Share Button

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

كان نبي الله سليمان عليه السلام له ملكا عظيما، فقد سخر الله عز وجل له الإنس والجن والطير والدواب وعلمه لغتهم، وسخر له الرياح وغيرهم من المخلوقات، وهو نبي الله سليمان بن داود عليه السلام، وكان نبي من أنبياء بني إسرائيل، وقام بحكم قومه بعدما توفى أبيه، وكان عمره في هذا الوقت لم يتخطى الثلاثة عشرعام ، ويقال أن النبي داود قد وعد بأن يتم تسليم الحكم إلى ولده سليمان، وذلك على الرغم من أنه في هذا الوقت لم يكن أكبر أبنائه .

ولكن الأمر أتى إليه من الله عز وجل، وبالتالي فأوصى سيدنا داود أن يصبح سليمان هو ملك اسرائيل ويهوذا بعد وفاته، وها هو الأمر قد كان بشكل فعلى واستلم سليمان الملك بعد وفاة والده، وأكدت العديد من التقاليد اليهودية أن سيدنا سليمان قد تزوج من ملكة سبأ، ولكن الكتب المقدسة لم تذكر أي شيء عن هذا الأمر، وقيل في التقاليد اليهودية أنه تزوج بالملكة وأنجب منها بن صيرة.

وولد نبى الله سليمان في أورشليم القدس، وعاش سيدنا سليمان مدة اثنتين وخمسين سنة، وكانت مدة ملكه أربعين سنة، وعندما حضر الموت لسيدنا سليمان أراد تعليم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، والغيب علمه فقط عند رب العالمين، فلما اقترب أجله قام إلى الصلاة وهو متكئا على عصاه، فقُبِضت روحه وهو واقف يصلي، فبقي أياما طويلة على حاله وهو واقف.

وكانت تعتقد الجن أنه يصلي، فظلوا يعملون له ليل نهار دون علمهم بموته، فجاءت نملة تأكل الأخشاب وتتغذى عليها، وبدأت بأكل عصا سيدنا سليمان فبدأت بأكل الجزء الملامس للأرض، ثم بدأت بالإرتفاع شيئا فشيئا فأكلت العصا كاملة، عندها سقط جسد سيدنا سليمان إلى الأرض وعَلِمت الجن أنه قد مات، وعلمت النّاس بكذب ادعاء الجن بمعرفتهم للغيب.

وكان الله قد أتاه ملكا لم يأتيه أحد من بعده، فكان سيدنا سليمان عليه السلام قد استطاع أن تعمل الشياطين تحت يده، بالإضافة إلى أن الله عز وجل قد سخر له كل من الإنس والرياح والطير ، ولما مات نبي الله سليمان عليه السلام لم يعلم أحد من الأنس أو الجن وفاته إلا بعدها بعام كما ذكر بعض العلماء، بل ظل قائمًا متكئًا على عصاه، وظل الجن يعملون ما كلفهم به دون أن يدروا بموته.

وقبل أن يحين أجل سّيدنا سليمان عليه السّلام ظل في البيت المقدّس يتعبّد ويقوم الليل كعادته وكان يفعل ذلك لعام أو عامين كل فترة، وقد وافته المنيّة وهو يصلي متكئًا على عصاه واقفًا، وقد كانت الجنّ ينظرون من طرف خفي إلى داخل البيت المقدّس فيرون سيدنا سليمان واقفًا فيظنّونه على قيد الحياة، ولم يدركوا حقيقة موته إلاّ عندما التهمت الأكلة عصاه، فخرّ على الأرض.

حينها أصيب الجن بالفزع وأدركوا أنهم لا يعلمون الغيب، وكذلك عرف الناس هذه الحقيقة، فلو كانوا يعلموا الغيب لعلموا أن نبي الله سيدنا سليمان قد مات، وما لبثوا في العمل الشاق والعذاب المهين ، وقد كان هناك العديد من الصحابة قد قاموا برواية قصة وفاة النبي سليمان عليه السلام، حيث أكدوا أن النبي سليمان كان دائما ما يذهب للجلوس في بيت المقدس لمدة من الزمن .

وفي كل مرة كان يذهب بها كان يجد هناك شجرة قد نبتت في بيت المقدس، وكان يستطيع أن يكلم الشجر، فكان يسألها عن اسمها فتقوم بالرد عليه، وكان يقوم بتنفيذ ما أتت له الشجرة، فإذا كانت لدواء فكان يجعلها لدواء، وإذا كانت لثمرات فكان يجعلها لثمرة ، وذات مرة وجد تلك الشجرة وسألها عن اسمها فقالت أن اسمها خروبة، وأنها أتت لكي يتم خراب بيت المقدس .

وهنا علم نبى الله سليمان رضي الله عنه أنها ما أتت إلا لهلاكه ثم يتم خراب بيت المقدس، فقام بنزعها من مكانها، وقام بزراعتها في مكان آخر، ثم استمر في عبادته ببيت المقدس، حيث كان يتكأ على عصاه واستمر هذا الأمر حتى توفى ، وهنا لم يكن الشياطين على علم بوفاة بنبى الله سليمان عليه السلام .

ولكن دخل أحدهم من كوة في بيت المقدس، وقام بالاطلاع على نبى الله سليمان عليه السلام، وهنا قد وجده متوفى، وذلك بعدما قامت الأرض بأكل العصى التي كان دائما الاتكاء عليها، وبدأت الشياطين تتسلل وتنظر إلى سليمان قد احترقت بأكملها، واستمرت الشياطين في هذا العمل المهين سنة كاملة من العذاب .

وقيل أن نبى الله داود عليه السلام كان هو أول من بني بيت المقدس، ولكنه توفى قبل الانتهاء من بنائه، وهنا بدأ سيدنا سليمان عليه السلام يقوم باستكمال بنائه، وأمر سليمان الجن أن يتموا بناء بيت المقدس، وكانوا يناقدوه في تلك الخطوة، وقبل أن يتوفى النبي سليمان قد طلب من أهله أن لا يخبروا الجن بخبر وفاته لمدة سنة كاملة، وكانت الحكمة من تلك الخطوة هو أن يقوموا باستكمال بيت المقدس .

وكان يقال أن سليمان عليه السلام قد دعا ربه أن يعمى الجن عن خبر وفاته، والحكمة الأخرى هنا أن يعلموا الأنس أن النبي سليمان قد توفى بينما لا يعلم الجن، وهذا يؤكد أن الجن لا يعلمون الغيب، ولو كانوا يعلمون الغيب ما كانوا استمروا في هذا العذاب سنة كاملة.

وحكم سليمان عليه السلام مدة 40 عام، حيث قام بحكم اسرائيل ويهوذا مدة 33 عام، وتمكن من حكم المدينة الفلسطينية ” الخليل ” مدة سبع أعوام، وتوفى بشكل طبيعي بأورشليم في القدس عام 932 قبل الميلاد، وتسلم الملك من بعده ابن سليمان ” رحيعام “.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *