Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

لقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أسوة وقدوة وإماما يُقتدى به، وإن العبد المسلم مأمور بالاقتداء بهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان صلى الله عليه وسلم، يصلي حتى تفطرت قدماه وانتفخت وورمت فقيل له صلى الله عليه وسلم، أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” أفلا أكون عبدا شكورا ” وكان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، وكان صلى الله عليه وسلم، يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة، وربما صلاها عشر ركعات، وكان صلى الله عليه وسلم، يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله، وكان صلى الله عليه وسلم، يطيل صلاة الليل فربما صلى بما يقرب من خمسة أجزاء في الركعة الواحدة، فكان ورده من الصلاة كل يوم وليلة أكثر من أربعين ركعة منها الفرائض سبع عشر ركعة، وكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر.

ويتحرى صيام الاثنين والخميس، وكان يصوم شعبان إلا قليلا، بل كان يصومه كله، ورغب في صيام ست من شوال، وكان صلى الله عليه وسلم، يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يُقال لا يصوم، وما استكمل شهرا غير رمضان إلا ما كان منه في شعبان، وكان يصوم يوم عاشوراء، وروي عنه صلى الله عليه وسلم، صوم تسع ذي الحجة، وكان يواصل الصيام اليومين والثلاثة وينهى عن الوصال، وقد بيّن أنه صلى الله عليه وسلم، ليس كأمته، فإنه يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه، وكان صلى الله عليه وسلم، يجد لذة العبادة والأنس والراحة وقرة العين بمناجاة الله تعالى ولهذا قال صلى الله عليه وسلم، يا بلال أرحنا بالصلاة” وقال صلى الله عليه وسلم ” وجعلت قرة عيني في الصلاة ” ومع هذه الأعمال المباركة العظيمة فقد كان صلى الله عليه وسلم، يقول ” خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يملّ حتى تملوا، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل”

وأما عن يزيد بن أبي سفيان الأموي القرشي، وهو أبو خالد وهو صحابي جليل من فضلاء الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، وقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم، على صدقات بني فراس من قبيلة كنانة وكانوا أخواله، وهو أحد القادة الذين ارسلهم الخليفة أبو بكر الصديق لفتح بلاد الشام ويقال له يزيد الخير، وهو يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو أخو الخليفة معاوية بن أبي سفيان وأخته هي أم المؤمنين السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان، زوجة النبى صلى الله عليه وسلم، وكانت أمه هي السيدة أم الحكم زينب بنت نوفل بن خلف بن قوالة بن جذيمة بن علقمة بن فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة.

بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، الفراسية الكنانية، ولقد كان يزيد من العقلاء الألباء والشجعان المذكورين، وأما عن قبيلة بني كنانة هى قبيلة خندفية مضرية عدنانية ينتمي إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وموطنها الأصلي في السعودية ويتواجد معظمه أفرادها اليوم في العراق والأردن ومصر والسودان والأحواز وفلسطين وبشكل أقل في تونس والمغرب وسوريا واليمن، ولقد كان في ذروة تعرّض النبي صلى الله عليه وسلم، للأذى والاضطهاد في مكة المكرمة على أيدي كفار قريش، وفي ظل ما لاقاه المسلمون من العنت والمشقة والحصار حتى كان أحدهم يؤخذ إلى رمضاء مكة شديدة الحرارة فتوضع الحجارة على صدره، وقد أتت الملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، تستأذنه أن يطبق الله على قريش الأخشبين، والأخشبان هما جبلان من جبال مكة، ولقد كان رد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

غاية في التسامح والخلق الكريم حينما اختار الصبر على ذلك كله لعلمه أنه سوف يأتي يوم يخرج من أصلاب هؤلاء الكافرين المحاربين للدعوة من يؤمن بالله تعالى ولا يشرك به شيئا، وقد تحققت نبوءة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بعد ذلك وأقر الله عينيه برؤية أبناء الكفار مسلمين موحدين، ومن هؤلاء كان عكرمة بن أبي جهل وخالد بن الوليد، وكذلك يزيد بن أبي سفيان وذلك لإعتبار والده كان من أشد الأعداء للدعوة الإسلامية على الرغم من إسلامه يوم الفتح، وقد ولد يزيد بن أبي سفيان في مكة المكرمة، وأبوه أبو سفيان بن حرب بن أمية وهو من أشهر زعماء قريش، وقد نشأ يزيد في كنف والده حيث اشتهر بالكرم والشجاعة، حينما دخل المسلمون بجيشهم مكة المكرمة في العام الثامن للهجرة فاتحين لها ومحررينها من الشرك والطغيان، وقد وقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وخطب في جموع كفار قريش قائلا

ما تظنون أني فاعل لكم؟ فقالوا، خير، أخ كريم وابن أخ كريم، فأعلنها صريحة بخلق النبي صلى الله عليه وسلم، العظيم المتسامح العفو، اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقد كان أبو سفيان وابناه يزيد ومعاوية ممن أسلم يوم الفتح، وفي غزوة حنين قد انتصر المسلمون على المشركين فحصدوا من وراء هذه المعركة غنائم كثيرة، فقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بتوزيع هذه الغنائم، حيث أعطى يزيد مائة من الإبل وأربعين أوقية من الفضة، وقد قصد النبي صلى الله عليه وسلم، من ذلك أن يتألف قلوب الكثير ممن أسلم حديثا ويثبت قلوبهم على الإيمان، ولقد كان يزيد بن أبي سفيان موضع ثقة عند الخليفة الراشد أبو بكر الصديق والفاروق عمر رضي الله عنهما، ففي عهدهما كان يزيد أحد أمراء الأجناد التي توجهت إلى الشام لمقاتلة الروم، وقد شهد معركة اليرموك التي انتصر فيها المسلمون، وفي عهد أمير المؤمنين.

عمر بن الخطاب رضي الله عنه تولى يزيد بن أبى سفيان إمارة الشام التي خلفها من بعده أخوه معاوية بن أبى سفيان، وقد توفي يزيد رضي الله عنه في العام الثامن للهجرة بطاعون عمواس الشهير، وقد أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه واستعمله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على صدقات بني فراس من قبيلة كنانة وكانوا أخواله، وقد شهد حنين فقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم، أعطاه من غنائم حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية فضة وهو أحد الأمراء الأربعة الذين ندبهم أبو بكر الصديق لغزو الروم وقد عقد له أبو بكر الصديق اللواء ومشى معه تحت ركابه يسايره ويودعه ويوصيه وما ذاك إلا لشرفه وكمال دينه ولما فتحت دمشق أمّره عمر بن الخطاب رضى الله عنهما أميرا عليها، وقال إبراهيم بن سعد، كان يزيد بن أبي سفيان على ربع، وأبو عبيدة على ربع، وعمرو بن العاص على ربع، وشرحبيل بن حسنة على ربع، وهو يعني يوم اليرموك.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *