Share Button

كتب رشدى عيد
كان الأزواج يبذلون قصارى جهدهم في الإخلاص لزوجاتهم على قدر ما يستطيع الإنسان أن يحكم في هذه الأمور الخفية ولم يكن مستواهم في هذا أقل منه في المدنيات اللاحقة وكان مركز المرأة عندهم أرقى من مركزها عند كثير من الأمم في هذه الأيام وفي ذلك يقول ماكس ملر: ليس ثمة شعب قديم أو حديث قد رفع منزلة المرأة مثل ما رفعها سكان وادي النيل. فالنقوش تصور النساء يأكلن ويشربن بين الناس ويقضين ما يحتجنه من المهام في الشوارع من غير رقيب عليهن ولا سلاح بأيديهن ويمارسن الأعمال الصناعية والتجارية بكامل حريتهن. ولشد ما دهش الرحالة اليوناني وقد إعتادوا أن يضيقوا على نسائهم السليطات من هذه الحرية وأخذوا يسخرون من الأزواج المصريين الذين تتحكم فيهم زوجاتهم ويقول ديودور الصقلي ولعله يهدف بقوله هذا إلى السخرية من المصريين إن طاعة الزوج لزوجته في وادي النيل كانت من الشروط التي تنص عليها عقود الزواج وهو شرط لا ضرورة للنص عليه في أمريكا وكان النساء يمتلكن ويورثن كما تشهد بذلك وثيقة من أقدم الوثائق في التاريخ وهي وصية من عهد الأسرة الثالثة توصي فيها السيدة نب سنت بأرضها لأبنائها وقد إرتقت حتشبسوت و كليوباترا عرش مصر وحكمتا وخربتا كما يحكم الملوك ويخربون على أننا نجد أحيانا نغمة ساخرة في الآداب المصرية من ذلك ما كتبه رجل من رجال الأخلاق الأقدمين يحذر قراءه منهن.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *