Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

عاتكة بنت زيد العدوية القرشية وهى صحابية جليلة وهى ابنة عم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وعمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرا ونفوذا، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم، وقد تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق، وكان ابن عمر بن الخطاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل، وقد عرفت السيده عاتكه بنت زيد، بالبلاغة وفصاحة القول.

وإسمها هو عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل بن عبد العُزى بن رِيَاح بن عبد الله بن قُرط بن رِزاح بن عَدِي بن كَعب بن لُؤَي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكان أبوها هو زيد بن عمرو، وهو أحد أشهر الموحدين في الجاهلية، وهو والد سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد تزوج زيد من فاطمة بنت باجة الثقفية، وأنجب منها ابنهما سعيد بن زيد، ثم تزوج أمّ كُرز بنت عمّار بن مالك بن ربيعة الكنانية، وأنجب منها ابنته عاتكة، وقد نبذ عبادة الأصنام في الجاهلية، ووحد الله باحثاً عن دين إبراهيم الحنيف، وقد ارتحل في الجزيرة العربية والشام والعراق باحثاً عن الإسلام، وهناك قابل أحبار اليهود والنصارى.

وعلم أن نبياً سيبعث، ولم يقتنع باليهودية ولا النصرانية فظل على حنيفيته، إلا أن أحد الأحبار قال له: إرجع فإن النبي الذي تنتظره يظهر في أرضك، فرجع زيد إلى مكة، وقد لقي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، غير ما مرة، غير أنه لم يدرك البعثة، وقد ذكر عنه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه كان يأبى أكل ما ذبح للأصنام، وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيداً بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته، وفي إحدى رحلاته هجم عليه قوم من لخم فقتلوه

فقال وهو ينازع: اللهم إن كنت حرمتني صحبة نبيك فلا تحرم منها إبني سعيدا، وقد أدرك ابنه سعيد بن زيد الإسلام وأسلم مبكراً فهو من السابقين الأولين، وكان مقرباً من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وذكره ضمن العشرة المبشرين بالجنة، وكانت السيده عاتكه بنت زيد أمها هى أم كرز بنت الحضرمي، وقد أسلمت السيده عاتكه بنت زيد، وبايعت الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهاجرت، وقد تزوجها عبد الله بن أبي بكر، وهو عبد الله بن أبي بكر من صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ابن أول خليفة للمسلمين وهو أبو بكر الصديق وكانت أمه هى قتيلة بنت عبد العزى، وكان لعبد الله دوره الكبير قبل الهجره النبويه المشرفه، فكان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في الغار ومعه أبي بكر الصديق .

وكانت قريش قد جعلت مائة ناقة لمن يأتي به وكان عبد الله بن أبي بكر يستمع إلى الأخبار ليخبر بها الرسول ويعلم ما يتآمرون به ثم يأتيهم في المساء ليخبرهم بما يتآمرون، وكان عبد الله قد تزوج عاتكة وكان معجبا بها فشغلته فأمره أبوه أن يطلقها فطلقها ثم ندم فقال: أعاتك لا أنساك ما ذر شارق وما لاح نجم في السماء محلق، لها خلق جزل ورأي منصب وخلق سوى في الحياة ومصدق، ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ولا مثلها في غير شيء تطلق، فلما سمعه أبو بكر رق قلبه فقال ارجعها فرجعها ومات وهي عنده ولها ميراثه، وذكر أصحاب المغازى أنه رمي بسهم في حصار الطائف فجرح ثم انتقض فمات في خلافة أبيه في شوال سنة إحدى عشر للهجرة بعد وفاة الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بأربعين يوما.

وكان قد نزل حفرته عمر بن بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، وأخوه عبد الرحمن بن أبي بكر وكان يعد من شهداء الطائف، فلما مات عنها عبد الله بن أبو بكر، تزوجها عمر بن الخطاب، وعن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: كانت عَاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل تحت عبد الله بن أبي بكر الصديق، فجعل لها طائفة من ماله على أن لا تتزوج بعده، ومات فأرسل عمر بن الخطاب إلى عاتكة، وقال لها إنك قد حَرَّمْت عليك ما أحلّ الله لكِ فردي إلى أهله المال الذي أخذته وتزوجي ففعلت فَخَطَبها عمر بن الخطاب ثم فنكحها، وعن علي بن زيد أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عبد الله بن أبي بكر فمات عنها واشترط عليها أن لا تزوج بعده، فتبتّلت وجعلت لا تزوج، وجعل الرجال يخطبونها وجعلت تأبَى.

فقال عمر لوليّها اذكرني لها، فذكره لها فأبت عمر أيضا فقال عمر: زوّجنيها فزوّجه إيّاها فأتاها عمر فدخل عليها فعاركها حتى غَلَبها على نفسها فنكحها، فلمّا فرغ قال: أفّ أفّ أفّ، أَفَّفَ بها، ثمّ خرج من عندها وتركها لا يأتيها فأرسلت إليه مولاة لها أن تعالى فإني سأتهيّأ لك، وهي فى الأصل ابنة عم عمر بن الخطاب، حيث يعتبر الخطاب بن نفيل والد عمر بن الخطاب عم زيد بن عمرو بن نفيل والدها، وأخاه لأمه أيضا، وذلك لأن عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة أبيه بعد أبيه، وكانت عادة في الجاهلية، وكان لها من نفيل أخوه الخطاب، والسيد عاتكله قد سلمت وهاجرت وكانت من حسان النساء وعبادهن، وتزوجها عبد الله بن أبي بكر وقتل عنها في غزوة الطائف مع رسول الله ، وتزوجها بعده الخليفة عمر بن الخطاب وقتل عنها.

والسيده عاتكه بنت زيد كان أخوها لأبيها هو سعيد بن زيد، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلًا، وقبل أن يدخل النبي دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها، كان أبوه زيد من الأحناف في الجاهلية، فلا يعبد إلا الله ولا يسجد للأصنام، وكان سعيد بن زيد زوجته هي أخت عمر بن الخطاب، فاطمة بنت الخطاب والتي كانت سببًا في إسلام عمر بن الخطاب، وكان سعيد من المهاجرين الأولين، وكان من سادات الصحابة، وقد شهد سعيد المشاهد كلها مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلا غزوة بدر، حيث بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، هو وطلحة بن عبيد الله رضى الله عنهم، للتجسس على أخبار قريش، فرجعا بعد غزوة بدر.

فضرب لهما النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بسهمهما وأجرهما، وشهد معركة اليرموك، وحصار دمشق وفتحها، وولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح، فكان أول من عمل نيابة دمشق من المسلمين، وتُوُفي بالعقيق سنة إحدى وخمسين للهجرة، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وحُمِل إلى المدينة، وغسله سعد بن أبي وقاص وكفنه، وكانت السيده عاتكه بنت زيد عندما مات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، تزوجها الزبير بن العوام وهو ابن عمة الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عمته هى السيده خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، والزبير هوأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، وهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول من سلَ سيفه في الإسلام.

وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وهو أبو عبد الله بن الزبير الذي بُويع بالخلافة ولكن خلافته لم تمكث طويلًا، وقتل عنها، ثم تزوجها محمد بن أبي بكر وقتل عنها في مصر على يد معاوية بن خديج بن جفنة السكوني، ويقال أن الحسين بن علي بن أبي طالب قد تزوجها بعد الزبير بن العوام وقتل عنها في كربلاء، ويقال خطبها مروان بن الحكم بعد الحسين فقالت: ما كنت متخذة حمى بعد رسول الله، حتى قالت: لا أتزوج بعد ذلك إني لأحسبني لو تزوجت جميع أهل الأرض لقتلوا عن آخرهم” وقيل: “من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة بنت نفيل” وقد ماتت السيده عاتكه بنت زيد في أول خلافة معاوية بن أبى سفيان في سنة واحد وأربعين هجرية.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *