Share Button

الدكروري يكتب عن مؤرخ تواريخ آل عثمان باللغة التركية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام ابن كمال باشا زادة رحمه الله تعالى، وأحسن ما يقال في مكانة ابن كمال باشا العلمية، أنه من أصحاب الترجيح القادرين على تفضيل بعض الروايات على بعض آخر، هو والعلامة أبو السعود العمادي، فإن مراتب الرجال بالفضل والكمال، لا بتقادم الأزمنة والآجال وخير دليل على ذلك رسالته في مسألة دخول ولد البنت في الموقوف على أولاد الأولاد، بالنسبة للأول، وبعض صور الفتاوى بالنسبة للثاني، وبعد أن اكتمل تكوينه العلمي على أيدي أفاضل علماء عصره صار مدرسا، وظل يترقى في التدريس متنقلا في مدارس، من مدرسة إلى أعلى منها وفي سنة تسعمائة وإحدي عشر من الهجرة، صار مدرسا بِمدرسة علي بك الشهير بالمدرسة الحجرية بأدرنه.

بثلاثين درهما يوميا، وفي نفس الوقت كلف منه السلطان بايزيد الثاني أن يكتب تاريخ الدولة العثمانية، بتوصية من عبد الرحمن بن علي بن المؤيد وكان قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية أناطولي آنذاك، ولأجل ذلك أعطى له السلطان بثلاثين ألف درهم، وقد قام العلامة ابن كمال باشا بهذه المهمة خير قيام، فكتب تواريخ آل عثمان باللغة التركية، بدءا من سنة ستمائة وتسع وتسعين من الهجرة، وهي تاريخ قيام الدولة العثمانية، وانتهاء إلى عام تسعمائة وثلاث وثلاثين من الهجرة، أي قبل تاريخ وفاته بسبع سنين، وفي سنة تسعمائة وسبعة عشر من الهجرة، ولي التدريس بمدرسة إسحاق باشا بمدينة أسكوب في البلاد اليونانية، بأربعين درهما يوميا، وفي سنة تسعمائة وثماني عشر من الهجرة.

ولى التدريس بالمدرسة الحلبية بأدرنه، بستين درهما يوميا، ثم صار مدرسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنه، وبعدها بإحدى المدارس الثمان باستانبول، إلى أن أصبح مدرسا لمدرسة السلطان بايزيد الثاني بأدرنه، وهي من أكبر المدارس العثمانية آنذاك، وفي سنة تسعمائة واثنين وعشرين من الهجرة، بعد عودة السلطان سليم الأول من سفره إلى جالدران، صار قاضيا لأدرنه، وفي السنة نفسها جعله السلطان سليم الأول قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية الأناضول، وذلك قبل الرابع من شهر جمادى الأولى من سنة تسعمائة واثنين وعشرين من الهجرة، وهو خروج السلطان سليم الأول إلى سفره إلى القاهرة، وكان مع السلطان في هذا السفر، وعلى ذلك المنصب، وأسند إليه الإشراف على تنظيم الأمور بِمصر.

في أثناء وجوده هناك مع السلطان سليم الأول، كما أسند إليه الإشراف على تنظيم الأمور الملكية وتحريرها بِمدينة قونيه، وذلك أثناء عودة السلطان سليم الأول من القاهرة، سنة تسعمائة واربع وعشرين من الهجرة، ويرى البعض أنه عزل من القضاء بالعسكر المنصور في ولاية الأناضول في سنة تسعمائة وخمس وعشرين من الهجرة، بوشاية من حساده إلى السلطان، كما يرى آخرون أنه اعتزل منه بطلب ورضا منه، وفي السنة نفسها تسعمائة وخمس وعشرين من الهجرة، عين مدرسا في مدرسة دار الحديث بأدرنه، وعين له كل يوم مئة درهم، ثم أعطاه السلطان سليمان القانوني مدرسة جده السلطان بايزيد خان الثاني للمرة الثانية بمدينة أدرنه وذلك بعد سنة تسعمائة وست وعشرين من الهجرة.

ومكث فيها إلى أن صار مفتيا بقسطنطينية أي مفتي الخلافة العلية العثمانية، وبالأحرى شيخ الإسلام في الدولة العثمانية، وذلك بعد وفاة المولى علاء الدين علي الجمالي الشهير بزنبيلي علي أفندي في سنة تسعمائة واثنين وثلاثين من الهجرة، ولم يزل في منصب الإفتاء إلى أن توفي يوم الجمعة، الثاني من شهر شوال، لعام تسعمائة واربعين من الهجرة، في عهد السلطان سليم القانوني.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *