Share Button
الدكروري يكتب عن نهاية السمح بن مالك
بقلم / محمـــد الدكـــروري
في التاسع من شهر ذي الحجة لسنة مائة واثنين من الهجرة، قد واجه السمح بن مالك الخولاني والي الأندلس جيشا يفوق قواته عددا بقيادة أودو دوق أقطانيا في معركة هائلة، وانهزم فيها جيش المسلمين، وقتل فيها السمح، واستطاع عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أن ينسحب بعد المعركة بالجيش إلى سبتمانيا، وكان أودو دوق أقطانيا، هو حكم كل من دوقية أقطانيا شمال نهر غارون، ودوقية غاسكونية في جنوب غرب غالة، فكان نفوذ حكمه يمتد من جبال الأبواب إلى نهر اللوار، وقد اتخذ لقب ملك أقطانيا، وقد اصطدم مع الأمويين على حين غرة، في معركة تولوز سنة مائه واثنين من الهجره، وذلك يوم عرفة، والتي قتل فيها قائد المسلمين ووالي الأندلس السمح بن مالك الخولاني.
إلا أنه فشل في استعادة تولوز، بسبب المقاومة العنيفة للمسلمين، وبهذا بقيت المدينة في أيدي المسلمين فترة بعد ذلك، وكان انتصاره في تولوز ضعيفا، ولهذا لجأ إلى أسلوب آخر غير القتال، وهو محاولة إثارة الفتن في الأندلس، فسار إليه والي الأندلس الجديد عبد الرحمن الغافقي من بنبلونة، حيث كانت له في أودو والفرنجة وقائع جمة إلى أن استشهد عبد الرحمن وعدد كبير من جيشه في موضع يعرف ببلاط الشهداء، وبه عرفت تلك المعركة، وقد ألحق المسلمون بأودو وجيشه هزيمة ساحقة مدمرة في معركة نهر الغارون، حتى قيل “إن الله وحده يعلم عدد القتلى” وقد دفعه ذلك إلى الاستنجاد بكارل مارتل والتحالف معه ضد الدولة الأموية الذين فتحوا مملكته بالكامل، بما فيها عاصمتها بوردو.
وكان بنتيجة هذا التحالف، ضم كارل مارتل أقطانيا إلى أملاكه، بعد معركة البلاط، وقد عاد المسلمون مرة أخرة بقيادة والي الأندلس من قبل الدولة الاموية عقبة بن الحجاج السلولي، وافتتحوا القسم الشرقي من أقطانيا، إلا أن الفتن عادت إلى الأندلس وشمال أفريقيا في أواخر حكم الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك، الأمر الذي استغله قارلة، فاستعاد أقطانيا، وكل أقاليم غالة التي فتحها المسلمون، إلا أنه لقي هزيمة على أبواب نربونة، عاصمة إقليم سبتمانيا، أدت إلى صمود هذا الإقليم في ولاء الأمويين فترة بعد ذلك، وأما عن معركة تولوشة أو معركة تولوز، وهي معركة دارت في تولوز بين جيش الدولة الأموية بقيادة السمح بن مالك الخولاني، وقوات دوق أقطانية بقيادة أودو دوق أقطانيا.
وانتهت بهزيمة الأمويين ومقتل قائدهم، وقد اختار أهل الأندلس عبد الرحمن الغافقي لتولي أمرهم بصفة غير رسمية إلى أن جاء الوالي الجديد عنبسة بن سحيم الكلبي، وكان عبد الرحمن الغافقى هو والي الأندلس لمرتين، المره الأولى كان عندما قدمه أهل الأندلس واليا عليهم بعد مقتل الوالي السمح بن مالك الخولاني، إلى أن حضر الوالي المعين من قبل الدولة الأموية عنبسة بن سحيم الكلبي في عام مائه وثلاثه من الهجره، وكانت المره الثانية بتكليف من والي أفريقية عبيد الله بن الحبحاب عام مائه وثلاثة عشر من الهجره، وقد ارتبط اسمه بقيادة المسلمين في معركة بلاط الشهداء الشهيرة وهى تُعرف أيضا باسم معركة تور أو معركة بواتييه، والتي انتهت بانتصار قوات الفرنجة وانسحاب جيش المسلمين بعد استشهاد عبد الرحمن الغافقي.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *