بقلم د. هاني جمال
فى اذهان الناس سحر عجيب عن الماضى٬فكلما طال الزمن٬أحيط بهاله من التقديس فذكر الناس أمجاده واغفلوا اهواله ورسموا صوره لاجياله تغلب عليها الحكمه والاتزان والاغنيه والموسيقى من الموروثات الشعبيه (الفلكلوريه) مقياسا من مقاييس التحقق والتعرف على مدى تحضر وذوق وفكر ومقومات الابداع لاى شعب من الشعوب تحمل بين طياتها ونصوصها كنوزها الثقافيه والاجتماعيه الموروثه من عادات وتقاليد
والاغنيه النوبيه الشعبيه مرآه للثقافه النوبيه حافله بالمعانى المختلفه والتى تعكس قوه الظروف قبل التهجير وبعده وهجرة النوبيين من الشمال والجنوب وكم المتغيرات التى طرأت على المجتمع النوبى بعد التهجير والاغانى التى اندثرت مع الاراضى التى غمرتها مياه النيل بعد بناء السد العالى لكن النوبى مازال يغنى للنيل والشاطئ والسواقى وسنابل القمح ومازالت النوبه القديمه تعيش فى وجدان النوبيين فلطالما نسمع نسمعهم يتغنون لها يغلبهم الاحساس بالحنين للعوده للنوبه القديمه وايضا الاغانى التى تعبر عن الواقع الجديد للنوبه فى كل المناسبات فلم ولن يعرف النوبى اليأس او الاستسلام للامر الواقع بل يمكنه التعايش معه وتطويعه وفق احتيجاته وايدولوجياته فهو صلب بقدر ما كان يتمتع بمرونه كبيره
فالتعمق فى تاريخ النوبه والنوبيين نجد انه لم يعثر على هذه التسميه فى الوثائق القديمه سواء المصريه او البطلميه لكن بالتعمق والتدقيق فى الابحاث والمراجع التى تحدثت عن النوبه والنوبيين نجد ان كلمه النوبه فى اللغات المصريه القديمه كانت تنطق noubوتعنى المعادن النفيسه والعاج وخشب الابانوس زالبخور وجلود النمر والزراف وفى بعض المراجع كانت التسميه ترمز الى ارض الذهب حيث كانت بلاد النوبه قديما محاطه بجبال التى يستخرج منها الذهب للدوله المصريه القديمه فهى ارض الذهب والفن النوبى يمتاز بطابع خاص فى الشكل العام والمضمون الفنى من حيث المقامات والضروب ففى حاله استخدامهم للمقامات والضروب العربيه تظهر بشكل خاص بهم غير المعتاد وهذا بالاضافه الى خصوصيتهم فى استخدام السلالم الخماسيه والضروب والايقاعات النوبيه المميزه لفنهم وسوف نتابع فى رحلتنا للابحار نحو الجنوب ملامح الاصل النوبى وما يتميز به هذا الفن العريق والجوانب الجماليه فى تكويناته فانتظرونى على امل اللقاء بكم قريبا
لكم منى كل التحيه د.هانى جمال