Share Button

بقلم / محمــــــــد الدكـــــــرورى
في مدينة مكة منذ زمن بعيد كان عبد المطلب يعتبر رئيسها آنذاك ويطلق عليه سيد مكة، وكان له عشرة أبناء، أحدهم اسمه : عبد الله، و أراد عبد المطلب أن يزوج ولده عبد الله فاختار له فتاة تدعى آمنة بنت وهب، كانت من أسرة عريقة النسب، مشهود لها بالشرف والأدب، وكانت تعرف بزهرة قريش


وبعد الزواج ذهب عبد الله في تجارة إلى بلاد الشام، ولكنه مرض في الطريق ومات، وكانت زوجته آمنة حاملا، تترقب موعد ولادتها، وفي يوم الاثنين ۱۲ من ربيع الأول ولدت آمنة طفلا جميلا وجهه مشرق، ولما علم عبد المطلب فرح بولادة حفيده وذهب به إلى الكعبة، وحمد الله على هذا المولود الجميل، ودعا له أن يحفظه الله، وسماه محمدا

أخذت آمنة ترضع طفلها وتعتني به حتى حان وقت إرساله إلى البادية، فقد كانت من عادات العرب أن يرسلوا أطفالهم إلى هناك لكي ينموا ويربوا أقوياء البدن فصحاء اللسان، وعندما جاءت المرضعات من البادية إلى مكة لاستلام الأطفال الرضع، كان محمد صلي الله عليه وسلم من نصيب المرضعة حليمة السعدية.

وبعد عامين رجعت حليمة بالطفل إلى أمه في مكة، ولكنها رجتها أن تتركه عندها مدة أخرى، فرضيت أمه آمنة، وردته إليها، فعادت به إلى البادية، وهي سعيدة بوجوده معها.

وذات يوم وفيما كان الطفل محمد يلعب مع الأطفال، جاءه ملكان، فشقا بطنه، وغسلا قلبه، ثم أعاده كما كان. وعلمت حليمة بما حدث وخافت عليه، وأعادته إلى أمه، وحدثتها عما جرى له، فضمته أمه إلى صدرها بحنان، وقالت: «سيكون لابني شأن، فقد رأيت نورا يخرج مني، أضاءت منه قصور الشام

وفي السنة السادسة من عمر النبي صلي الله عليه وسلم ، ذهبت السيدة آمنة بطفلها إلى المدينة، ليري أخواله من بنی النجار وفي طريق عودتها مرضت وتوفيت ودفنت في الطريق بين مكة والمدينة، فحزن النبي صلي الله عليه وسلم عليها ا، وهنا أخذته السيدة بركة أم أيمن، التي كانت تخدم السيدة آمنة، ثم رجعت به إلى مكة وتوالت السنوات وكبر رسول الله صلي الله عليه وسلم وزار قبر أمه آمنة فبكى، وأبگی من حوله من أصحابه.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *