Share Button

سجين المرايا !!

                   بقلم/هيام رضوان

 

واهم من يعتقد أن النساء فقط هن من يقفن خلف المرايا لساعات وساعات ،وإن كن يفعلن ذلك ولا أنكرة عليهن ،إنما يفعلن ذلك أعتقاداً منهن أنهن يخفين ما رسمه الزمن على وجوههن من تجارب مريرة أو محاولة يائسة للتحايل على أوراق العمر علهم يوقفن ساعة الزمن عند محطة ربيع العمر ..

فبعض النساء يضعن مساحيق التجميل لأن ذلك يشعرهن بالثقة بالنفس ولكن ذلك الشعور المزيف سرعان ما يزول مع سقوط أول دمعة راسمة طريقها على هذه الصورة الكاذبة؛أو برشفة ماء و منديل فى يوم قائظ ….

وهناك من يضعن هذه المساحيق ليخفين صراعات الزمن ،وكيف أنه أمسك ريشته ورسم سنين العمر بكل تفاصيلها ؛ فهذه الهالات السوداء حول العيون إنما وليدة السهر لراحة من تحب أو خوفاً على حبيب غائب أو قريب موجوع تلك بصمة الزمن على وجهها وشهادة أنها تهتم بمن تحب !!!

 

ولكن أفضل و أشهر الماركات العالمية وأغلى أنواع مساحيق التجميل أن كانت قد أصلحت عيوب أو جملت الوجوة فإنها لا تجدى نفعاً فى تجميل الأرواح الحزينة التى أدركت أن ما دفعته من سنين العمر لاجل أشخاص أعتقدت واهمة أنهم السند وطوق النجاة من “بئر يوسف ” لم يكونو سوى أوراق خريف سقطوا مع أول ريح عصفت؛؛؛ أول قطرات ماء تطايرت مع أول شعاع شمس !!

 

تلك المساحيق لا تثمن ولا تغنى من جوع مع القلوب النازفة كمداً على نبضاتها التى سابقت دقات الساعة 

 ؛ كيف أنها كانت ترقص فرحاً لمجرد سماع حروف من تحب ولا أقول أسمائهم فلكل حرف ألف حكاية وقصة …..

 

البعض يحاول كسب الأخرين بتغيير طبيعة شخصيته و الأختباء خلف هذه المساحيق طمعا فى جذب الإنتباه ؛؛ولا يدرك الكثير أن من أَحب المظهر وترك الجوهر ولا تربطه بالأشخاص سوى الصورةوأصبح كأنه كالمستغيث من الرمضاء بالنار قد سقط فى بئر الوهم!!!!

 

بعض الأشياءلا تتجمل مهما حاول أصحابها أنها تلك الوجوة؛ لا بل الأقنعة التى إعتادت الكذب والخداع والتى تُخفى القلوب المعتمة التى تساوت والليل السرمدى ….فلا قمر ينير ولا نجوم تهدى السائرين !!!والأرواح البالية التى فقدت كل ألوان العطاء وإشراقة شمس الألفة!!!!!

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *