Share Button

بقلم دكتور باسم عادل

الكثير يلقون اللوم على كورونا .. لأنها كشفت لهم العدو من الحبيب و عرفتهم بطباع من حولهم مع هذا الظرف الصعب و المرير …

و أعتذر للإختلاف مع أصحاب هذا الرأي … فقبل الكورونا بسنوات و سنوات … كان الفيسبوك … ( الكورونا الإلكترونية ) أسوأ وسيلة تواصل إجتماعي في تاريخ البشرية حتى الٱن من وجهة نظري … البعض ينشرون خبر وفاة غال و عزيز عليهم .

.ثم يكتشفون أن أقرب المقربين (seen) و لم يكلف نفسه بكلمة مؤازرة … ٱخرون فرحتهم بنجاح أبنائهم كبيرة .. و يعلنون ذلك على حساباتهم على الفيسبوك …

و نفس القصة أقرب الأصدقاء و المعارف يتجاهلون ذلك …. و نقيس على هذا أصدقاء الطفولة و زملاء المدرسة و الكلية و النادي و العمل و إلى ٱخر القائمة ….. هذا بخلاف من لا يعجبه كلامك أو رأيك في الشأن العام ..

. و فيه ناس دمها بيجري فيه فكر و منهج الإخوان و لمجرد انهم اكتشفوا أنك لا تقبل هذا المنهج قاطعوك و حذفوك دون أن يكون هناك سابق شد و جذب معهم … و دون حتى أن تتفوه تجاه منهجهم بالنقد أو السب او القذف …

. وكثير من المسائل مش فقط موضوع الإخوان … فيه حاجات خلافية كتير الناس لما بتختلف فيها بتتعامل مع بعض على أن الٱخر عدو له .

. الفيسبوك كشف المعادن وشخص النفوس المريضة خاصة لما تعمل تحليل لأيقونة ( لايك ) و الreactions … و تفهم باطن الناس فيه إيه تجاهك أو تجاه غيرك .. الفيسبوك أثره سيء جدا في حياتنا ..

. و كمصريين بالتحديد …لأننا للأسف لا نجيد الاستخدام العام للأشياء المشتركة …. تماما كحال الناس في المواصلات العامة و دورات المياه العامة … و الانتظار بفكرة الطوابير أمام المصالح …

. و كمان رضاءنا إننا نشاور على تاكسي و نركب مع زبون تاني … الذي دفع الأجرة كاملة لمشواره وحده فقط …. لكن لا مانع لدينا لما نكون ضحية للاستغلال و يتنصب علينا … و هذا هو حالنا في كل استخدام لشيء عام مشترك ..

في الفيسبوك على نفس مجموعة أصدقائك …فيه بوستات العزاء و الحزن .. و أخبار الحوادث المؤلمة … و القضايا و المشاكل .

.وفي نفس الوقت من يأخذها تهريجا مستمرا …و نكات … ممكن يكون بينها ما هو خارج و غير مقبول !! هذا يهز كياننا بالتأكيد . هناك أيضا ما أصطلح على تسميته [ ألاطة ) عدم الرد .. الناس اللي تعرفهم من سنين طويلة …

و عارف محطاتهم تماما … و نفسك تشوفهم او تجمعك الظروف بهم … و تجده الٱن في منصب ما … لكن واخد أكونت الفيسبوك بلكونه بيطل منها على أحوال الناس و أخبارهم ..

. لما بيحب يتسلى ….. طيب ليه حضرتك مشترك في الفيسبوك عندما لا ترد حتى على من يوجه لك معايدة … أو بيفتكرك في عيد ميلادك .

.. او ممكن يهنئك بمنصب جديد … لأنه فرحان لك .. لأنك إبن أيامه و تاريخه و ذكرياته !!

ما تطلع و تريح نفسك و تريح الناس !! الفيسبوك …. جهاز أشعة ٱلكترونية كبير يكشف أسوأ ما في باطن الناس …. و الحديث طبعا غير معمم ،

و لكل قاعدة شواذ …. لكن الأغلب ما أشرت إليه !! أنا كتبت الكلام ده لأن فيه زملاء دائما يسألوني ..ليه أحيانا بتختفي كتير ….. و تعطل الأكونت بتاعك ..

. كنت بأجيب .. هو إنت سألت الراجل ده راح فين لما أختفيت … و لا حاولت تعرف هو لسه عايش و لا الٱن بين يدي الله …. الإجابة طبعا ..

.. تكون الصمت !! و التعقيب مني … صمتك هذا ما يجعلني أفضل الإبتعاد كثيرا …. حتى أجد نقطة بداية جديدة أبدأ منها….

و حين تنتهي صلاحية و نفاذية نقطة البداية …. تدور الدوائر … و يتكرر المشهد !! إحذروا الفيسبوك …. الشيطان الإلكتروني الذي يوسوس في قلوبنا !! ..

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *