Share Button

قابلني صاحبى بعد أيام من تشييع جنازه صديق لنا وانتحي بي جانبا وطلب إليَّ تفسير رؤيا رآها في منامه لصديقنا الذي ودع الدنيا والحق أن صديقنا هذا الذي فارق الحياه كان دمث الخلق حسن الطباع لطيفا ظريفا محبا للحياه ويبذل من ماله للفقراء وينفق من وقته للمرضي والضعفاء وكان يحمل الكل ويعين علي نوائب الدهر فانبأني انه رَآه البارحه في منامه وقد باغته ملك الموت ليقبض روحه فوقف بر والديه ينافح عنه ويرده ويسأله الرفق به ورآه ايضا وقد سُلط عليه عذاب القبر فجاء وضوؤه فاستنقذه منه ثم رَآه وقد احتوشته ملائكه العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من بين أيديهم ثم رَآه يلهث عطشا كلما ورد حوضا مُنع منه فجاءه صيامه فسقاه حتي ارتوي وأورده واستطرد انه رَآه والنبيون قعود حلقا كلما دَنا الي حلقه طرد منها فجاءه طهره فاخذ بيده فأقعده الي جوارهم وانه شاهده وبين يديه ظلمه ومن خلفه ظلمه فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمه وأدخلاه في النور وانه رَآه يكلم المؤمنين فلايردون فجاءته صلة الرحم تناضل عنه فقالت يامعشر المؤمنين كلموه فانه كان واصلا لرحمه فكلمه المؤمنون وصالحوه وانه رَآه يتقي النار وحرها وشررها بيديه فجاءته صدقتة فصارت سترا علي وجهه وظلا علي راْسه وانه رَآه تحاول الزبانية اخذه فأسعفه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذاه من أيديهم وسلماه الي ملائكة الرحمة وأردف انه رَآه وهو يتسلم صحيفته فكاد يتسلمها بشماله فجاء خوفه من الجليل فاخذ صحيفته فجعلها في يمينه وإذا به قد خف ميزانه فجاء أطفاله الذين لحقوا بربهم فثقلوا ميزانه وأنه رَآه قائما علي شفير جهنم فجاءه وجله من الله فنجاه منها وانه رَآه هوي الي النار فجاءته دموعه التي بكاها من خشيه الله فاستنقذته منها وأنه رَآه يُرعد علي الصراط فجاءت صلاته علي النبي صلى الله عليه وسلم فسكنت رعدته وانه رَآه مقبلا علي الجنه فغلقت أبوابها فجاءت شهاده ان لا اله الا الله ففتحت له أبواب الجنه ففرحت بما أعطي الله صديقنا وما بسط له من خير بفضل توكله علي الله وتقواه اذ كان لايأكل وحده ولايمنع رفده فهنيئا له تذكره العبور الي الجنه وطاقت بخلدى صور كل احبابى واصدقائى واقاربى الذين فارقوا الحياه فرأيتهم فى روح وريحان وجنة نعيم وقد أُلبسوا ثيابا بيضاء وقسمات وجوههم تعلوها الفرحة وتشى بأنهم ذهبوا الى رب راض غير غضبان فالحمد لله صاحب الكرم والجود فكرمه مبذول وستره مسبول وصل اللهم على حبيبنا وشفيعنا وقرة أعيننا الكريم الأكرم امام المتقيين الصادق المصدوق صاحب التاج والمعراج واللواء والقضيب وراكب البراق والنجيب وصاحب الحجة والسلطان والعلامة والبرهان ماهبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم

🌹المستشار عادل رفاعي

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *