Byahram

نوفمبر 28, 2021
Share Button
فى طريق النور ومع أبو طاهر الجنابى سارق الحجر الأسود ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع أبو طاهر الجنابى سارق الحجر الأسود، وقد ذكر ابن كثير في أحداث سنة ثلاثة مائة وسبعة عشر من الهجرة أن أبو طاهر القرمطي أمر أن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده، وقال أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم إثنتين وعشرين سنة حتى ردوه، ولما رجع القرمطى إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده، وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده.
واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج، وجاء في كتاب تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد، لأبى بكر الجراعي أنه قيل إنهم باعوه أى القرامطة من الخليفة المقتدر بثلاثين ألف دينار، ولما أرادوا تسليمه، أشهدوا عليهم ألا تسلموا الحجر الأسود، وقاله لهم بعد الشهادة يا من لا عقل لهم، من علم منكم أن هذا هو الحجر الأسود ولعلنا أحضرنا حجرا أسودا من هذه البرية عوضة، فسكت الناس، وكان فيهم عبد الله بن عكيم المحدث، فقال لنا في الحجر الأسود علامة، فإن كانت موجودة فهو هو، وإن كانت معدومة، فليس هو، ثم رفع حديثا غريبا أن الحجر الأسود يطفو على وجه الماء ولا يسخن بالنار إذا أوقدت عليه.
فأحضر القرمطي طستا فيه ماء ووضع الحجر فيه فطفى على الماء، ثم أوقدت عليه النار فلم يحس بها فمد عبد الله المحدث يده وأخذ الحجر وقبله وقال أشهد أنه الحجر الأسود، فتعجب القرمطي من ذلك، وقال هذا دين مضبوط بالنقل وأرسل الحجر إلى مكة، غير أن ابن دحية قال عبد الله بن عكيم هذا لا يعرف، والحجر الأسود جلمد لا تخلل فيه والذى يطفو على الماء يكون فيه بعض التخلل كالخفاف وشبهه، وكما ذكر ابن كثير في أحداث سنة ثلاثة مائة وتسعه وثلاثين من الهجرة أنه ذكر خبر رجوع الحجر وقال في هذه السنة المباركة في ذى القعدة منها رد الحجر الأسود المكي إلى مكانه في البيت، وكان ملكهم إذ ذاك أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسين الجنابى.
ولما وقع هذا أعظم المسلمون ذلك، وقد بذل لهم الأمير بجكم التركي خمسين ألف دينار على أن يردوه إلى موضعه فلم يفعلوا، وقالوا نحن أخذناه بأمر فلا نرده إلا بأمر من أخذناه بأمره، فلما كان في هذا العام حملوه إلى الكوفة وعلقوه على الأسطوانة السابعة من جامعها ليراه الناس، وكتب أخو أبى طاهر كتابا فيه إنا أخذنا هذا الحجر بأمر وقد رددناه بأمر من أمرنا بأخذه ليتم حج الناس ومناسكهم، وكان بعد ان خرج القرامطة من مكة حاملين معهم الحجر الأسود والأموال التي نهبوها من الناس متوجهين إلى هجر، تعقَّب ابن محلب أمير مكة من قبل العباسيين القرامطة مع جمع من رجاله وطلب منهم رد الحجر الأسود إلى مكانه على أن يملكهم جميع أموال رجاله.
إلا أن القرامطة رفضوا طلبه مما اضطره إلى محاربتهم حتى قتل على أيديهم، وكانت هذه هي أول محاولة لإسترداد الحجر الأسود، وقد ظل الحجر الأسود بحوزة القرامطة مدة اثنين وعشرين سنة في البحرين، ولم تجد كل المحاولات والمساعي التي بذلها العباسيون والفاطميون، من أجل الضغط على القرامطة وإجبارهم على إعادة الحجر الأسود، وقد عرض الخلفاء على القرامطة مبلغا قدره خمسين ألف ألف دينار مقابل إرجاعهم للحجر الأسود، لكن القرامطة ظلوا يخوضون في عنادهم، ولما رُد الحجر الأسود إلى مكة كان أمير مكة حاضرا مع حشد من أهلها، وأرجع سنبر الحجر بيديه إلى مكانه، وقيل إن رجلا يدعى حسن بن مزوّق البناء قام بنصب الحجر عند جدار الكعبة وأحكم مكانه بالجص.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *