Share Button

سيف سالم – تونس

في مجرى التاريخ نحن نبدو أننا مقامرون ولسنا لاعبين وأننا لن نفهم حركة التاريخ ومزاجه وتغيراته مادمنا على نفس الحد ..لذلك يفاجأ الناس دائما بالورقة الأخيرة لكل حدث تاريخي كبير كانت فوق كل التوقعات رغم أن البشر اعتقدوا أنهم ملكوا كل الاوراق الرابحة ..
العديد سيقول ان التاريخ يلوي المسارات بشكل مفاجئ كمن يلعب معنا الورق بمهارة ويفاجئنا بورقة يخفيها حتى نهاية كل لعبة..وقد تكون هذه الورقة شخصا أو بلدا أو حادثة بعينها أو تطورا في مجرى الخارطة العالمية الفعلية في المشهد السياسي .

أكبر دليل على هذه اللعبة التي يحبها التاريخ هو طريقة انهيار الامبراطوريات عبر التاريخ وتعثر المشاريع الكبرى في بعض مفاصل الزمن ..انه ارتطام مفاجئ مدو من غير حساب أو توقع بحاجز القدر ..ومثال ذلك هو تعثر التمدد العربي الاسلامي نهائيا بعد آخر معركة للفتح في “بواتييه” بعد جبال البيرينيه في معركة بلاط الشهداء مع شارل مارتيل الفرنسي حيث لم تقم للفتح بعدها قائمة .. مثل انهيار التمدد المغولي بعد معركة عين جالوت بقيادة الظاهر بيبرس ..معركة واحدة ..وهزيمة واحدة ..وانعطافة نهائية .في قراءة ما يسمى الحرب الليبية لابد من مواجهة معحبيه والمتيمين بها بالحقيقة وهي أن هذا الحرب المصرية الشعب الليبي طبقات المسار الذي رسمه المجانين بالفوضى من دواير قرار وصهاينة بتنفيذ من حمقى بامتياز انطلاقا من قطر وتركيا حيث الأولى أكبر احتياطي للغاز والخيانات .. والثانية أكبر احتياطي للصلف الفارغ والمرارة التاريخية ..هذا المشروع سيمحى بوقوف التاريخ أمامه ورجالات الشعب الليبي .

أغبياء الربيع العربي في ليبيا والمخططون الغربيون لاشك أصابتهم النشوة وازادت ثقتهم بالنصر بعد توالي النجاحات السهلة في الاراضي ليبية بتقدم السراج الذي قدم على مان فراڨطة ويدعهمه ميليشيات من داعش .. ازدياد وتيرة للصراع وتوسعت رقعته على كامل الحدود الليبية هو مايريده جل الحلفاء على الشعب الليبي دون النظر الى الدماء التي اريقت من المواطنين ويخشى ايضا هؤلاء ان تنضب العيون الممولة للأحداث ، وهو ما حدث في سوريا وهم فشلوا في تحويل سوريا الى إمارة .

على العقل المحلل للمشهد الموجود في ليبيا ان يكون بارعا في فك رموز اللعبة جيدا .. كما تستوجب موقفا موحدا من دول الجوار على قاعدة المسألة المصرية للشعب الليبي وعلى قاعدة حقن الدماء التي سالت منذ 2011 الى الآن وعلى المتدبرين في القرار ازاحة الصراع من الصفوف الاولى والدفع بصف الثاني الى الواجه الذي تقل فيه وتيرة الصراع وتكون فرضية الاهتداء الى حل سلمي لتوزيع مناطق النفوذ بين اطراف الصراع الأقرب الى المشهد الروندي بعد الحروب الاهلية التي شهدتها .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *