Share Button

 

وقفنا في المقال السابق علي ما أثاره عمر بن الخطاب في مواجهه خالد من أنه دأب علي إستشارة النساء مستنكرا عليه أن يستشير أخته فاطمة بنت الوليد فرد عليه خالد بثقة رب إمرأه خير من ألف رجل فيقول عمر صدقت ولكن هذه تعيش بعد في جاهليتها فهى تراني دائما إبن بنت عمها هاشم بن المغيرة ولا تراني أمير المؤمنين ولا بد أنه قد طاف بخلد عمر أن عثرة الرأي تردي وان ذلة الساعة تودي فيها بالكثير الذي لا تستدركه الأعوام
وترتفع درجة حرارة المواجهة حين يقول خالد كلا ما كان لفاطمه شأن في ذلك ولقد كذبك من بلغك .
عمر إذا فأكذب نفسك الساعة أمام الناس كما قلته أمامهم وأعلن لهم أنك لا تنوي الفتنة وعمر حي ولا بعد أن يموت فيصيح خالد في انفعال كلا والله لا تتحدث العرب أبدا أن خالد ابن الوليد يقول القول ثم يكذبه فرد عمر جاهلية ! يعنيك يا خالد ما تقول العرب ولا يعنيك ماذا أنت قائل لربك غدا ؟! خالد يرد وأعجبا لك يا عمر أليس للمسلمين إذا قضي ابن الخطاب نحبه أن يختاروني بولاية هذا الأمر فيعاجله عمر معاذ الله لا يختارك المسلمون أبدا وفيهم السابقون من المهاجرين والأنصار إن المسلمين لا يرضون أبدا أن يروا علي منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم ملكا يجيز الشعراء ويمنع الفقراء يفعل هذا وبينه وبين الله غيره فإذا لم يكن بينه وبين الله أحد فينطلق خالد كالسهم المارق وإذا فعلوا يا عمر أتقوم انت من موتك لتحول بين ذلك ؟ فينبري له عمر مؤكدا بأنهم ليسوا بفاعلين الا اذا أُكرهوا علي ذلك بالسيف وان في سيفك لرهقا يا خالد ! ويثور خالد ويقول لو كنت كذلك لما توالي نصر الله لي في كل معركة أخوضها وأن في سيفي لرهقا حين تدعو الحاجة إليه وإلا فإني أحرص الناس علي نفس مؤمنة أن تلقي منيتها الا فيما يوهن جانب العدو او يشد من عزائم المسلمين وقال موجها الخطاب للجمع الحاضر اتذكرون يوم مؤته ؟ يوم اندك في يدي تسعه اسياف فسماني الرسول صلي الله عليه وسلم سيف الله وقد رأيت يومها مائة ألف أو أكثر قد أحاطوا بثلاثة آلاف من المسلمين وأوشكوا أن يبيدوهم عن بكره ابيهم يومها داورت بهم جهدي حتي سللتهم من تلك المعركه فأنقذتهم من الهلكه ووصلت بهم المدينه ليحثوا أهلها في وجوهنا التراب ويقولون أنتم الفرار فيقول الرسول الاكرم صلي الله عليه و سلم بل أنتم الكرار ان شاء الله ويرد عمر لكن الرسول صلي الله عليه وسلم أعرض عنك يوم خزينه وقال اللهم اني ابرأ اليك مما فعل خالد مرتين ثم بعث عليا إبن أبي طالب يؤدي لهم قتلاهم الذين فتكت بهم وهم مسلمون وأن لنا في رسول الله أسوة حسنة نثني عليك بما هو أهله ما كنت علي الطريق فإذا حدت حاسبناك وعاتبناك فاذا لم تستقم قومناك وأنفك راغم فما جعل الله احدا أعظم من الحق وإن كان عظيما وأن الله قد أذهب بأس الجاهلية وخيلاءها كما أذهب أصنامها و أوثانها فلا والله لا أوتي برجل يريد أن يكون صنما يعبده الناس إلا حطمته وهنا التفت خالد إلي الناس وصاح أيها الناس أن أمير المؤمنين عزلني عن اماره الجيش في الشام زاعما ان الناس افتتنوا بي فخشي أن أفتن الناس فليت شعري ماذا كان أمير المؤمنين يريد مني أن أصنع ؟! أأضن علي الناس بكفايتي في الحرب ؟ أم اتعمد أن لا اكسب لهم النصر في المعارك حتي لا أكون صنما يعبده الناس ويكون علي أمير المؤمنين ان يحطمه ؟! فيرد عمر بهدوء وثقة يا خالد أني عزلت المثني إبن حارثة الشيباني يوم عزلتك لان الناس فتنوا به كما فتنوا بك ولقد كان أول سهم رماه الله
في صدر فارس فلم يشكني إلي الناس في كل مكان ولم يدخل مسجد الرسول وقد غرس أسهما في عمامته مختالا مباهيا بما صنع ولم يتوعد بالوثوب علي منبر رسول الله ولقد شهد واقعة الجسر وأبو عبيده أمير عليه فلم يغير ذلك من جهاده شيئا ولما دارت الدائره علي المسلمين وقف يحمي الناس علي الجسر حتي عبروه ولولاه لهلكوا جميعا ثم لقي الله زاهدا في الدنيا راغبا في الآخره فيتحدي خالد قائلا لو كان المثني من قريش لكان له شأن آخر فيستنكر عمر رد خالد من قريش ؟ أو قد غرك يا خالد أنك من قريش ؟ أو لم تعلم أن قريش هي التي كذبت رسول الله وقذفته بالحجاره واخرجته من مكة وقاتلته في المدينه؟ ويلك اتظن المسلمين اختاروا أبا بكر لأنه من قريش؟ اذا والله لكانوا أختاروا العباس بن عبد المطلب أو أبا سفيان بن حرب أو الحارث بن هشام فكل هؤلاء أوجه من أبي بكر وأخلق بالإمارة ويلك إنما كان هذا في قريش لأن منها أبا بكر وأبا عبيده وأمثالهما ويلك هذه الجاهليه فيك التي أردت أن أستأصلها منك ويبتسم خالد قائلا أتريد الحق يا عمر إنك لا تطيق أن تري رجلا يمتاز علي الناس كالغرة في جبهة الفرس الأدهم فيرد عمر بإبتسامة أوسع وهو كالطود الشامخ أما والله يا خالد لقد صدقت اني لأكره الغرة ان دلت العدو علي الفرس فرد خالد تلك غرة أخري وقال في ثبات وأما الغرة والتي أعني أنها التي تدفع العدو عن الفرس فرد عمر ذلك عدو اخر فاما العدو الذي اعني أنه يري الفرس في غرته فيرديه فرد خالد ماذا تعني ؟ فيقول عمر أعني العدو الأكبر فان الشيطان يا خالد يحاربنا في كل مكان وفي كل زمان من حيث نشعر ومن حيث لا نشعر وأنه لا هدي إلي مقاتلنا من فارس والروم أتدري ما مقاتلنا يا خالد ؟؟
فساد صمت مطبق والناس مصغوون فواصل عمر هي الغرور والحجول إلا من عصم الله ويأخذ خالد الحوار الي اتجاه اخر بذكاء وهو يقول بل تخشي يا عمر أن يظهر هؤلاء عليك فيغلبوك علي أمرك فيرد عمر صدقت أخشي والله أن يظهر علي ويغلبني علي امري من لا يتق الله في المسلمين فينظر خالد الي عمر مندهشا عجبا لك كانك تعتقد انه ليس علي ظهرها من يعنيه أمر الناس سواك !
فيقول عمر أجل يا خالد أن حقا علي ولي هذا الأمر ألا يتكل علي أحد وأن يعمل كأن ليس علي ظهرها من يعنيه أمر الناس سواه فرد خالد هذا من حرصك أن تجمع السلطان كله في يديك فيتنهد عمر ويقول ويا ليت لي سبيلا الي ذلك فلا يفوتني من شئون الناس في كل مصر من الأمصار شى يا ليتني أستطيع أن أعفي كل عامل اذا استراح بالي واطمأنت نفسي خالد والله لقد تجاوزت وتكلفت أنت لست مسؤلا عن ذلك فيرد عمر بلي أنا المسؤل اولست انا الذي وليتهم ؟ والله لأُسألن بين يدي الله يوم القيامة لو بلغني أن عاملا لي قد أعطي المال للشعراء ومنعه الفقراء فيرد خالد بالله انك في أمري غير مجمل فيصيح عمر ويحك يا خالد لو قام بها والٍ غيرك كنت أتركه دون أن آخذ بناصيته والله لو تركت ذلك لاحد لكرامته عندي لتركته لك فيرد خالد بصوت متهدج خفيض بل أردت إذلالي وإرغامي لتشفي ما في صدرك من وجد والا امرت رسولك فسألني وحدي ولم يشهر بي أمام الناس وينزع عني قلنسوتي ويحل عمامتي ويعقل بها يدي من خلفي فيرد عمر بذكاء فعلتها علي ملأ من الناس فكان جزاؤك من جنس عملك لو أنك أعطيت الاشعث في السر لحاسبتك سرا لكنك اعلنتها مزهوا بأن ملك ملوك كندا في الجاهليه قد جاء ينتجعك من العراق فمدحك بشعره فأجزته كما كان ملوك العرب يجيزون شعراءهم وهنا يستعيد خالد بعض هدوئه وهو يقول إنما الأمم بأشرافها ووجوهها افتقيم الدنيا وتقعدها من أجل أني أعطيت من فضل مالي لاشراف العرب ووجوههم ؟! وتصايح بعض آل المغيره مؤيدين لخالد فقال عمر في حزم ويحك يا خالد اشراف العرب ووجوههم ليسوا اليوم ملوك كندا ولا ملوك غسان ولا المناذره فيسأل خالد فمن هم إذا ؟ فيقول عمر هم يا أبا سليمان الأنصار والمهاجرون ألا تعرفهم يا خالد ؟فيتذرع خالد بانهم لم يطلبوا منه المعروف ولو فعلوا ما حرمهم فيصيح عمر مغاضبا يشير الي كبار الصحابة ميمما وجهه نحوهم ويلك اتريد من هؤلاء ان ينتجعوك ؟! أن عليك أنت أن تنتجعهم أن بينهم لضعاف ومساكين وقد أمرتك ان تحبس مال الله علي هؤلاء فاعطيته لذوي المال والغني واللسان فيرد خالد سبحان الله انك تذكر مال الله وأنا أعني خويصة مالي وأنا حر فيه فيرد عمر في حزم ويحك ان الذي يبدد ماله علي سنة الجاهلية لغير أمين علي مال الله ثم يصمت خالد ويوجه نظره الي عمر متسائلا أما كنت تخشي يا بن الخطاب أن تأخذني العزة بالاثم فابطش يومئذ برسولك واعلن عصيانك والخروج عليك ؟ فيرد عمر بثقه ما كنت لتفعل ذلك وانا حي فيقول خالد والله لقد راودتني نفسي علي ذلك فماذا كنت فاعلا لو فعلت ؟ فرد عمر في صلابة إذا لوجدتني يا إبن الوليد أسرع إليك من رجع الصدا فاستعنت الله عليك حتي يحكم ما بيني وبينك فيرد خالد اذا لضاقت بك أرض الشام كما ضاقت بهرقل فيرد عمر مبتسما هيهات هيهات إذ نصرت بالحق ولم تنتصر بالباطل فاكفف من غرورك و اتقي الله في نفسك فإن طاف بك طائف من الشك فاذكر ماذا صنعت في بدر وأحد والخندق فيقول خالد دع عنك هذا فلقد كان معكم يومئذ رسول الله صلي الله عليه وسلم فيلتقط عمر طرف الحوار ويقول مشيرا إلي الجمع الحاضر بالمسجد ومعي اليوم صحابة رسول الله وصالح المسلمين فيرد خالد وما يدريك ألا يكون هؤلاء معي عليك ؟ فإنهم قد كرهوا شدتك وضاقوا بعهدك ولولا فرقهم منك لصارحوك برأيهم فيك فتوجه أمير المؤمنين عمر الي جمهور الصحابه قائلا أحقا يا صحابة رسول الله هذا الذي قال خالد ؟ فساد صمت لم يقطعه الا قول خالد فرقهم منك الجمهم عن الكلام ولولا هذا الخوف لتكلموا معك وقالوا رأيهم فيك فعاد عمر الي سؤال من حوله يا صحابة رسول الله أنشدكم الله الا ما صدقتموني القول وهنا ران علي الجميع صمت طويل حتي تقدم سعيد بن زيد ليدلي بدلوه وهو ما سنتصدي له بالمقال القادم فإلي أن نلتقي لكم مني اطيب المني وأرق تحياتي

🌺عادل رفاعي 🌺

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *