Share Button

الدكروري يكتب عن القاضي الأكرم جمال الدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلام وكتب السير الكثير والكثير عن العلماء والفقهاء في الإسلام وعن أئمة المسلمين والذي كان منهم إبن المنير السكندري وهو عالم وأديب مصري من أهل الإسكندرية، ويلقب بجمال الدين ويعرف بالقاضي الأكرم، وقيل أنه بعدما جالس العلماء والفقهاء وأخذ منهم الفتوي والعلم وقام بمناظرتهم فقد عقد جمال الدين العزم على الشروع في شراء الكتب واقتنائها وجلبها مهما كلف الثمن، ومن بعد ذلك استطارت شهرته في الآفاق، وتوافد عليه الوراقون والناسخون وباعة الكتب، كما قصد داره العلماء والشعراء وذوي الفضل، ومن بين أبرز تلك الشخصيات البارزة التي قصدته هو ياقوت الحموي صاحب كتاب معجم الأدباء. 

 

فآواه جمال الدين إلى ظله وأنزله في داره، وأفرد له مكانا في مجلسه، وعرف فيه ياقوت الفضل والعلم، فأذاع بفضله في كل محفل، وروى عنه فيما صنف من الكتب، وأهدى إلى خزانته كتابه المفضل معجم البلدان، ومن تصانيفه، هو كتاب إخبار العلماء بأخبار الحكماء، وإنباه الرواة على أنباه النحاة ونم طبع ثلاثة مجلدات منه، والدر الثمين في أخبار المتيمين، وأخبار مصر، وهو في ستة أجزاء، وتاريخ اليمن، وبقية تاريخ السلجوقية، وأخبار آل مرداس، وأخبار المصنفين وما صنفوه، وإصلاح خلل الصحاح، للجوهري، ونهزة الخاطر في الأدب، وكتاب المحمدين من الشعراء وقد رتبه على الآباء وبلغ به محمد بن سعيد، وكتب عن الحسن بن الهيثم جمال الدين القفطي، علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد بن موسى. 

 

وقد ألف في حياته قرابة الثلاثين كتابا لم يبقي منها إلا كتابه هذا الذي اختصره ابن مكتوم القيسي، ثم شمس الدين الذهبي، وجمال الدين القفطي تعلم بمصر، وسمع منه الصحاح للجوهري، وأجازه في رواياته، ثم سافر إلى الإسكندرية، ومنها إلى قفط مسقط رأسه، ثم عاد إلى القاهرة، وسافر منها إلى بيت المقدس مع أبيه، ولم يعد لمصر ثانية، وكان عالما وأديبا، طويل الباع، غزير المادة، شارك في كل نواحي العلم والمعرفة، وقال عنه ابن شاكر الكتبي صاحب كتاب فوات الوفيات “إن القفطي جمع من الكتب ما لا يوصف، ولا يحب من الدنيا سواها، وقد أوصى بها للناصر صاحب حلب، وكانت تساوي خمسين ألف دينار” 

 

وقد ذكر جمال الدين القفطي قائلا في أول كتابه هذا قد عزمت بتأييد الله على ذكر من اشتهر ذكره من الحكماء من كل قبيلة وأمة، قديمها وحديثها، إلى زماني، وما حفظ عنه من قول انفرد به، أو كتاب صنفه، أو حكمة علية ابتدعها، ونسبت إليه، فإني رأيت ذلك من الأمور التي جهلت والتواريخ التي هجرت، وفي مطالعة هذا اعتبار بمن مضى، وذكر من خلف، وهو اعتبار أرجو به الثواب لي ولقارئه إن شاء الله تعالى، وقد قفيته ليسهل تناوله، والله الموفق”

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *