Share Button

-بقلمي سها المنياوى
اليوم طهوت “الممبار” بناء عل طلبه.
كنت أود أن يكون حبل يلتف حول رقبته .
حبلا لذيذا أتقنه ويطلبه ويهواه وعندما ألبي ألاحظ برود في العينين .
لقد مات الشغف فيه وإليه.
لا أعرف حقا هل مات شغفي به أم لا ؟ فكثرة الاحباط وردود الفعل الباردة التي توحي بالاعتيادية تميت في الشغف.
وما الحياة من غير شغف الا طعام بلا ملح وجمام بلا مياه و بيت بلا سكان…
تسكن في الدهون المشبعة والغير مشبعة, مشبعة بالاحباط اليومي والحياة التي رسمتها قبل أن يجمعنا فراش وباب وانفراد وعقد غير التي أشهدها الان.
اعتياده وانطفاء البريق في عينيه يجعل السؤال يتأرجح علي طرف لساني وينزلق فأنقذه عدة مرات حتي لا أتحول الي كائن نكدي يهجوه ويسخر منه الرجال المتزوجين في العموم.
كائن به من الاسئلة ما يكفي الشهر متفوقا علي مصروف البيت.
وجدت نفسي أتحول الي كائن لا ينطفىء بمجرد الانتهاء من العلاقة الحميمة, كائن تبدأ حياته بعدها ويتوهج بينما ينطفىء هو وتبدو عليه إمارات الاعتياد والبرود والارهاق.
وجدت نفسي أتساءل عن سبب زواجه بي؟ هل الحاجة البيولوجية المحللة في قفص والمحرمة خارجه ؟
وجدتني اتساءل كيف يختار الذكر أنثاه ؟ ولنقلل حدة القسوة : ” كيف يختار الرجل فتاته؟”
يختارها لشغف ما لا يلبث أن ينطفىء بعد عدة شهور وربما أقل .
يختارها لحب كانت الغريزة تحركه فلم قضي منها وطرا أغلقت مسامه.
هل يختارها لانها تمنعت ولم تضحك بعفوية ولم تصادق رجالا وكانت خضراء العفة؟
هل لانها تؤدي الطقوس لتدل علي انها لن تخونه وفي نفس الوقت هي بيضاء؟
هل اختارني لانني بيضاء؟
أسأله فيمزح تارة أو يصمت تارات أخري.
تساؤلاتي وتفكيري يأكلان روحي فأصير أكولة , ألتهم كل ما أراه وما أتمني أن أراه.
أعود لأراقب نفسي بمرآتي فأري تغير ملامح جسدي فأردد لنفسي هرمونات مصرية .
ألتهم ما يتبقي من طعام لا تأكله صغيرتي وأسلوب حياة يساعد علي الاختمار وجنس آمن حلال وبارد خال من الاثارة يسبب الجوع و يطفىء شيئا في الروح.
تنقشع الغمة الاولية للزواج فأكون واحدة اخري لا أنا.
سكرتيرة لمدير غائب , تمسك سلطة فعلية وليست ظاهرية أو رسمية توقع عنه وتبدي الاراء وتتخذ القرارات …..عنه.
تعمل داخليا وخارجيا وتدبر الموارد وتصل الموازنة بالارتباط المالي في ارتباط قانوني له قوامة ذكورية بمجتمع متدين ذكوريا.
تربي وتعلم أجيالا بنصف عقل لتكون مسئولة عن الخيانة المعنوية إن وجدت.
تلقي الكرة بملعبها دائما ومطالبة بالاهداف رغم إنها ناقصة عقل وتمتلىء بالمبالغات ولا يسمع لشهادتها و مقدر لها أن تكون من سكان نار الآخرة..
التمرد مكلف .
لن يحميني أحد ولن تستمع الي أي انثي حتي لو تحيا نفس حياتي.
سلطان الخوف يحكم الجميع.
هو يبقي لان مايزال له اليد العليا ومعفي من المسئولية وينعت بالطفل –إن أمكن- وهي مطالبة بالتحويط عليه في لعبة متناقضة إن تجرأت وكسرتها سيصفك الجميع بالمرأة ” الشمال” التي لا خير فيها.
ربما أوضع في محل المشكوك في أمرها وربما تحيطني نظرات الشفقه وكأن بي علة!
لقد ذبل الحب في وذبلت ملامحي وتحولت الي كائن الزوجة .
لست امرأة بل نوعا آخر بسواعد عديدة وتفكير وتركيز وانسان آلي إن مرض توقفت حياة المحيطين به وإن استمرت حياتي يأتيني هو ليتسائل ” هو انتي طول النهار بتعملي ايه ؟”
حقا ماذا أنا بفاعلة ؟
حقا ماذا أنا بفاعلة كل يوم في حياتي ؟ أين أنا؟ أين من عيناي ما كنت عليه؟
لديه الحق فالثور لا يسئل عن حاله الا اذا توقف عن الدوران في الساقية..
كثرت مشاجراتنا , كثرت سخريته. كثرت محادثاته عبر الانترنت وكثر رنين برنامج الواتس آب الخاص به وكثر صمته ووجومه , كثر وجوده خارج البيت.
كثر ت شحومي وقلت ثقتي بنفسي .
كثرت عصبيتي وانفجاراتي لأتفه الاسباب.
حاولت المواجهة ومحاولة رأب الصدع والقاء كل طرف ماعنده علي مائدة الجراحة.
كم كانت قاسية ولكنها شافية..
شفيت بالرحيل.
شفيت بالطلاق.
كأنني كنت أشاهد نفسي وأشاهد تلك المشاهد المتتالية القاسية.
كأنني كنت أشاهد فشلي –أقصد فشلنا من الخارج.
كأنني كنت مارة فرأيت مشاجرة فشاهدتها لبرهة ثم مضيت..
بعد التحرر بفترة قليلة أدركت ما حدث.
وفي الادراك صفعة أخري.
في الادراك وجع ما بعد انتهاء فترة المسكن.
أدركت انني صرت دونه. لم أكن أتخيل الحياه دونه.
لم أكن أتخيل أن تتغير الحياه بي.
سمعت بزواجه الوشيك فزاد الوجع وزاد ألمي حتي مرضت أمعائي.
لم تتحمل صدمات غذائية ألقيها عليها بين الدقيقة والاخري ولم تتحمل أيضا لوعتي وألامي.
علي عكس اهمالي السابق في وقتي وصحتي لأجل الذي كان بيتي , ذهبت الي الطبيب ليعلن عن عملية بسيطة ربما تزيح التليف الناتج من الالتهاب المهمل منذ عقود وعليه لن ألتهم ما كنت ألتهمه.
لا متعة لا طعام لا تنفيس للاحزان .
سأنفجر وحدي والا أعصر ألما..
ظللت قسريا لا أكل حتي نقصت شحومي وذبلت لأصير أقل من وزني وأنا عذراء بكر لم أواجه أية اضطرابات..
صارت ملابسي كالغرفة الفسيحة إن ولجت فيها خرجت بسلاسة.
كان علي أن أجدد دولابي أو أعود الي بقايا الملابس التي كنت أشتريتها في أول الزيجة المباركة.
لاخفاء ذبول الملامح والروح صار علي وضع الرتوش الاصطناعية التي تزيد نسبة الجمال النسبي.
نظرت الي المرآه لأجدني..
لقد وجدتني , وجمت لساعة أتأملني كأنني كنت مفقودة ووجدت ضالتي .
كأن شخصا غاب عني ثم عاد.
أنا !!!!
ملابسي … ملامحي صباي الذي داست عليه الايام.
اكتشفت انني لم أهرم وان مظهري وعثوري علي نفسي اعاد لي شيئا من الروح.
فاجئتني صغيرتي بعفوية : ” انتي بقيتي بنت ياماما ” !!!!!
نظر لي أخي بانبهار مطلقا صفارة الاعجاب ” لقد تحولت من مرات عمي الي أختي الصغيرة”..
صارت العيون تتبعني .
صار معارفي يترددون قبل السلام علي متشككين في هويتي .
صرت بلا شحوم.
اعتدت علي الطعام الصحي والحياه الصحية بدلا من لك ومضغ مرارة الاعتياد علي الاحباط مع الطعام فيختمر بداخلي دهونا مشبعة بالالم..
صرت صغيرة السن أسير جانب صغيرتي ليكون لسان حالي ” انتي اتجوزتي صغيرة اوي ولا ايه ؟”
ذقت حلاوة مابعد الرحيل بعد ما ذقت مرارة الاستقرار..

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *