Share Button
بقلم – إمام الشفى
عقب نبأ الحكم التاريخى الذى اصدرته الدائرة الثانية بمحكمة جنايات دمنهور بإحالة أوراق الراهبين أشعياء المقاري سابقا وفلتاؤوس المقاري إلى فضيلة المفتى والمتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون فى 29 يوليو الماضى .. وبانتهاء تفاصيل تلك القضية الشائكة التى شغلت الرأى العام على مدى أكثر من 6 أشهر .. يطل علينا بشموخ كالمعتاد اسم اللواء خالد عبدالحميد وكيل جهاز المباحث الجنائية بوزارة الداخلية المحقق المغوار الذى بعثت به الاقدار فى هذه الأوقات العصيبة ليلعب دورا محوريا جليلا بثبات وثقة والتزام وتوازن ليعطى الحكماء حكمة ويعلم العارفين فهما فى فك طلاسم وألغاز الغموض الذى اكتنف أعماق هذه الجريمة كاشفا غيوبها وأستارها وظلماتها مشيرا بأصابع الاتهام إلى تحديد هوية المتورطين الحقيقيين من الوهلة الأولى بالأدلة والبراهين والحجة والمنطق والعقل حيث استطاع هذا الرمز الأمنى الرشيد ان يتعاطى مع كل المستجدات التى طرأت علي دهاليز هذه الخطيئة المثيرة بجميع خيوطها وتفاصيلها متسلحا برؤيته المتكاملة مع كل متغيراتها بدقة متناهية .. ليجسد من جديد تفوقا مهنيا مبهرا وقدرات أمنية وتنظيرية خارقة بحرفية بالغة الروعة خلال مراحل أحداث القضية مزجها بسلوك أخلاقى راق والتزام انسانى فى تركيبة مهنية عجيبة النظم يجب ان تدرس فى اعتى الأكاديميات الأمنية ليثبت أنه بذاته عدة مدارس متنقلة يتخرج منها رجالات الدولة وفرسان الوطن ليرسخ الرجل .. الذى يقدس قيمة مهنته .. تاريخه الأمنى رفيع المستوى فى أسمى معانيه ويصبح مضرب الأمثال.
فكل من يتابع أداء اللواء خالد عبدالحميد يلمس قدراته الفائقة فى مجريات القضية ويدرك الحجم الهائل من الملكات المهنية المتجددة التى هزت ضمير ووجدان وعقل كل من شاهد أسلوب تعامله مع هذه الجريمة المعقدة بمنتهى الصدق والموضوعية التجرد والأمانة والمسئولية ويعلم ان مصر تنتظره فترجم انتماءه فى صورة عمل وابتكارت مهنية تضمن حفر مجرى جديدا ومبشرا فى صلب الجريمة ولو استبقنا اسمه بصفة رجل الأمن فما أكثر رجالات الأمن فى بلادنا وما أقل الذين يتمتعون بنصف أوربع أو عشر مواهبه وامكانياته وقدراته الخاصة .. يكفينا ان نقول اسمه لنتضاءل أمام سحر بيانه الأمنى وحسن ادائه وقدراته العقلية ونتعجب كيف لهذا الرجل ان يجمع كل هذه الملكات والصفات المهنية فى آن واحد.
ولو ألقينا الضوء على بصمات هذا القائد الذى يتردد اسمه كالرعد فى الأوساط الأمنية فيكفى ان العشرات من ضباط البحث الجنائى والأمن العام البازغين تعلموا على يده أول دروس سر المهنة وغرس فيهم قيم ومبادئ وثوابت العمل الشرطى الحقيقى والانضباط وحب العمل واحترام الواجب دفاعا عن استقرار الوطن ورد حقوق المواطن.
هذا هو الحق .. أما الأحق فقد عرفنا اللواء خالد عبدالحميد مساعد وزير الداخلية عن قرب .. عرفناه ضميرا يتحرك وعقلا متقدا بالخيال والأفكار الحقة .. عرفناه رجلا لا ينام إلا إذا رد المظالم لأهلها .. فهو مفطوم على الايمان بالعدالة .. عرفناه قامة واستقامة يتميز على الجميع بأنه مناضل فى الحق .. عرفناه وهو يأخذ من تجارب الدول الكبرى قداسة العلوم الشرطية .. عرفناه وهو يضحى بروحه فداء لمشروعاته الأمنية ليجعلنا نحيا باحترام وكرامة وسط الأمم .. عرفناه رقما كبيرا وغاليا فى معادلة الداخلية المصرية .. وأنا شخصيا مفتونا بمهنية وانسانية الرجل الذى يصل إلى قلب وعقل الكثيرين من أقصر الطريق .. عرفناه وهو يلقن الجميع درسا فى تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية .. عرفناه وهو يحب مصر أكثر من نفسه ويتجلى بالقدرة على التضحية لأنه يراها كبيرة .. عرفناه صاحب إرادة مهنية لم تتوافر لرجل أمن فى العصر الحديث .. عرفناه يؤمن بأن الكرامة الانسانية فوق المكاسب الدنيوية .. عرفناه بقدرته التلقائية على اجتذاب الناس بالاحترام والتواضع الذى يلغى أية شبهة للتعالى.
تحية لهذا الرجل الذى تعظمه أفعاله لا كلماته أو تصريحاته .. تحية لهذا البطل الذى قاد البحث الجنائى إلى طريق المجد .. وتقديرا للرجل الذى يستحق الاشادة لنضاله وكفاحه الذى كلله بنجاح مدو .. واحتراما لشخصيته القوية التى لا تتراجع أمام المستحيل.
Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *