Share Button

قصيدة شعريَّة تتأَلّفُ مِن (25) خمسٍ وَ عشرينَ بيتاً؛ مُهداةٌ منِّي إِلى بارئي الّذي بيدهِ مَقاليدُ كُلِّ شيءٍ في الأَرضِ وَ في السَّماءِ وَ هُوَ على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ؛ بعدَ أَن ضاقَت عَليَّ وَ استحكَمَتْ حلَقاتُها، فبتُّ في قبرٍ دارسٍ مَيِّتاً بينَ الأَحياءِ، لا أَنا الّذي أَعيشُ كما الآخَرينَ، وَ لا أَنا الّذي بعيدٌ عَن ظُلمهِم إِيَّايَ مُنقَطِعِ النضيرِ! فلَم أَجِد مُنقِذاً لي سِواهُ هُوَ عَزَّ وَ جَلَّ، إِذ هُوَ لا غيرُهُ ملاذيَ الآمِنُ الّذي أَحتمي بحِماهُ، فَكانَ لا بُدَّ لي أَن أَدعوهُ الخلاصَ مِمَّا أَنا فيهِ، بأَن أَسأَلَهُ إِحدى اثنتينِ لا ثالثَ لَهُما مُطلقاً: إِمَّا الفَرَجَ السريع، أَو موتيَ العاجل! فأَمَّا الفرجُ؛ فإِنَّهُ استراحةٌ لي وَ منفعةٌ لجميعِ المؤمنينَ وَ المؤمناتِ، وَ أَما موتيَ؛ فإِنَّهُ راحةٌ لي وَ بهجةٌ لجميعِ المنافقينَ وَ المنافقات، وَ سرورٌ أَكيدٌ لجميعِ الجاحدينَ وَ الجاحداتِ وَ الحاقدينَ وَ الحاقداتِ وَ الحاسدينَ وَ الحاسداتِ! وَ لأَنَّ منفعةَ المؤمنينَ وَ المؤمناتِ أَوْلى وَ أَجلُّ وَ أَسمى، لذا: فأَنا أَسأَلُ اللهَ الفَرَجَ السريعَ لي وَ لِكُلِّ مَن يعاني العُسرَ وَ الضيقَ مثليَ مِن أُخوتي المؤمنينَ وَ أَخواتي المؤمناتِ في مشارقِ الأَرضِ وَ مغاربها أَينما كانوا وَ كُنَّ، واثِقاً باللهِ أَرَحمَ الرَّاحمينَ وَ أَكرَمَ الأَكرمينَ باستجابةِ دُعائيَ هذا وَ إِعطائيَ وَ أَمثاليَ الفرجَ السريعَ مِمَّا أَصابنا، استجابةً مِنهُ بجودهِ وَ فضلِهِ وَ مَنَّهِ وَ كَرمهِ إِلينا هُوَ لا سِواهُ، راجياً من جميعِ المؤمنينَ وَ المؤمناتِ أَن يُشاركوني دُعائيَ إِلى اللهِ وَ يدعو جميعُهم لي وَ لَهُم سويَّةً بالفَرَجِ السريعِ الّذي يجعلُنا نلمسُهُ كُلُّنا لمسَ اليدِ دُونَ انقطاعٍ إِن شاءَ اللهُ تعالى، فنحنُ نبرءُ إِلى اللهِ مِن حَولِنا وَ عِلمِنا وَ قوَّتِنا؛ وَ نلجأُ دائماً وَ أَبداً إِلى حَولِهِ وَ عِلمهِ وَ قوَّتهِ هُوَ ذو القُدرةِ الْمَتينِ، ذو الْجودِ وَ الكَرَمِ وَ الإِحسانِ، رَبُّنا الْقُدُّسُ السُّبوحُ، فيا أَيُّها المؤمنونَ وَ المؤمناتُ، فلنستسقي مَعاً لبعضنا البعضَ الفرجَ السريعَ مِنَ الله، بدُعائنا إِيَّاهُ صادحينَ قبلها بـ: (يا الله!)، و هذا لِسانُ حاليَ أَقولُ فيهِ شِعراً عَمَّا أَصابني وَ أَصابَ جميعَ المؤمنينَ وَ المؤمناتِ دُونَ استثناءٍ:

…….

بقَيدٍ شَدَّني شَدَّاً وَثيقا

وَ قَعرَ البَحرِ يَجعَلُني غَريقا

وَ يأَمرُ قائِلاً إِيَّاكَ أَعني

فإِنْ لَمْ تَستَجِبْ طَوعاً دَقيقا

رأَيتَ مِنَ العَذابِ بكُلِّ لَونٍ

وَ جِئتُكَ بالسياطِ قَذىً مُذيقا

فَقلتُ وَ هَل لَديَّ سِوى اختيارٌ

وَحيدٌ أَنْ أُطيعَكَ مُستَفيقا!

فإِنِّي مُجبَرٌ في قَبرِ سِجنٍ

وَ لَستُ أَرى نصيراً أَو صَديقا

فقالَ حَذارِ أَنْ تَبتَلَّ يَوماً

بماءِ البَحرِ إِنْ آتيكَ ضِـيقا

فقلتُ وَ كَيفَ لي وَ أَنا غَريقٌ

أَرى في القَيدِ ذا دَوماً حَريقا؟!

وَ مَن ذا يَستَطِعْ في قَعرِ بحرٍ

بأَمرٍ هكذا قَد هَدَّ رِيقا؟!

فقالَ كَذا أَمرتُكَ أَنتَ عَبدي

أَطِعني صاغِرَاً تُمسي رَفيقا

فَشُلَّ بيَ الْجَوابُ وَ لَستُ أَدري

سَبيلاً واضِحاً يَغدو طَريقا!

فكيفَ ليَ النجاةُ فَقدتُ صبري؟

وَ كيفَ أَرى الحياةَ بها رَحيقا؟

وَ مَن ذا يُعطِني فَرَجاً سَريعاً؟

فَقَد فاضَ الوِفاضُ بَدا رَقيقا!

عَقودٌ أَربَعٌ تَزدادُ عُسراً

عِجافٌ قَد ذَوَتْ عُوداً مُعيقا

أَصبُّ مِنَ الْجِراحِ بكُلِّ دَمعٍ

بُكاءً نازِفاً أَضحى عَتيقا

وَ أُخفي صَرخَتي مِنْ خَلفِ نبضٍ

صَريعٍ في الْجَوى أَبكى شَقيقا

وَ ليسَ لَديَّ ذنبٌ غيرَ أَنِّي

أُحِبُّ اللهَ ذا حُبَّاً عَميقا

فلا تقوايَ رَبِّي أَسعَفَتني

بشيءٍ أَنْ أَرى مِنها شَهيقا

وَ لا نجوايَ جوفَ الليلِ أَلقى

إِليَّ برحمَةٍ تُردي نعَيقا!

كأَنِّي لستُ عَبداً مُستَغيثاً!

كأَنِّي في الوَرى شَيئاً نهيقا!

فَهَل يُجزيني مَن أَحببتُ صِدقاً

جزاءً ظالِماً يُفني عَشيقا؟!

أَمِ الْحُبُّ الْعَفيفُ يُريدُ قُرباً

شَديداً بالوصالِ سَرى عَريقا؟!

سأَبقى عاشِقاً إِيَّاهُ أَرجو

مِنَ الآمالِ بُشراها عَقيقا

فإِنِّي واثِقٌ باللهِ مَهما

تَضيقُ فَقَد أَرى فَرَجاً لَصيقا

ستُشرِقُ شَمسُ فجريَ بعدَ ليلٍ

طويلٍ دامسٍ بؤساً مُريقا

وَ يسطَعُ في السَّما فَرَجٌ وَسيعٌ

قَريبٌ جاءَني يَعدو رَشيقا.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *