Share Button

رن جرس الهاتف لأسمع صوت صديق طلب معونة لتفريج كربة قريب له فرحبت بالأمر دون أن أدلف الى تفاصيله فما أن عرفت الحقيقه حتى أسقط فى يدى اذ أن المصيبة تمثلت فى دين ربا تذرع صاحبنا أنه أضطر اليه حتى يتم شراء ارض ليترك لأولاده ضيعه وارفة الظلال الا أن الدين تغول عليه بأرباحه الفاحشه فأعجزه عن السداد فلما ذكرته الآخرة إستبطأ وقوعها بحسبان أن بينه وبينها آمادا طويله فبصرته أن قيامة ابن آدم تقوم منذ موته ينهض للحساب يسمع وقع نعال دافينه وهم ينصرفون وباءت محاولتنا مع المرابى بالفشل فتوافقنا على ان نعاود الكره الاسبوع القادم وفى طريق العوده ظللت أصب فى آذان صاحبنا ما يذكره بالأخره وهو لا يكاد يصدق وفى الموعد رن جرس الهاتف لينهى إلي صديقى أن الموعد قد تأجل لوفاة قريبه اذ وافته المنيه صريع همومه واحزانه ولم يستطع حيالها تحمل الحياة بعد ان يأس من الفكاك من براثن الدين فأضرب صفحا عن الحياة كلها ورحل عنها إلى الأبد صريع همومه قتيل أحزانه لا يستطيع حيلة ولا يهتدى سبيلا كما ترك الضيعة التى أغرقته فى الديون والتى طابت بدورها للمرابى الذى انقض عليها لقاء دينه واستولى عليها بخسه ونذاله وغدر طبعت عليه سليقته ودماء ضحيته لم تجف بعد حقا إن القيامة قريبة سبحان الحى الذى تفرد بالبقاء وحكم على عباده بالفناء وإن أنسى فلن أنسى حوارا دار بينى وبين المرابى بعد أن نصحته ان يسارع الى التوبة مخافة سوء العاقبة إذ قابل كلماتى ببرود وعدم اكتراث فقد ختم الله على قلبه وظل سادرا فى غيه وتهاونه واجترائه على الحق حتى عاجلته أقداره بلطمة قاسية اذ وقع فى يد الشرطة بعد أن هرب أطنانا من الحبوب المخدره ضبط على إثرها ليودع فى غياهب السجون آمادا طويله فهو الباحث دوما عن المال الحرام فى أحط وأبشع صوره وتجلياته فلقي جزاء الخائنين
هذا هو الحصاد المر والنهاية المحتومة للمال الحرام فهل من معتبر ؟؟
ترى لو ألهم الاثنان يقينا بالعاقبة هل كان أحدهما سيفيئ إلى ربة بأوبة كانت تستنقذه من مصيره؟؟ أم هى فتنة اعمت القلوب عن مواقع رشدها وحيرت العقول عن طرائق قصدها ففاتهم ما فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر
هل كان صديقنا سيرضى بقدر الله وقضائه ويقنع بما منح من نعم غير متسخط على ربه
وهل كان سيأجل حلم ضيعته حتى يأتى فى موعده وهل كان المرابى بوسعه ان يسمو فيمنح الرجل قرضا حسنا بغير ربا فاحش إبتغاء وجه الله ورضاه وطمعا فى ثوابه؟؟ فأين السهى من شمس الضحى وأين الثرى من كواكب الجوزاء؟؟!
سبحان الذى حجب عن العباد أوقات مصارعهم وعاقبة أيامهم وأزمان رحيلهم
وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم اذ قال ( من كانت الدنيا همه جعل الله الفقر بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأتيه من الدنيا الا ما قدر له ولا يمسى الا فقيرا )
رحم الله الاثنين اقتلعا أشجار الورود ليزرعا بأيديهما شوك القتاد ولو تمهلا لعلما ان الأرزاق مقسمة وفق قدر محتوم ومشيئة إلهية حكيمة وان ما اخطأك لم يكن يصيبك وان ما أصابك لم يكن ليخطئك
خسر الاثنان خسرانا مبينا ولم يبق لهما ولنا إلا رحمتك يا أرحم الراحمين ٠٠
المستشار عادل رفاعى

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *