا يتقاسمان الهوي ويشربان من كأسه حتي الثماله حتي صار الهوي خله ثم اضحي عشقا وغدا ولها ومستهاما وهائما وحيرانا وأصبح يهذي من النشوه .
والحق انك اذا صاحبت يوما عاشقا فليس لك ان تبدأه كلما لقيته إلا بسؤال واحد هو ماحماقتك اليوم ؟!
اثمرت العلاقة جنينا فتفتق ذهن الأحمق عن حل ينأي به عن الفضيحه ويخرجه من المأذق الرهيب وعن قوارع الحساب فأقنع أخاه الأصغر ان يكتب الفتاه الصغيره باسمه بالاوراق الرسميه غير آبه بقيمه او معتبرا بدين أو ناظرا الي اخلاق او معتدا بتقاليد او أعراف وانزلق أخوه معه الي تلك الهاويه طامعا في مكافأه وعده بها فضلا عن تسويه أمور الميراث المعلقه بينهما ونسي صاحبنا الأحمق انه اذا عامل لئيما فهو بين امرين لاثالث لهما اما ان يبيع ذمته بلاشئ او ان يشتري ذمه الاخر بشي وظل يماطل أخاه الموتور فلما طفح الكيل وطف الصاع ويئس الاخير من الوصول الي مبتغاه ساقه الغضب الاعمي وطبيعته اللئيمه الي ان يقص القصه كامله بكل سوءاتها علي الملأ وليفجر هذه المفاجأه في وجه أخيه الذي غدر به فيطيح به وبأحلامه وماان علمت جهه عمله بالقصه حتي ادركت انه فقد كل الشروط المؤهلةلاعتلاء تلك الوظيفه فعزلته عنها وحرمته من المعاش ليلقي جزاء الخائنين وليكون عبره لكل من تسول له نفسه العبث بتلك الوظيفه وتقاليدها التليده .
ووقف صاحبنا بعد ان حمل عار مافعل عاريا من كل قيمه واضحي غويا لانفع فيه ولا خير يرجي منه ليصبح هدفا لكل شامت فإذا الأرض تقذف حمما والسماء تمطر لظي فعلي الباغي تدور الدائره ولأنه قطع أوصال الموده بينه وبين الناس باستعلائه الدائم عليهم وبأرائه الشاذة وبسخريته حتي من المقدسات فقد رأي أياما سودا فقد تجرأ عليه أراذل الخلق ورأي منهم بعد الخوف استهزاء وبعد الاحترام تسفلا وبعد التقدير مهانة وسخرية واستأسد عليه حتي بغاث الأرض وكأنه بعد ان خلع وشاحه قد انخلع معه من كل قيمه كانت تعلي من شأنه ليفقد الدرع الواقيه التي كانت سدا منيعا يحول دون النيل منه فمان في أعين الناس وهو في عداد الاحياء لم تطل عليه المحنه إذ لم يحتمل ماجري ففارق الحياه وهو في ريعان الشباب وميعه الصبي مخلفا وراءه عارا ابد الدهر ولم يحضر جنازته سوي نفر قليل من اهل قريته وفاء لذكرى والده .
يالشقاء ابن آدم إذ يلحق الله بقلبه خيوطا من اشعه النور والرحمه واليقين ويلبسه تاج الوقار الا ان من غلبت عليه شقوته يأبي الا ان يضرم من هذه الاشعه نارا مستعره تلظي تلهب مكامن الشهوات وتوقظها من مراقدها وتحيي قذرها فلا يزال يحتطب لها من كل خبيث جاف حتي تراه كأنه قدر يغلي غلي المراجل تسمع ازيزه الذي يكاد يصم الآذان ويعصف بكل امان وكأن في باطنه شظية من قعر جهنم يسطع وهجها في عينيه فلا تقع الحاظه علي شئ إلا رجعت منه بمعني وضيع وتركت فيه معني أشد وضاعه وانكي وذلك جزاء الاشقياء المتحامقين(وماكان ربك نسيا )
رحم الله صديقي الأحمق دفع من شرفه وكرامته وحياته ودمه ثمن تحامقه فاخذه الله نكال الاخره والاولي فاللهم رحماك به وبنا .
🌹المستشار تم رفاعي 🌹

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *