Share Button

صراع الضمير بين الحقائق و الاوهام..
بقلم علي العربي/ تونس.
دوافع كثيرة تدفع الاشخاص للكذب عبر ارتداءهم لاقنعة لونتها صبغة تجميلية تخفي حقيقة مصنوعة من خيوط الواقع و الخيال فتضيع في صراع يخوضه الضمير بين الاوهام و الحقائق.
فعادة ما تتحول الكذبة الى جرح لا ينسى بسهولة فضلا عن تداعياته الاجتماعية والنفسية التي تصيب الفرد و المجتمع فهي ليست بالمزحة او الكذبة البيضاء وانما هي غاية مستبطنة في اعماقنا نلجا اليها من اجل خلق صورة حبذا لو كانت حقيقية تلامس صفات الشخص و تعبر عن افكاره وميولاته و مطامحه بكل موضوعية بعيدا عن كل اشكال التمويه و التغرير و المغالطة.
ان الكذب الذي تتستر به الاشخاص من وراء اقنعة مبتسمة قد تخفي في السنتها سم الثعبان حيث يجعل من الطرف المقابل مسرحا مفتوحا لكل الجبهات و الانتهاكات والاستغلالات التي تفرضها الرغبة في حصد النقاط و الانتقام.
فهما اختلفت المبررات المقترنة بالكذب سواءا في اطار المجاملة او الهروب من القيود التي فرضها الواقع الاجتماعي الا ان قيوده تبقى قصيرة و الزمان وحده الكفيل بفضحها و كشف الغازها حتى لا ننسى ان هناك قانونا كونيا يحكمنا و المتمثل في الدوران فهما كذبت و اذنبت فان هذه الافعال ستعود اليك بنفس الحدة و القسوة التي كنت تمني النفس ان تفرضها على الاخرين و ليس هناك مجالا للهروب من محاكمة الضمير الانساني الذي يمثل المراة العاكسة لقيمنا و اخلاقنا الفاضلة التي تصنفه في خانات الخطيئة.
ويبقى الكذب حالة نفسية و اجتماعية ترسبت لمجتمعاتنا كداء خبيب وجب استئصاله من جذوره كي لا يفتك بحياة الاشخاص و تضعهم في قفص الاتهام و لكن يبقى السؤال الاكبر ايهما تفضل الكذب او الحقيقية القاسية بين خفايا الضمير ؟

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *