Share Button

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

لقد كان النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، حريصا على تبليغ دعوة الله تعالى ،على الناس، متفانيا في تبليغها، ومتلهفا إلى من يؤمن بدعوته، ويحميه وينصره، فوجد ذلك في الأوس والخزرج، فأمر أصحابه بالهجرة إلى يثرب، ثم هاجر صلى الله عليه وسلم ، ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولما علم أهل يثرب بمقدم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم استقبلوه بالأناشيد .

وحين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى المدينة، أقام مسجد قُباء، فكان النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، هو أول من وضع حجرا في قبلته، ثم جاء أبو بكر الصديق بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بن الخطاب بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر، وأخذ الناس يبنون وراءهم، وما زال البناء يرتفع، والصحابة الكرام كخلية النحل، لا يهدؤون، فرحين مستبشرين، وهم يعملون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتمّوا بناءه لآخر حجر فيه .

فبعد نزول رسول الله صلى الة عليه واله وسلم في قباء وخلال اقامته صلى الله عليه وسلم فيها أسس مسجد قباء ، ويبدو أن صاحب الفكرة، والمباشر أولا في وضع المسجد هو عمار بن ياسر ، فكان مسجد قُباء هذا أول مسجدٍ بُني في الإسلام، وقد أثنى الله عز وجل على أهل قُباء بقرآن يُتلى إلى يوم القيامة، فقال: ( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )

وقد جعل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، لهذا المسجد مزيةً ليست لغيره، حيث كان يزوره كل يوم سبت، وصار هذا ديدن أهل المدينة، حيث يذهبون إلى مسجد قُباء يوم السبت للصلاة فيه حتى الآن ، ويبدو أن بعض النساء قد شاركن في بناء مسجد قباء، فعن ابن أبي أوفى لما توفيت امرأته جعل يقول: احملوها وارغبوا في حملها، فإنها كانت تحمل ومواليها بالليل حجارة المسجد الذي أسس على التقوى.

وكنا نحمل بالنهار حجرين حجرين و قد ورد: أنه صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر بان يركب الناقة، ويسير بها ليخط المسجد على ما تدور عليه، فلم تنبعث به، فأمر عمر فكذلك، فامر عليا، فانبعثت به، ودارت به، فأسس المسجد على حسب ما دارت عليه، وقال صلى الله عليه وسلم : ” إنها مأمورة ” .

وعن الشموس بنت النعمان قالت: كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، حين بنى مسجد قباء، يأتي بالحجر قد ألصقه إلى بطنه فيضعه، فيأتي الرجل يريد أن يقلّه فلا يستطيع، حتى يأمره صلى الله عليه وسلم أن يدعه ويأخذ غيره ، وما زال البناء يرتفع، والصحابة الكرام كخلية النحل، عملا دائبا، تعلو وجوههم الفرحة والابتسامة، وهم يعملون بين يدي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى اكتمل بناء هذا المسجد الذي أسس على التقوى.

ولهذا المسجد فضيلة أوردها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مبينا ثواب الصلاة فيه فقال: “من تطهَّر في بيتِه ثمَّ أتَى مسجدَ قُباءَ فصلَّى فيه صلاةً كان له كأجرِ عُمرةٍ” ويقع هذا المسجد في جنوب غربي المدينة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي خمسه كيلو مترات، وفيه بئر تنسب إلى الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.

وفي هذا المكان مبرك الناقة القصواء ناقة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وأما مساحة بنائه حين أُنشئ فليست معلومة تماما، وقد ورد أنه أول إنشائه لم يكن به محراب، وقد اهتم المسلمون به على اختلاف عصورهم، فجدد بناءه عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ثم في عصر بني أمية عمر بن عبد العزيز، وتتابع الخلفاء من بعد على توسيعه وترميمه، حتى كانت التوسعة الأخيرة في عام 1406هـجريه، حيث بلغت مساحة المصلى وحده 5035 مترا، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 مترا.

وعلى الرغم من أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ذكر الفضل العظيم للصلاة في مسجد قباء، إلا إنه لم يثبت أن الصلاة تتضاعف فيه بخلاف المساجد الثلاثة التي ذكرها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، التي تُشد الرحال إليها وتتضاعف أجور الصلوات فيها، والمساجد هي المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” الصلاة في مسجد قباء كعمرة ، وعنه صلى الله عليه وسلم قال ” من خرج حتى يأتي هذا المسجد أى مسجد قباء ، فصلى فيه كان له عدل عمرة ،وعنه صلى الله عليه وسلم ” من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم عمد إلى مسجد قباء لا يريد غيره ولم يحمله على الغدو إلا الصلاة في مسجد قباء فصلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بأم القرآن كان له مثل أجر المعتمر إلى بيت الله.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *