Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــــرورى

نكمل الجزء الثانى ومع الخليفه سليمان بن عبد الملك، وقد غزا ابنه داود بن سليمان بن عبد الملك، الصائفة ففتح حصن اسمه المرأة، وغزا مسلمة بن عبد الملك ففتح حصن ابن عوف، وحصن الحديد، وبرجمة، وكان مسلمه بن عبد الملك هو أبو سعيد مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأُموي القرشي، وهو أمير أُموي، وقائد عسكري، ووالي، وسياسي ورجل دولة، وقد برز اسمه بخوضه الكثير من المعارك والغزوات والحملات العسكرية على كُل من الإمبراطورية الرومية البيزنطية وإمبراطورية الخزر والخوارج والجراجمة، وكانت جل حروبه وأغلبها على الدولة الرومية البيزنطية، وخلال فترات متفرقة من حياته تولى العديد من المناطق والمدن، مثل مكة، وحلب، والعراق.

وخراسان، وتولى إمارة أرمينية وأذربيجان وهى منطقة جنوب القوقاز، ثلاث مرات بأوقات مختلفة، وكان الخليفه سليمان والده هو الخليفة عبد الملك بن مروان الذي يُعد من أعظم الخلفاء، ويُعد مؤسس الدولة الأموية الثاني، وجده هو الخليفة مروان بن الحكم، وهو أخ غير شقيق لكل من، الخليفة الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، وهو عم لثلاثة من الخلفاء هم، الوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد، وابن عم لخليفتين هما، عمر بن عبد العزيز، ومروان بن محمد، وقد ونكمل مع عمر بن هبيره، حيث غزا عمر بن هبيرة بلاد الروم من البحر، واشتدت الحرب مع الإمبراطورية البيزنطية، وبلغت ذروتها في حصار القسطنطينية

وكان ذلك فى سنة ثمانيه وتسعين من الهجره، وعمر بن هبيرة بن معاوية بن سكين الأمير أبو المثنى الفزاري، وهو أمير عراق العرب وعراق العجم وابنه يزيد بن عمر بن هبيرة المعروف بيزيد بن هبيرة، وقد ولي إمارة البحر عند حصار القسطنطينية الثاني تحت قيادة مسلمة بن عبد الملك، ثم عينه الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك أميرا على العراق سنة مائه وثلاثه من الهجره، فلما ولى هشام بن عبد الملك دار الخلافة الإسلامية في دمشق عزله وولى خالد بن عبد الله القسري، وقد توفي للخليفه سليمان بن عبد الملك ابنه أيوب فحزن عليه، ومات الخليفه سليمان بن عبد الملك بعد وفاة ابنه باثنين وأربعين يوما فقط في قرية دابق من أرض قنسرين، ودابق هى قرية في منطقة اعزاز في محافظة حلب.

وتتبع القرية إداريًا ناحية أخترين، وتقع على بعد حوالي خمسه وثلاثين كيلو متر، شمال شرق مدينة حلب، وقد وقعت قربها معركة مرج دابق الشهيرة بين العثمانيين والمماليك، وأيضا هناك نبوءة بأنه سوف تقوم فيها حرب بين المسلمين والروم، وذُكرت هذه المعركة في الكتاب المقدس باسم معركة هرمجدون، وأما عن أرض قنسرين أو جند قنسرين، فهو جند فلسطين، وهو أحد أجناد بلاد الشام في عهد الخلفاء الراشدين، فكان بعد أن فُتحت بلاد الشام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، قد قسمت الشام إلى مقاطعات عدة دُعي كل منها جُنداً وهي تعني المحافظات العسكرية، وكان جند فلسطين هو أحد خمسة أجناد تابعة لولاية الشام، حيث كانت الأجناد الأربعة الأخرى.

هم جند الأردن وجند حمص وجند دمشق وجند فلسطين، وكان هذ الجند الأكبر مساحة بين أجناد الشام وضم مناطق الشام الشمالية وصولا إلى الثغور الشمالية والجزرية، وقبل وفاة الخليفه سليمان بن عبد الملك قد أوصى بالخلافة من بعده لابن عمه عمر بن عبد العزيز، وكتب كتابًا وكان نصه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من عبد الله سليمان أمير المؤمنين لعمر بن عبد العزيز، إني وليته الخلافة من بعدي، ومن بعده يزيد بن عبد الملك، فاسمعوا له وأطيعوا، واتقوا الله ولا تختلفوا فيُطمع فيكم، وقد قال ابن سيرين: يرحم الله سليمان، افتتح خلافته بإحياء الصلاة، واختتمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز، وكانت سنة وفاته سنة تسعه وتسعين من الهجره، وصلى عليه عمر بن عبد العزيز، وكان منقوش في خاتمه: أؤمن بالله مخلصاً.

وكان الخليفه سليمان هو سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الأموي القرشي، وكانت أمه هى السيده ولادة بنت العباس بن جزى بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض أم الوليد العبسية، والعبسيه هم بنو عبس وهى قبيلة عربية قيسية عدنانية، وتنحدر من غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وهي أحد جمرات العرب، وتعد ثاني أقوى وأشهر القبائل العربية، بعد قبيلة قريش، حيث ينتسب لها العديد من الصحابة والعلماء والولاة والملوك والفرسان.

وكان للخليفه سليمان أربعة أخوة أشقاء من أمه وأبيه، وهم الوليد بن عبد الملك، ومروان الأكبر بن عبد الملك، وداود بن عبد الملك، وعائشةَ بنت عبد الملك، وأما أخوته لأبيه فهم كثيرين، وكانوا هم يزيد، ومروان، ومعاوية، وأم كلثوم، وهشام، وأبو بكر واسمه بكار، والحكم، وفاطمة، عبد الله، ومسلمة، والمنذر، وعنبسة، ومحمد، وسعيد، والحجاج، وقد ولد الخليفه سليمان بن عبد الملك سنة أربعه وخمسين من الهجره، في المدينة المنورة في بني جزيلة، ونشأ بالبادية، في أخواله بني عبس، وكان ولادته ونشأته في عهد معاوية بن أبي سفيان، الذي أسس الدولة الأموية، واستلم الخلافة في عام واحد وأربعين من الهجره، وقد توفي معاوية سنة ستين من الهجره، وقد خلفه ابنه يزيد بن معاوية.

وقد توفي يزيد بن معاويه في سنة أربعه وستين من الهجره، ثم خلفه ابنه معاوية بن يزيد الذي ما لبث أن توفي بعد شهرين في سنة أربعه وستين من الهجره، وقد اضطربت الدولة الأموية، وبويع عبد الله بن الزبير بالخلافة في جميع الولايات إلا ولاية الشام، وطُرد العُمال الأمويين من المدينة المنورة، وخرجوا إلى الشام، واختلف بنو أمية على خليفة معاوية بن يزيد، فذهب البعض إلى خالد بن يزيد بن معاوية رغم كونه حدثا في تلك الفترة، ومال البعض لاختيار مروان بن الحكم، إلا أن الاجتماع الذي تم بالجابية رجّح كفة مروان لكبر سنه ومن بعده خالد بن يزيد ومن بعده عمرو بن سعيد الأشدق، وبايع بنو أمية مروان بن الحكم، وأيده أهل الشام، بينما شكلت الضحاك بن قيس والقبائل القيسية تحالفا مع ابن الزبير

وقد سيطرت على شمال سوريا والجزيرة، لكن قُتل الضحاك في نهاية سنة أربعه وستين من الهجره، في مرج راهط، واستعاد مروان سيطرته على سوريا ومصر، وقد خلفه ابنه عبد الملك بن مروان والد سليمان، الذي استعاد ما تبقى من الخلافة بحلول عام ثلاثه وسبعين من الهجره، وقد عيّن عبد الملك بن مروان ابنه سليمان على جند فلسطين، وكانت جند فلسطين من قبل تحت إمارة عم أبيه يحيى بن الحكم وأخي أبيه أبان بن مروان، وفي عام واحد وثمانين من الهجره، قاد سليمان قافلة الحج الخارجة من فلسطين إلى مكة، وبعد وفاة عبد العزيز بن مروان، سارع عبد الملك بن مروان إلى أخذ البيعة لولديه الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك بولاية العهد من بعده.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *