Share Button

الدكروري يكتب عن النجاة في تزكية النفس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

تمر بنا الأيام سريعا ونحن في غفلة إلا ما رحم الله عز وجل من عبادة، وقد ختمنا الشهر الكريم الطيب المبارك شهر رمضان ويجب علينا أن نعي جيدا الثمرة المرجوه من الصيام كما يجب علينا أن ننتبه إلي الهدف من الرساله المحمدية السمحه ورسالة الإسلام فإن هذا الدين في جوهره مكارم أخلاق، لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت معلما ” رواه ابن ماجه، وقال صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وإن الفلاح والنجاح والفوز والتفوق، والنجاة في تزكية النفس، وهل تزكية النفس إلا أن تحليها بمكارم الأخلاق؟ ومن أين نأتي بمكارم الأخلاق؟ فإن الأخلاق الصحيحة، الأصيلة، التي تسمو بصاحبها لا تكون إلا من طريق الدين لأن الله سبحانه وتعالى عنده مكارم الأخلاق. 

 

فإذا أحب الله عبدا منحه خُلفا حسنا كما ورد في بعض الأحاديث، إن مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحب الله عبدا منحه خلقا حسن، وإن الدين ومكارم الأخلاق هما شيء واحد لا يقبل أحدهما الانفصال عن الآخر، ومن دون دين لا يمكن أن تكون هناك أخلاق، ولا يمكن أن تكون هناك أخلاق إلا عن طريق الإيمان بالله عز وجل أولا، والإيمان بخلود النفس ثانيا، والإيمان بالحساب بعد البعث ثالثا، وعن ابن عباس رضى الله عنهما، النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم” رواه ابن ماجه، وعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم” 

 

وكلكم يعلم أنه من الولد على الوالد أن يحسن أدبه، وأن يحسن اسمه فالإنسان هو وحده الذي يستطيع أن يغرس هذه القيم في نفوس ذويه، وعلينا نحن جميعا كما ألزمنا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” فلست مسئولا عن الغذاء والكساء والدواء والدروس فقط، فإن هذه أمور يتولاها الله، كما أنبأ في كتاب الله تعالى لكنك مسئول عن عباداته لله، وعن إيمانه الصادق في حضرة الله، وعن بلوغه درجة الإخلاص في كل عمل بحيث يعمل العمل لله لا يرجو الأجر من أحد سواه عز وجل وتعلمه الأخلاق الكريمة والقيم القرآنية العظيمة، فأنت وحدك الذي تسقيه احترام الكبار والعطف على الصغار، وأنت وحدك الذي تدربه على صلة الأرحام، وأنت وحدك الذي تعلمه حقوق الجيران.

 

وأنت وحدك الذي تراقبه في الغدو والآصال، وتعلمه آداب الطريق، وحسن إختيار الصديق والرفيق، وعدم النظر الذي لا يحله الله تعالى وقد وضح ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأخلاق القويمة، والقيم الإسلامية العظيمة، التى جعلها الدين أمانة في أعناقنا، وهي الأمانة العظمى التي يحاسبنا عليها الله تعالى فقال عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة التحريم ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون “

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *