Share Button
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الدعوة إلي الله عز وجل، والقاعدة الإسلامية لا تكون الطاعة إلا بالمعروف، وإن بغير المعروف ليس هناك طاعة، والذين يلزمون متبوعيهم بأن يطيعوهم، ويقولون لهم إذا أخطأنا الإثم علينا نحن وليس عليكم، أنتم فقط اتبعونا، هذا كلام خطير، والله تعالى في عدة مواضع في القرآن الكريم ينعي على الكفار والمشركين أنهم ما عندهم أدلة على كفرهم وعلى مبادئهم، فقال تعالى كما جاء فى سورة الأحقاف “ائتونى بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين” أى هاتوا دليل؟ أتبعك على ماذا؟ لابد أن يكون هناك بصيرة، توضح لي الموقف فأتبعك، أما أنك تجرني خلفك بسلسلة، وتقول أينما ذهبت تذهب ورائي، هذا غير صحيح، هذا مبدأ غير إسلامي.
وغير شرعي، ويوضح لنا الله عز وجل فيقول كما جاء فى سورة الأحزاب ” وقالوا ربنا إنا ” يعني المتبوعين يوم القيامة يتبرؤون ممن تبعوهم، والعكس ” أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ” كذلك لابد أن نفهم على العكس من ذلك الوجهة الأخرى من الموضوع أنه لا يعني هذا الكلام أنك إذا وثقت بإنسان تتعلم منه، وتتلقى منه، ويربيك بالعلم، ولا يعني أنك لا تثق فيه، ولا تسير وراءه، ولا تتبعه، كلا أنت تتبع من هو أعلم منك، لكن عندما يخالف الشرع لا يجوز لك أن تتبعه مطلقا، تقول له قف، وتقول لنفسك قفي، لا تتبع إذا رأيت قضية مخالفة للشرع لا يجوز لك مطلقا الاتباع، وكذلك محل الثقة بالشيخ إذا لم يخالف الشرع، فإذا خالف الشيخ الشرع فلا يوثق به، ولا يستجاب له.
ومن الفوائد في قصة الخضر عليه السلام هو مراعاة العدد ثلاثة في الشرع، العدد ثلاثة ما أقصد مجرد العدد ثلاثة لا أقصد عدد المرات مراعاة العدد الثلاث مرات في الإعذار إلى الناس، وفي انتهاء الأمر، أمثلة من الشرع مثلا انظر إلى الطلاق يعني الطلاق الحد الأخير الذي يجب فيه الانفصال ولا رجوع بعده إلا بزوج آخر هو بعد ثلاث مرات، لماذا؟ لأن الأولى والثانية في أمل، لكن إذا وقعت الثالثة طلاق انتهى الموضوع، ومعناه أن الأمور ما يمكن تستقيم، إذا وصلت المسألة إلى المرة الثالثة بلغ العذر إلى منتهاه، ما تستقيم الأمور بعد المرة الثالثة، خلاص ثلاث مرات انتهى الموضوع، وكذلك مثلا في قتل الحية التي في البيت فإن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قتل الحيات.
فإذا رأى الإنسان حية في بيته لا يقتلها مباشرة، لأنها قد تكون من إخواننا من الجن، فلا يقتلها الإنسان مباشرة، وإنما يقول لها أخرج عليك بالله ثلاثا لتخرجي، مثلا ثلاث مرات متوالية، أو أقسمت بالله عليك لتخرجي من هذا المكان، أقسمت عليك بالله لتخرجي، أو أحرج عليك بالله لتخرجي، فإن لم تخرج يقتلها أعذرها، فالعذر بالمرة الثالثة وارد في الشرع كثيرا، وله أمثلة، وأيضا لابد أن يوضح الخطأ بعد كل مرة.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *