Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

السيده لُبَابَة الكُبرى الهلالية، وهي زوجة العباس بن عبد المطلب، ووالدة عبد الله بن عباس والفضل بن العباس، وكانت تسمى الكبرى تميزا لها من أخت لها لأبيها تعرف بلبابه الصغرى، والسيده لبابه الكبرى، هي لُبَابة الكبرى ابنة الحارث بن حَزن بن البُجير بن الهُزم بن رُؤَيبَة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمه بن خصفة بن قَيس بن عَيلان بن مُضر، وبنو عامر بن صعصعة هم مجموعة كبيرة من القبائل العدنانية من قبيلة هوازن القيسية المضرية وعلى الرغم من أنها شكلت بحد ذاتها مجموعة مستقلة عن هوازن، وهي جمجمة من جماجم العرب، وأما عن ديار بني عامر الأصلية في نجد و جنوب اليمامه والأحقاف وغرب الصمان.

وأيضا بنو عامر فى شرق الحجاز وانتشرت فروعهم في نواحي نجد وإقليم البحرين والعراق وسلطنة عُمان والمغرب العربي، كما وصلت قبائل عامرية إلى الأهواز ومصر وغيرها، وكانت السيده لبابة الكبرى، زوجها هو العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي أو عباس بن عبد المطلب، وكان يُكنى بأبي الفضل، وهو صحابي من صحابة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهو ثاني من أسلم من أعمامه العشرة إذ لم يسلم منهم سواه وحمزة بن عبد المطلب، كما أنه عديله فكانت زوجة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هى السيده ميمونة بنت الحارث، أخت زوجة العباس بن عبد المطلب، السيده لبابة الكبرى بنت الحارث.

وكان العباس بن عبد المطلب، كانت له عمارة البيت الحرام والسّقاية في الجاهلية، وقد شهد قبل أن يسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيعة العقبة، ليشدد له العقد، وقد شهِد غزوة بدر مع قبيلة قريش مُكرها فأُسر ففدا نفسه ثم رجع إلى مكة، وقد قيل أنه أسلم قبل عام الفتح بقليل، وقيل أنه أسلم وبقي في مكة، وقد كان العباس بن عبد المطلب، ممن ثبت في غزوة حنين مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يعظمه ويكرمه بعد إسلامه، وقد توفي العباس بن عبد المطلب، في خلافة عثمان بن عفان في المدينة المنورة سنة اثنين وثلاثين من الهجره، وكان عمره ثمانى وثمانين سنه، ودفن في بقيع الغرقد.

وكانت السيده لبابه الكبرى، ابنها هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، وهو صحابي محدث وفقيه وحافظ ومُفسِّر، وابن عم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين لرواية الحديث، حيث روى ألف وستمائه وستون حديثًا عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ولد عبد الله بن العباس، في مكة في شعب أبي طالب قبل الهجرة النبوية بثلاث سنوات، وهاجر مع أبيه العباس بن عبد المطلب قبيل فتح مكة فلقوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالجحفة، وهو ذاهب لفتح مكة، فرجعا وشهدوا معه فتح مكة، ثم شهد غزوة حنين وغزوة الطائف، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، قائلًا: “اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل”

وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: ” اللهم علمه الكتاب، اللهم علمه الحكمة” وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وعمره ثلاث عشرة سنة، فكان يفسّر القرآن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لُقِّب بلقب حّبر الأمة، وترجمان القرآن، والحبر والبحر، وقد كان ابن عباس مستشارًا لعمر بن الخطاب في خلافته على صغر سنة، وكان يُلقبه بـ فتى الكهول، وقد شهد ابن عباس فتح إفريقية سنة سبعه وعشرين من الهجره، مع ابن أبي السرح، وغزا طبرستان مع سعيد بن العاص في سنة ثلاثين من الهجره، وقد تولى إمامة الحج سنة خمسه وثلاثين من الهجره، بأمر عثمان بن عفان، وقد شهد مع علي بن أبي طالب، موقعة الجمل ووقعة صفين، وكان أميرًا على الميسرة، ثم شهد مع علي قتال الخوارج في النهروان.

وأرسله علي إلى ستة آلاف من الحرورية فحاورهم ابن عباس، فرجع منهم ألفان، وقد ولاه علي بن أبى طالب، على البصرة، من سنة سته وثلاثين حتى سنة تسعه وثلاثين من الهجره، ثم خلفه عليها أبو الأسود الدؤلي، ولما أخذت البيعة ليزيد في حياة معاوية امتنع ابن عباس عن مبايعته، وبعد وفاة معاوية كان ابن عباس يرى عدم خروج الحسين إلى الكوفة، ونصحه بعدم الخروج عدة مرات، وبعد وفاة الحسين ثم يزيد، اعتزل ابن عباس الناس مع محمد بن الحنفية، ولم يبايع عبد الله بن الزبير ولا مروان بن الحكم، وكفَّ بصره في آخر عمره، فسكن الطائف، وتوفي بها سنة ثمانيه وستين من الهجره، وكان عمره إحدى وسبعون سنة، وصلى عليه محمد بن الحنفية.

وقد طلب ابن عباس العلم والحديث من الصحابة، وقرأ القرآن على زيد بن ثابت وأبي بن كعب، وكان يسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من الصحابة، وقد كان لابن عباس مجلس كبير في المدينة يأتيه الناس لطلب العلم، وكان يُقسِّم مجلسه أيامًا ودروسًا، فيجعل يومًا للفقه، ويومًا لتفسير القرآن، ويومًا للمغازي، ويومًا للشعر، ويومًا لأيام العرب، وكانت السيده لبابه الكبرى بنت الحارث، ابنها هو الفضل بن العباس الهاشمي، وهو ابن عم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وكنيته أبو محمد وأبو عبد الله وأبو العباس، وهو أسنّ ولد العباس، وكان العباس يكنّى به، وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتح مكة سنة ثمانيه من الهجره، وغزا معه حنين، وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهو من أهل بيته وأصحابه فيها، وحين ولّى الناس منهزمين، وشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، حجة الوداع ،وأردفه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وراءه من جمع المزدلفة، إلى منى، فيقال له: رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد غسل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الفضل جسيماً وسيماً، وكان يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء، فليأت دار العباس: الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله، وله ذكر في كتب الحديث، فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أربعة وعشرين حديثاً، وروى عنه أخوه عبد الله، وأبو هريرة وربيعة بن الحارث، وعباس بن عبيد الله بن العباس وغيرهم، وكانت السيده لبابه الكبرى بنت الحارث، أختها هى لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية العامرية .

الهوزانية وهي لبابة بنت الحارث بن حزن بن البجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبيد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهى أمها فاختة بنت عامر بن معتب بن مالك الثقفي، وقد تزوجها الوليد بن المغيرة والد الصحابي الجليل خالد بن الوليد، وكانت تلقب بالعصماء وهي أم لستة أخوة وبنتان، وتسمى بالسيده لبابه الصغرى تمييزاً لها من أختها لبابة الكبرى، وكانت السيده لبابه الكبرى، هى أخت السيده أسماء بنت عميس الخثعمية، وهى صحابية كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب ثم لأبي بكر الصديق ثم لعلي بن أبي طالب، وقد هاجرت أسماء للحبشة ثم إلى يثرب، لذا فتُكنّى بصاحبة الهجرتين، وأيضا السيده لبابة الكبرى هى أخت السيده سلمى بنت عميس الخثعمية وهى صحابية جليله.

وكان أبوها عميس بن معد بن تميم بن الحارث بن شهران بن خثعم، وكانت أمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش، وقد أسلمت سلمى قديمًا مع أختها أسماء بنت عميس، وتزوجت سلمى من حمزة بن عبد المطلب عم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فولدت له ابنته أمامة التي كانت بمكة فأخرجها علي بن أبي طالب في عمرة القضاء، فأختصم فيها علي وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وأراد كل واحد ضمّها إليه وكفالتها، فقضى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لجعفر بن أبي طالب لأن خالتها أسماء بنت عميس كانت زوجته، ولقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، “إن المرأة لا تنكح على عمتها ولا على خالتها ” .

وبعد استشهاد حمزة بن عبد المطلب، في غزوة أحد سنة ثلاثه من الهجره، تزوجها شداد بن الهاد الليثي، فولدت له عبد الله بن شداد، والسيده سلمى هي الأخت الصغرى لأسماء بنت عميس، وهي أيضًا أخت غير الشقيقة لأم المؤمنين زينب بنت خزيمة، وأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، التى كانت آخر زوجات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت السيده لبابة الكبرى هي أخت السيده ميمونة بنت الحارث، زوجة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان زاوجها منه عام سبعه من الهجره، وأيضاً أخت أم المؤمنين وزوجة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت السيده لبابة الكبرى هي التي ضربت أبا لهب بعمود، فشجته، حين رأته يضرب أبا رافع مولى الرسول الكريم.

محمد صلى الله عليه وسلم، في حجرة زمزم بمكة، على أثر وقعة بدر، وكان موت أبي لهب بعد ضربة أم الفضل له بسبع ليال، والسيده لبابة الكبرى يقال إنها أول امرأة أسلمت بعد السيده خديجة بنت خويلد، وقيل أنه كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، يزورها ويَقِيل عندها، وكانت من المنجبات، وقد ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امرأة مثلهم، وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، يزورها، وحينا شكّ الناس في صيام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، يوم عرفة، أرسلت له قدحا من لبن فشرب منه في هذا الموقف، فعرفوا أنه لم يكن صائما، وعن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: ” الأخوات الأربع مؤمنات

أم الفضل وميمونة وأسماء وسلمى ” فأما ميمونة فهي أم المؤمنين وهي شقيقة أم الفضل وأما أسماء وسلمى فأختاهما من أبيهما وهما بنتا عميس الخثعمية، وقد توفيت السيده لبابة الكبرى فى عام ثلاثين من الهجره، وقيل أنها ماتت في خلافة عثمان بن عفان، قبل زوجها العباس بن عبد المطلب، رضى الله عنهم أجمعين، ومن أخبار أم الفضل رضي الله عنها، أن أم الفضل، رأت في منامها حلماً عجيباً، فذهبت لتوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: يا رسول الله، رأيت فيما يرى النائم كأن عضواً من أعضائك في بيتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيراً رأيت، تَلِدُ فاطمةُ غلامًا وتُرضِعِيه بلبنِ قُثم” وخرجت أم الفضل بهذه البشرى الكريمة.

وما هي إلا فترة وجيزة حتى ولدت فاطمة، الحسين بن علي رضي الله عنهما فكفلته أم الفضل، فقالت أم الفضل: فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو ينزيه ويقبله، إذ بال على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا أم الفضل أمسكي ابني فقد بال علي” قالت: فأخذته، فقرصته قرصة بكى منها، وقلت: آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلت عليه، فلما بكى الصبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أم الفضل آذيتني في بني، أبكيته” ثم دعا بماء، فحدره عليه حدراً، ثم قال: “إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً، وإذا كان جارية فاغسلوه غسلاً”.فرضى الله عنها وأرضاها.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *