Share Button
بقلم : سامى المصري

فى ظل السقوط المدوي والمخزي للأغنية المصرية وفى ظل انتشار ظاهرة الأغنية التي أصبح هدفها أن تنادى بالفسق والفجور .. وبعد أن ضاعت الكلمات قبل الألحان والتي كانت تنادى بالحب والاحساس والمشاعر الجميلة وأصبح يحل محلها كلام لا يفهم مبهم يصعب علي آذان عاشقي الطرب والسمع الآصيل فهمه .. وفي ظل زحمة كبيرة من لهجات تخلط بين العربية والأجنبية يطلق عليها الكثيرون فرانكو أراب ضاعت الأغنية ..

هذا بالإضافة إلى انتشار ظاهرة اغاني العري والمتاجرة بالأجساد و التى أضاعت أجيال من شبابنا بعد أن فقدوا القيم النبيلة والذوق الرفيع .. وفقدوا معها المبادئ والأخلاق وساعدت علي نشر ظواهر جديدة علي مجتمعنا المصري كالتحرش الجنسي أو اللفظي .. كل هذا في ظل الصمت الرهيب من كل مسؤول داخل مجتمعنا والذي ساعد في انتشار هذه الظاهرة ألا وهي ظاهرة الأغنية الرديئة التي أصبحت تغزو مسامع أولادنا وشبابنا بل والأسوأ أن الكبار منا أصبحوا يسمعونها ويسعدون بها .. والأدهي أنهم لا يسمعون غيرها بحجة أنهم عاوزين يفرحون ويمرحون ويسعدون .. وكأن اغانى الطرب الجميل كانت لا تبعث في نفوسهم السعادة والسلطنة والطرب ..

هنا يجب أن نتوقف قليلا ونتذكر مع أنفسنا وبعد مرور واحد وأربعون عاما على رحيل العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ .. ذلك الفنان الذي خرج من قلب مصر ومن اعماق ريفها .. ذلك الفنان الذي اكتست بشرته بسمرة أرض مصر ونقلت ملامحه أوجاع وافراح الشعب المصري .. ذلك الفنان الذي كان بالرغم من اوجاعه ومرضه وآلامه كان حريصا علي اسعاد الجميع حتي لو كان قلبه يعتصر من الأحزان .. ذلك الفنان الذي عكست أغانيه كل المشاعر .. الحزن والفرح .. الحب والفراق .. النجاح .. آلام الفراق بعد رحيل الأحباب .. العشق بكل معانيه وصوره .. حتي عشق الله الذي تغزل وتجمل في نعمه من خلال قصائده وأغانيه .. في الحرب والسلام وحب الأوطان .. ذلك الفنان الذي بالرغم من أنه غائب بجسده إلا أنه حاضرا بروحه في جميع مناسباتنا وأوقاتنا .

من منا وحتي الآن وحتي من لم يعاصره منا عندما يسمع اسم العندليب يتحرك بداخله شعور يذكره بالمشاعر والحب .. العندليب والذي قفزت فتيات مصر وشبانها من النوافذ انتحارا لفراقه .. العندليب والذي نبحث وسنظل نبحث عن عندليب آخر قد يشبهه أو يكون قريبا منه ..
والسؤال الآن .. والذي يطرح نفسه وبشدة ..
متي يخرج من مصر عندليب اخر ؟ .. ورجال آخرون يكونون قادرون علي وضع الأغنية المصرية والطربية في مسارها الصحيح ؟ ..
سؤال كنت اهتم بطرحه ووضعه بين يدي كل مسؤول عن خروج الأغنية .. ملحن كان أو كاتب الكلمات .. مطرب سميع يفهم رقي الألحان .. هدفهم الوحيد هو الرقي والطرب والتحضر وليس غاية ولا مال ..
يعلمون أنه وفي ذكرى العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وإن ظل الوضع علي ما وصلنا له الآن من تدني وانحدار علي كل المستويات ستضيع الأغنية الطربية تماما وستنتهي مثلما انتهي زمانها وجميع روادها ..

نهاية القول رحم الله العندليب الأسمر الذي يعيش داخل قلب كل عشاق الكلمة والالحان التي هي غذاء الروح .. رحم الله عبد الحليم حافظ حدوتة شعب .

 

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *