Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

الخليفه الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي القرشي، أبو العباس، وقد ولد بالمدينة المنورة سنة خمسين من الهجره، والمدينة المنورة يلقبها المسلمون بطيبة الطيبة، وكانت هى أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وهى ثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة المكرمه، وهي عاصمة منطقة المدينة المنورة الواقعة على أرض الحجاز التاريخية، وتقع غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد المدينة المنورة بحوالي ربعمائة كيلو متر عن مكة المكرمة في الاتجاه الشمالي الشرقي، وعلى بعد حوالي مائه وخمسين كيلو متر شرق البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء ينبع والذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها، والخليفه الوليد بن عبد الملك هو أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الدمشقي.

وأبوه هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي، وهو الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة الأموية، وقد ولد في المدينة المنوره، وتفقه فيها علوم الدين، وكان قبل توليه الخلافة ممن اشتهر بالعلم والفقه والعبادة، وكان أحد فقهاء المدينة الأربعة، وقد قال الأعمش عن أبي الزناد: كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان، وقد استلم الحكم بعد أبيه مروان بن الحكم سنة خمسه وستين من الهجره، وحكم دولة الخلافة الإسلامية واحدًا وعشرين عامًا، وكان الخليفه الوليد إبن عبد الملك هو الذي أنشأ جامع بني أمية، وجامع بني أمية الكبير، ويعرف اختصاراً بالجامع الأموي.

وهو المسجد الذي أمر الوليد بن عبد الملك بتشييده في دمشق، ويُعد رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد حرمي مكة والمدينة والمسجد الأقصى، وكما يُعد واحداً من أفخم المساجد الإسلامية، وهو أحد عجائب الإسلام السبعة في العالم، وقد بدأ بناء الجامع الأموي، على يد الوليد بن عبد الملك، وقد حشد له صناعاً من الفرس والهنود، وأوفد إمبراطور بيزنطة مئة فنان يوناني للمشاركة في التزيين، ونال قسطاً وافراً من المدح والوصف، لا سيَّما من الرحالة والمؤرخين والأدباء الذين مروا بدمشق عبر العصور وأطروا بشكل خاص على زينة سقف المسجد وجدرانه الفسيفسائية الملونة، والرخام المستعمل في البناء، إلا أن أغلبها طُمس بناءً على فتاوى بعدم جوزاها حتى أعيد اكتشافها وترميمها مره أخرى.

وقد بويع بعهد من أبيه، وكان مترفا، وقيل أنه كان دميما، وسائل الأنف، وكان طويلا أسمر، وقيل أنه كان بوجهه أثر جدري، وكان في عنفقته شيب، وكان يتبختر في مشيه، ونهمته في البناء، وقد قام أيضا بتجديد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزخرفه، وقد رزق في دولته بسعادة كبيره، ففتح بوابة الأندلس ، وبلاد الترك، وغزا الروم مرات في دولة أبيه، وحج بيت الله الحرام، وقيل كان يختم في كل ثلاث، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة، وكان يقول : لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحدا يفعل ذلك،وقد قال ابن أبي عبلة : رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد، افتتح الهند والأندلس، وكان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على القراء، وقيل : إنه قرأ على المنبر، يا ليتها، بالضم، وكان فيه عسف وجبروت.

وقيام بأمر الخلافة، وقد فرض للفقهاء والأيتام والزمنى والضعفاء، وضبط الأمور، وقد مات في شهر جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، وله إحدى وخمسون سنة، وكان في الخلافة عشر سنين سوى أربعة أشهر، وقبره بباب الصغير، وقام بعده أخوه سليمان بعهد له من أبيهما عبد الملك، وسليمان هذا هو سليمان بن عبد الملك وهو الخليفة الأموي السابع، وكانت مدة خلافته سنتين وثمانية أشهر، وكان واليًا على فلسطين في عهد والده الخليفة عبد الملك بن مروان، ثم في عهد أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقد تعلم على يد التابعي رجاء بن حيوة، وأقام علاقات وثيقة مع يزيد بن المهلب أحد المعارضين الرئيسيين للحجاج بن يوسف، حيث كان سليمان يستاء من الحجاج، وقد أسس سليمان مدينة الرملة وفيها قصره

وفيها أيضا المسجد الأبيض، وقد حلت محل اللد، وتطورت الرملة وأصبحت مركزًا اقتصاديًا وموطنًا للعديد من العلماء المسلمين، واستمرت كعاصمة إدارية لولاية فلسطين حتى القرن الحادي عشر، وقد كان الخليفه الوليد بن عبد الملك، عزم على خلع سليمان من ولاية العهد لولده عبد العزيز، فامتنع عليه عمر بن عبد العزيز وقال : لسليمان بيعة في أعناقنا، وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق، وغير ذلك، وكان ولده عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، وكانت أمه هى أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان أخت عمر بن عبد العزيز، وكان أبوه الوليد أراد خلع أخيه سليمان من ولاية العهد وتوليه عبد العزيز فلم يتم له ذلك وقيل بل أراد أن يجعل إليه ولاية العهد بعد سليمان.

وقد ولاه الموسم وولى إمرة دمشق في أيام أبيه وكانت داره بدمشق كانت موضع فندق الخشب الكبير قبل دار البطيخ وكان له عقب بالمرج بقرية تسمى الجامع وقد تزوج من أمة الله بنت الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان يلقب عصر الوليد الأول العصر الذهبي للدولة الأموية وكان عصره في قمة ازدهار الدولة الأموية، وقد وجه القادة من دمشق لفتح البلاد في مختلف الاتجاهات حيث وصل الإسلام إلى الصين شرقا وإلى الأندلس وهى أسبانيا، حاليا، غربا، وكان من رجاله محمد بن القاسم الذي فتح بلاد السند، وهو محمد بن القاسم الثقفي، وكان قائد أحد جيوش الفتح ومشهور بكونه فاتح بلاد السند، وكان والده القاسم الثقفي واليًا على البصرة، وهو ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي.

وكان معه أيضا قتيبة بن مسلم والي خراسان الذي فتح بلاد ما وراء النهر، وهو قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن الأمير أبو حفص الباهلي، وكان أبوه هو مسلم بن عمرو، وهو من أصحاب مصعب بن الزبير، وإلى العراق من قبل أخيه أميرالمؤمنين عبد الله بن الزبير، وقاتل معه في حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة اثنين وسبعين هجرية، وقد نشأ قتيبة على ظهور الخيل ورفيقاً للسيف والرمح، محباً للفروسية، وقد وأبدى شجاعة فائقة وموهبة قيادية فذة، لفتت إليه الأنظار خاصة من القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة وكان خبيراً في معرفة الأبطال ومعادن الرجال فتفرس فيه أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام، فأوصى به لوالى العراق الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يحب الأبطال والشجعان.

فانتدبه لبعض المهام ليختبره بها ويعلم مدى صحة ترشيح المهلب له، وهل سيصلح للمهمة التي سيوكلها له بعد ذلك أم لا، وقد فتح خوارزم وبخارى، وسمرقند، وبلخ، وكاشغر وقد أستشهد سنة سته وتسعين من الهجره، وكان عمره ثمانيه وأربعين سنة، وكان مع الوليد أيضا موسى بن نصير،وهو أبو عبد الرحمن موسى بن نصير وهو قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية، وقد شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، ثم أصبح واليًا على إفريقية من قبل الخليفة الوليد بن عبد الملك، واستطاع ببراعة عسكرية أن ينهي نزعات البربر المتوالية للخروج على حكم الأمويين، كما أمر بفتح شبه الجزيرة الأيبيرية، وهو الغزو الذي أسقط حكم مملكة القوط في هسبانيا.

وهو موسى بن نصير، الذي انضم إلى طارق بن زياد في فتح غرب أفريقية وفي فتح الأندلس، وقد بلغت الدولة الأموية في عهده أوج عزها حيث فتحت جيوشه بخارى وسمرقند وخوارزم، وفرغانة والهند وطنجة والأندلس، وقد امتدت في زمنه حدود الدولة الإسلامية من المغرب الأقصى وإسبانيا غربا ووصل اتساع الدولة الأموية إلى بلاد الهند وتركستان فأطراف الصين شرقا في وسط آسيا لتكون بذلك الدولة الأموية أكبر امبراطورية إسلامية عرفها التاريخ، وقد بويع الوليد بن عبد الملك بولاية العهد أيام أبيه عبد الملك بن مروان، ثم أخذت له البيعة بالخلافة بعد وفاة والده سنة سته وثمانين من الهجره، وقد ترك الخليفة عبد الملك بن مروان لابنه الوليد دولة مستقرة موحدة بعد أن بذل جهدا كبيرا في توحيدها واستقرارها، فكانت أيامه حافلة بالمنجزات في تاريخ الدولة الأموية، وكان ذلك لما تم في عهده من إصلاحات داخلية عظيمة وفتوحات إسلامية موفقة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *