Share Button

حطت رحالنا فى الحلقة السابقة عند بعض النماذج والصور التى عجت بها سورة يوسف واليوم نتحدث عن صورة النسوة اللائى خضن فى سيرة امرأة العزيز وفتاها الذى شغفها حبا وذلك الاستنكار الذى تبدى وظهر منه غيرة النساء اكثر مما يبدو منه استنكارهن الفعلة الشنعاء ذاتها ثم انبهارهن بيوسف وتحولهن واقرارهن الأنثوي العميق بموقفها بل واختلاق المعاذير لها ثم الميل الصارخ لشخص يوسف رغم ما نطقن به بقولهن (حاشا لله ما هذا بشرا ان هذا إلا ملك كريم) فقد عربد الغرام بقلوبهن وذهب خمره بعقولهن ولله در صديقى الاديب اذ قال يا من اسكره الغرام ان عربد حبك فاحطم كأسه وارق خمرها ولا ترها إلا سما فأن أكبر البلاء علي السكير أن يلبس الحقائق المهلكه أثواب زينتها فيزعم بينه وبين نفسه أنه لا يشرب الخمر ولكنه ينقع غلة أحزانه بكأس من ماء السرور ولا يتوحل في السكر ولكنه يستمطر علي خموله سحابة النشاط ولا يتجرع الجنون ولكنه يذيب همومه من جزعه من النسيان ألا ما أصدق الخمر فى السكير وهى صامتة وما أكذب السكير على الخمر وهو يتكلم (يراجع كتاب السحاب الأحمر ص 131للاديب مصطفي صادق الرافعى)
ومن الطرائف التي ذكرها العلامه وهب ابن منبه أن عدد النسوة اللاتي أفتتن بيوسف أربعين امرأه منهن تسعة نسوة متن وجدا وهياما بيوسف وأن النسوة قطعن أيديهن حين انبلجت أنوار يوسف الساطعة فاخترقت القلوب والألباب فلما رجعن إلي بيوتهن صرن لا يصبرن عن رؤيه يوسف ساعة واحدة وهن متفكرات يقلن يوسف يوسف (يراجع كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور للعلامة محمد بن احمد بن اياس)
وإذا تابعت نبي الله يوسف تجد أنه علي شخصية واحدة بملامح ثابتة فهو صامد كالطود الشامخ وكالجبل الأشم حتي أمام الأتهام الذي ألقي عليه وهو مما يشيب لهوله الولدان رغم أن الأدلة ببرائته كانت ساطعة بنور الاقناع وطمأنينة اليقين بروح التمييز وميزان التقدير إذ أن ماورد بين دفتي الكتاب الكريم يبعث في النفس طمأنينه بأن يوسف كان ولما يزال التقي النقي الذي حفظ مواثيق الشرف التي ورثها من آبائه ذاكرا حرمه البيت الذي آواه وأكرم مثواه
وللحديث بقيه
مستشار عادل رفاعي

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *