حوار محمود علي ذوالفقار
في البداية نود أن نرحب بالدكتور / حسانين سيد حسانين حنبولي و شهرته حسانين الحنبولي , الحاصل على درجة الدكتوراه في المسئولية المدنية الناشئة عن انتهاك حرمة الحياة الخاصة عبر وسائل الاتصالات الحديثة (دراسة مقارنة)
و ان نلقي الضوء على مهنة المحاماة من خلال احد ممارسيها في المجال العملي و الاكاديمي المحاماة تلك المهنة التي يسعى أصحابها إلى إعلاء مبادئ الحق والشرف والأمانة ، وبدون وجودها ، واختفاؤها كما يأمل البعض ، ستختفى معها العدالة ، وحصن المواطن ، وباب الأمل للمظلوم …
نعم قد نرى بعض ممن امتهن هذه المهنة الشامخة أشخاص أساءوا إليها وإلى الشرفاء من المحامين ، ولكن كل المهن من كبيرها لصغيرها بها الإنسان الصالح وبها الانسان الطالح ، فالأمر يرجع أولا و أخيراً إلى تربية ممثل المهنة أيا كانت وحسن أخلاقه ومبادئه …..
واليوم نلتقي بأحد من هؤلاء الذين سعوا ويسعون إلى اعلاء مبادئ الحق والشرف والأمانة أنه الدكتور حسانين سيد حسانين حنبولي ، الحاصل على درجة الدكتوراه في المسئولية المدنية الناشئة عن انتهاك حرمة الحياة الخاصة عبر وسائل الاتصالات الحديثة (دراسة مقارنة)
في البداية نود أن نعرف من هو حسانين حنبولي ؟
أشكر لكم كثيراً إجراء حوارنا هذا ، نشأت في بيئة ريفية فأنا من مواليد قرية دهشور التابعة لمركز البدرشين محافظة الجيزة تربيت تربية ريفية، ذات صفة دينية سليمة مراراً بالمراحل المختلفة من التعليم حتى وصلت الى ان التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة و تخرجت عام 1993م بتقدير عام جيد رغم انه كانت وجهتي دار العلوم الا انني حولت بعد ذلك لكلية الحقوق و حيث انني ارى ان العلم هو بالنسبة لي بحراً بلا شطأن حصلت على درجة الليسانس من كلية دار العلوم بعد ليسانس الحقوق ثم سجلت الماجستير من جامعة حلوان مع الدكتور محمد سامي و هو المشرف على رسالتي و هو انسان على خلق و محب للباحثين ثم عملت على رسالة الدكتوراه خمس سنوات الى ان أكرمني الله بان اناقش رسالة الدكتوراه في موضوع من أهم المواضيع المعاصرة التي تهم المجتمع و هي المسئولية المدنية الناشئة عن انتهاك حرمة الحياة الخاصة عبر وسائل الاتصالات الحديثة , حيث لا يجب ان يخترق احد حرمتي على حساباتي الخاصة على الفيس بوك و التويتر و الانستجرام و غيرها من تطبيقات التواصل الحديثة و الا نرجع عليه بالتعويض لأن حسابي الخاص على أياً من تلك التطبيقات هو مثله مثل بيتي لا يجب اختراقه او التعدي على حرمته و بعد مناقشة استمرت لمدة اكثر من ثلاث ساعات و نصف حصلت بفضل الله على درجة الدكتوراه بدرجة جيد جداً , و شرفت بان كانت لجنة المناقشة و الحكم على الرسالة برئاسة ا.د / سعيد سليمان جبر استاذ القانون المدني بكلية الحقوق – جامعة القاهرة – و وكيل الكلية الاسبق , و عضوية كلاً من أ.د/ شحاته غريب شلقامي – استاذ القانون المدني بكلية الحقوق – جامعة اسيوط – نائب رئيس جامعة اسيوط السابق ( عضواً ) , أ.د/ محمد سامي عبدالصادق – استاذ القانون المدني بكلية الحقوق – نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع و تنمية البيئة ( مشرف و عضو )
ذكرت أنك كنت طالب بكلية دار العلوم فما الذي جذبك لدراسة الحقوق والعمل بالقانون؟
هو انا اولاً كان اختياري دار العلوم و لكنني لا اخفي عليك سراً انني شعرت بان المعاملات بين الناس ينقصها ضابط لإعطاء الحقوق لأصحابها لان هناك اناس ظالمه و انا اكره الظلم بكل اشكالة و احب اقف مسانداً للمظلوم الى ان يحصل على حقه فانا لما استهواني الأمر ورأيت أن القوي يأكل الضعيف و الظالم بيقهر المظلوم فصممت على ان ادخل هذا المجال كي اتمكن من الوقوف بجانب المظلوم .
من هو قدوتك في المهنة و بشكل عام ؟
قدوتي بشكل عام هم عظماء المحامين و منهم الدكتور فتحي سرور حيث انه يعد عالم وأكاديمي و لديه ملكة الترافع أمام المنصة و في اصعب الامور يقدر ان يحصل على البراءة لموكله و اذكر له قضية مشهورة عندما ترافع عن القاتل الذي اعترف على نفسه و حيث ان هناك مبدأ قانوني و هو الاعتراف سيد الأدلة فأرسى استاذنا معالي الدكتور فتحي سرور مبدأ اذا الاعتراف هذا يسانده دليل في الاوراق يأخذ به اما اعتراف لا يسانده دليل بالأوراق يضرب به عرض الحائط علي يد استاذنا معالي الدكتور فتحي سرور هدم هذا المبدأ ( الاعتراف سيد الأدلة ) فاثبت أن اعتراف المتهم كان وليد اكراه و ضغط و لم يوجد ما يسانده من الادلة المادية بالأوراق و من ثم حصل موكله على البراءة رغم اعترافه و بذلك يكون قد سن سنة جديدة
و بشكل خاص اخي و حبيبي الدكتور محمد سامي المشرف على رسالتي حيث له فضل علي لا أنكره .
ما هو أكبر إنجاز تفتخر به ؟
اكبر انجاز لي كان في قضية مخلة بالشرف حيث استدرج احدهم فتاة بالعياط و اعتدى عليها و فلت بجريمته , و لكن اكرمني الله بان اتقدم الة الشرطة بتحرير محضر ضد امه و اخيه ليتم استدعاءهم على انهم شركاء له بالجريمة و كان بمثابة ضغط على المتهم حيث جاء و كتب على الفتاة و بذلك يكون اكبر انجاز لي عند الله هو ستر عرض بنت و الاتيان بكافة حقوقها الشرعية و المادية .
ما هو أحدث كتاب قانوني أو كتاب غير قانوني قرأته؟
انا من هوا الادب بجوار القانون و القراءة لصلاح جاهين الرباعيات و انتهج منهج استاذنا رجائي عطية رحمة الله عليه نقيب المحامين الاسبق حيث كان فقيه في القانون و اديب , و احب القراءة للكاتب انيس منصور
كيف يمكنك بناء علاقة ثقة مع الموكل ؟
بأن تشعره بالأمان و لا تقول له ما يخالف الواقع و تحاول ان تزرع فيه الثقة بأن لا نكذب عليه و ذلك ما يفعله فئة قليلة من المحامين و بذلك تكون قد تزعزعت الثقة بين المحامي و الموكل , حيث انه يجب ان يكون هناك جسر من المودة و الثقة و المصداقية بين المحامي و الموكل و اذا اخطأ المحامي لا يعفي نفسه من المسئولية و يكون صادق مع الموكل و يتحمل تبعة خطأه .
هل أنت تفضل العمل مع الفريق أم تفضل العمل بمفردك؟
افضل العمل مع فريق متكامل كلاً في تخصصه و لكن عند الترافع في قضية افضل ان اكون منفرداً مع الاخذ في الاعتبار اراء السادة الزملاء لاستخلاص ما يخدم القضية و لكن الترافع منفرداً كي لا اشتت السادة القضاة
ما هي القضايا التي قد تجد صعوبة في التعامل معها؟
نعم ان يكون الموكل ظالم حيث انه كما يكون المحامي ماهر في مهنته ان يكون امين مع الله على الحقوق و لا يغضب الله مصداقاً لقول الحبيب المصطفى في الحديث الشريف ” من سعى مع مظلوم و ثبته ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة يوم تذل الاقدام ”
فبالتالي اصعب قضية في نظري ان لا يكون الموكل صاحب حق و ان يكون ظالم و جاءتني قضايا كثيرة من هذا القبيل و قد رفضتها لان المحاماة رسالة سامية لتحقيق العدالة و انصاف المظلوم و نصرة الحق على الباطل .
بماذا تنصح شباب المحامين؟
انصحهم بعدم الوقوف مع الظالم و ان المحاماة سمعه و عدم البحث عن الثراء السريع امشي بسرعة السلحفاء و لا تغضب الله و يوماً ما ستصل لهدفك , و انصحهم بالجد و الاجتهاد و المثابرة فانك لن تنال المجد حتى تلعق الصبر , و انصحهم بانتقاء القضايا و عدم الوقوف مع الظالم
ماذا تعلمتم من مهنة المحاماة ؟
تعلمت منها الكثير و اولها الجراءة و ان اتكلم في أي مكان و زمان ولا اخشى في الله لومة لائم , و تعلمت كيفية التعامل مع الناس و معرفة الظالم من المظلوم , علمتني التعامل مع الشخص المستقيم و البعد كل البعد عن الشخص المعوج , علمتني كيف اكشف الشخص المتلاعب
ما هي الأشياء التي تمنحك أكبر قدر من الرضا في عملك؟
الرضا في العمل انك تحاول تقف مع المظلوم و تجيبله حقه من الظالم و تنصر الحق , الرضا في العمل انك تستريح لملف الدعوى التي لديك , الرضا في العمل ان تنام قرير العين لانك لم تظلم احد و لم تنصر ظالم و ان يكون ضميرك مطمئن فيطرح الله البركة في رزقك .
ما هي اهتماماتك وهواياتك ؟
اول اهتمام هو دراستي للقانون و حبي للقانون و هي اللى شاغله فكري و معظم وقتي و يليها رغبتي في ان اكون استاذ اكاديمي بالجامعة اذلل الصعاب على الطلبة الجدد دارسي القانون و اقف بجوار الطلاب الجدد كما اكرمني الله بمساعدة اساتذتي و مشرفي لي بارك الله فيهم و ارد جميلهم علي .
في النهاية بماذا تود ان تختتم حوارنا الشيق ؟
في النهاية انا احب اتقدم بالشكر لك و لجريدة اهرام مصر اتقدم لكم بالشكر و العرفان عدد قطرات المطر و عدد من حج و اعتمر و انا بشكركم جميعاً و عموماً انا نصائحي لازم تؤخذ بعين الاعتبار للمحامين لانني اغير على مهنة المحاماة و اشكركم جميعاً من الكبير للصغير ….