بقلم –عبده الشربيني حمام
من قال أن عصر الفراعنة قد ولى إلى حال سبيله لا يعرف أن مصر “ولادة” على رأي أبنائها , فسليل الفراعنة و ابن النيل الوفي محترف نادي ليفربول الانجليزي محمد صلاح الذي شغل الدنيا و ملأ الناس يستحق عن جدارة لقب فرعون مصر الجديد .
صانع مجد نادي ليفربول ؛ اللاعب المصري محمد صلاح الملقب بـ “مو صلاح , استطاع في وقت وجيز أن يأسر قلوب الجماهير الانجليزية , ليتصدر اسمه هتافات الملاعب وهي تصدح باسم هذا العربي الذي استطاع بفضل تواضعه و إتقانه ان يغير و لو نزرا قليلا من الصورة النمطية التي تسعى بعض الأوساط اليمينية المتطرفة رمي المواطن العربي بها .
منذ بداياته تنبأ الجميع بمستقبل مشرق لهذا اللاعب الواعد نظرا لمهاراته العالية و شخصيته القوية و بالفعل لم يُطل فرعون مصر الجديد المُقام بأرض حورس و اخناتون إذ حلق من القاهرة إلى نهر الراين في سويسرا ليحترف مع فريق سيون قبل أن يخطفه الفريق اللندني العريق نادي تشلسي ليزور بعدها قيصر ايطاليا العتيد نادي روما العظيم زيارة قصيرة و يحط الرحال أخيرا إلى نادي ليفربول الانجليزي حيث حقق ابرز نجاحاته كلاعب .
النجاح الباهر الذي حضي به صلاح طيلة مسيرته جعله يتحول من مجرد لاعب كرة قدم إلى مثال يحتذى به في كامل العالم العربي, إذ لم يعد صلاح مصدر فخر للمصريين فقط بل أضحى كل العرب يفخرون بانتمائه للعالم العربي.
صلاح و الذي اختارته مجلة التايمز الأمريكية ضمن قائمة المائة شخصية الأكثر تأثير لعام2019 كان خير سفير لشعوب الشرق الأوسط حول العالم فابتسامته التي لا تفارقه و تواضعه الشديد جعل الكثير يعيد النظر في مدى صحة الصورة المشوهة التي سوقها الإرهاب عن المنطقة .
محمد صلاح ليس من النوع الذي يكتفي بالنجومية لإرضاء نرجسيته بل على العكس فقد كان للاعب المصري الكثير من المبادرات الإنسانية التي تستحق الاحترام, حيث ساهم اللاعب المصري في بناء أكثر من مستشفى و مدرسة في قريته الأم بمصر .
لم يعد التأثير على الشعوب اليوم حكرا على القادة و الزعماء السياسيين بل أضحى للاعبي الكرة الناجحين أيضا دور فعال لا يستهان به ,فالشعبية التي تحظى بها الساحرة المستديرة تفرض على لاعب كرة القدم المحترف أن يتحلى بقدر من المسؤولية ليكون خير قدوة لمتابعيه من الأطفال و الشباب.
