Share Button

فى طريق النور ومع خامس الخلفاء الراشدين ” الجزء الثامن”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع خامس الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عندما لما كان يوم الجمعة لبس سليمان بن عبد الملك ثيابا خضرا من خز، ونظر في المرآة فقال أنا والله الملك الشاب، فخرج إلى الصلاة يصلي بالناس الجمعة فلم يرجع حتى وعك، فلما ثقل كتب كتاب عهده إلى ابنه أيوب، وهو غلام لم يبلغ، فقلت ما تصنع يا أمير المؤمنين؟ إنه مما يُحفظ به الخليفة في قبره أن يستخلف الرجل الصالح، فقال سليمان كتاب أستخير الله فيه وأنظر، ولم أعزم عليه، فمكث يوما أو يومين، ثم خرقه ثم دعاني، فقال ما ترى في داود بن سليمان؟ فقلت هو غائب بقسطنطينية، وأنت لا تدري أحي هو أم ميت، قال يا رجاء فمن ترى؟ فقلت رأيك يا أمير المؤمنين وأنا أريد أن أنظر من يُذكر.

فقال كيف ترى في عمر بن عبد العزيز؟ فقلت أعلمه والله فاضلا خيارا مسلما، فقال هو على ذلك، والله لئن وليته ولم أولِّ أحداً من ولد عبد الملك لتكونن فتنة ولا يتركونه أبداً يلي عليهم إلا أن أجعل أحدهم بعده، ويزيد بن عبد الملك غائب على الموسم، قال رجاء فيزيد بن عبد الملك أجعله بعده، فإن ذلك مما يسكنه ويرضون به، قلت رأيك، فكتب بيده” بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من عبد الله سليمان أمير المؤمنين لعمر بن عبد العزيز، إني وليته الخلافة من بعدى، ومن بعده يزيد بن عبد الملك، فاسمعوا له وأطيعوا، واتقوا الله ولا تختلفوا فيُطمع فيكم، وختم الكتاب، فأرسل إلى كعب بن حامد صاحب الشرطة أن مُر أهل بيتي فليجتمعوا، فأرسل إليهم كعب فجمعهم.

ثم قال سليمان لرجاء بعد اجتماعهم: اذهب بكتابي هذا إليهم، فأخبرهم أنه كتابي ومُرهم فليبايعوا من وليت، ففعل رجاء، فلما قال لهم ذلك رجاء قالوا سمعنا وأطعنا لمن فيه، وقالوا ندخل فنسلم على أمير المؤمنين، قال نعم، فدخلوا، فقال لهم سليمان هذا الكتاب وهو يشير لهم وهم ينظرون إليه في يد رجاء بن حيوة، هذا عهدي، فاسمعوا وأطيعوا وبايعوا لمن سميت في هذا الكتاب، فبايعوا رجلا، ثم خرج بالكتاب مختوما في يد رجاء، ثم قال رجاء وأجلست على الباب من أثق به وأوصيته أن لا يريم حتى آتيه، ولا يدخل على الخليفة أحدا، فخرجت، فأرسلت إلى كعب بن حامد العنسي، فجمع أهل بيت أمير المؤمنين، فاجتمعوا في مسجد دابق فقلت بايعوا، قالوا قد بايعنا مرة ونبايع أخرى.

قلت هذا أمير المؤمنين، بايعوا على ما أمر به، ومن سمى في هذا الكتاب المختوم، فبايعوا الثانية رجلا رجلا، فلما بايعوا بعد موت سليمان رأيت أني قد أحكمت الأمر، قلت قوموا إلى صاحبكم فقد مات، قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، ويقول رجاء وقرأت عليهم الكتاب، فلما انتهيت إلى ذكر عمر بن عبد العزيز نادى هشام لا نبايعه أبدا، قلت أضرب والله عنقك، قم فبايع، فقام يجر رجليه، وأخذت بضبعي عمر فأجلسته على المنبر، وهو يسترجع لما وقع فيه، وهشام يسترجع لما أخطأه، فلما انتهى هشام إلى عمر قال إنا لله وإنا إليه راجعون، أي حين صار هذا الأمر إليك على ولد عبد الملك، فقال عمر نعم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، حين صار إلي لكراهتي له.

وصعد عمر المنبر وقال في أول لقاء له مع الأمة بعد استخلافه” أيها الناس، إني قد ابتليت بهذا الأمر عن غير رأي كان مني فيه، ولا طلبة له، ولا مشورة من المسلمين، وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم” فصاح الناس صيحة واحدة قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فولى أمرنا باليمن والبركة، وهنا شعر أنه لا مفر له من تحمل مسؤولية الخلافة، فأضاف قائلا يحدد منهجه وطريقته في سياسة الأمة المسلمة أما بعد” فإنه ليس بعد نبيكم نبي، ولا بعد الكتاب الذى أنزل عليه كتاب، ألا إن ما أحل الله حلال إلى يوم القيامة، ألا إني لست بقاض ولكني منفذ، ألا وإني لست بمبتدع ولكني متبع، ألا إنه ليس لأحد أن يُطاع في معصية الله، ألا إني لست بخيركم، ولكني رجل منكم، غير أن الله جعلني أثقلكم حملا.

قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏

أعجبني

 

تعليق

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *