Share Button

بقلم / محمــــــــــد الدكـــــــــــرورى
خلقنا الله عز وجل لعبادته وطاعته وإنّ الله عزّ وجلّ سيحاسبنا على كل ما قمنا به، حتى الدقيقة، فإن قمنا بالأعمال الصالحة فسنكون قد أضفناها إلى رصيد الحسنات الخاصة بنا، وسترشدنا إلى طريق الجنة وتدخلنا إيّاها، ولكن إن لم نستغلها في فعل الخيرات، واتجهنا إلى القيام بالذنوب والمعاصي، فإنّ ذلك سيعود علينا بالضرر …

ويوجب علينا سخط الله عزّ وجلّ وغضبه، وقادتنا إلى جهنم والعياذ بالله، وإنّ الله عزّ وجلّ لا يقومبالقسم بشيء إلّا كان له أهمية وقيمة عالية عند الله، وهناك الكثير من مواضع في السور القرآنية، والتي أقسم بها الله عزّ وجلّ بالزمن والوقت، مثل: قسمه بوقت الفجر، والعصر، والضحى …

وإن عرفنا وقدّرنا أهمية الوقت، والذي يعتبر حقيقة علمية ثابتة في حياتنا، نستطيع حينها أن نقوم بما يفيد، وننظّم وقتنا للحصول على كل الأجر على مستوى الدين، وتحقيق الأهداف على مستوي الواجبات الدنيوية.

والوقت من أكبر النعم التي أنعمها الله عزّ وجلّ على البشرية، والتي يضيعها كثير من العباد، ويضيعون الأجر الكبير الذي سيحصلون عليه إذا استثمروا وقتهم بشكل جيد ومدروس، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :

(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)، فكلٌ منا يرى أناساً يتجولون في شوارع مدننا بشكلٍ مستمر دون وجود هدف يريدون الوصول إليه وتحقيقه، وهذا ما لا يخفى علينا، ويضيع وقته دون حساب، ممّا لا يعود عليه بالفائدة على مستوى دينه، وحتى على مستوى دنياه، وكل من عمل عملاً في غير مرضاة الله فقد ضيع وقته ولم يكسب الأجر.

وعندما يتنبّه الإنسان على ما فاته من الأوقات، ولم يستغلها بالصورة السليمة والصحيحة، فإنه يندم على كل ما مضى من عمره، ولم يستفد من كل لحظة فيه، وعلى كل الساعات التي لم يقضها في عبادة الله وإنجاز واجباته الشرعية، وتكون أصعب لحظات الندم عندما تستلم صحيفة أعمالك يوم القيامة، وترى تقصيرك في حق نفسك في البداية، وفي حق الله عزّ وجلّ …

وإنّ عدم وضوح الهدف والوجهة لدى الفرد، أو حتى عدم وجودها، أو عدم التخطيط لها، أو عدم شغل نفسك بها والعمل من أجل الوصول لها هو أهم سبب لتضييع الأوقات فمن كان قد حدد له أهدافاً لمستقبله، حتى وإن كان هدفاً واحداً، يسمو للوصول له، مهما كان الهدف، فبذلك لن يقوم بتضييع وقته إطلاقاً ..

وكل هدفٍ يريد الإنسان الوصول إليه، وفيه صلاح دينه وحياته ووطنه، يجب عليه إخلاص النية، واتباع الطرق المسموحة شرعياً، فإنه سبيل الوصول، وتحقيق الغاية والهدف.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *