أخشى ما أخشاه أنا شخصياً – نظراً لتفاهة هذا الكلام ممّا جاء به كاتب المقال – ألا ينظر إليه المشايخ مجرَّد نظر فقط؛ فما بالك بالتعليق عليه؛ إذ التعليق بالنسبة لهم مضيعة للوقت وللجهد في كتابة ليست حقيقة بعناء تدوينها، وهم أهل جهد مقنن ووقت محسوب. لكن يُلفت النظر حقاً ملاحظة حول كاتب المقال، وهو عندي غير جدير بالاحترام بالمرة. الاحترام لا من الناحية الخُلقية، ولكن من الناحية الفكريّة والأدبية، أنا شخصياً لا أحترم كاتب لا يعمل عقله ولا يجهد فكره فيما ينقله عن آخرين، ويكتفي بمجرّد التقليد.
وهذا المقال منقول من آراء سابقة أكثر نقاطها – فضلاً عن مضمونها ومحتواها – ردّدها بعض علماء علم النفس الذين أخضعوا التصوف لمقاييسهم المادية، واعتبروه مرضاً نفسياً ومجرّد حالات غير سويّة؛ لأنهم حصروا أنفسهم في دائرة التجربة الحسيّة وحدها، وصار اختلاف المنهج من العوائق السلبية أمام فهمهم للحالات الصوفيّة.