Share Button

بقلم/ مني خليل

إستيقظ الحمل العنيد في الصباح بكل نشاط كعادته وشم رائحة الطعام الذكية التي كانت تعده والدته وعلي الرغم من رغبته في إلتهام الطعام إلا أنه أعترض علي والدته وطلب منها بعض من التغيير لانه يريد نوع جديد حاولت والدته ارضائه وأعطته قطعة من الطعام الشهي إلا أنه نظر لها بتمرد وغضب وعناد . وطلب منها تغيير نوع الطعام لأنه مل من هذا الصنف اليومي وانطلق سريعا خارج البيت غاضبا لتلاحقه والدته أن يأخذ حذره ولا يقترب من البحر كي لا يبتلعه كما إبتلع الكثير من الحملان قبله لكنه نظر لها بعتاب وثقة بنفسه أنه لم يعد صغيراً علي هذه النصائح المستفزة وأنه قادر علي الإعتماد علي نفسه والإعتناء بها وأمرها بالصمت وإندفع مسرعاً في كل أركان المكان الفسيح الملئ بالأشجار والطيور متنقلاً فرحاً بنفسه واثق من قدراته إلا أن قدميه أتعبته من كثرة التنقل والسير ولكن لازالت الطاقة كامنة بداخله يريد المزيد من السير ولكن عليه أن يسترخي تحت ظلال هذه الأشجار ويعاود رحلته ونظر بالناحية المقابلة ورأى البحر أمامه ولمعت عيناه بالإصرار والتحدي هو ليس صغيراً وواثقاً بنفسه وعليه النزول بالبحر تذكر كلام والدته أنه خطر وبلع الكثير من الحملان الصغيرة غلبه إصراره وعناده وتسرعه وحبه للمغامرة سيطر عليه أكثر واخذته قدميه الي البحر ..

البحرُ الذي إبتسم في وجهه عندما رأه وقف علي شاطيء البحر تستهويه المغامرة ناظراً بحدة شديدة إليه ومواجهة قاهرة تلاطم البحر بكل أمواجه مرحباً به تناثرت كل مياه البحر علي فرو هذا الحمل الصغير وتذوق بعض من ملوحته بفمه وشعر بالتغير عن مذاق طعام والدته أغراه البحر أكثر بصوت أمواجه وندائه إنزل أهبط سوف أحتضنك أكثر من والدتك وكل المحيطين تقدم خطوة ثم خطوتين وبسرعة وتهور قذف للبحر ضحك البحر بكل هيستريا وإحتضنه بالبداية شعر الحمل بروح المغامرة والتحدي وكأنه قد ملك كل العالم بين يديه ولكن كانت المفاجأة قاسية عليه عندما أختطفه البحر بعد إظهار الحنان المزيف قد ألامه وكاد أن يكسر ضلوعه الصغيرة ولكن الحمل كان بكل إصرار يقاوم إلا أن يصل مرة أخري للشاطئ وصرخ صرخات مدوية واول من سمعه الثور الذي كان راقداً أعلي الجبل المجاور للبحر نظر إليه بشموخه ثم هبط من الجبل وإقترب من الشاطيء ولكنه كان في أشدُ الحذر من الاقتراب طلب الحمل منه المساعدة ولكن الثور نظر له بكل غرور وقال أعدك بإيجاد من يساعدك أفضل مني وذهب الثور بكل حذر يبحثُ عن مساعدة ورأي الجوزاء طائراً بالهواء محلقاً على شجرة مع قرد يتضاحكون ويسخرون من كل المحيطين ويلقفون قشر الموز علي الحيوانات نظر الثور إليه بإزدراء مضطراً محادثته وأخبره بحال الحمل المسكين ليطير الجوزاء مسرعاً نحو البحر محلقاً ليري الحمل يصارعُ الأمواج منقلباً مرة على بطنه ومرة علي ظهره وفي عز المحنة سخِر الجوزاء من منظره وضحك أمره بأن يحاول التشبث به عندما يقترب منه وحاول وفشل من ثقل حجم الحمل وخفته ووعده أن يبحث عن أحداً أخر يساعده. وهو علي الشاطيء رأى السرطان أخبره بما حدث للحمل أقترب السرطان من البحر ثم غاص بالأعماق ووجد الحمل وظل يطمئنه بالكلام ولكن لم يستطيع إنقاذه لإختلاف الطاقات بينهم ولكن اكتفي بدعمه ووعده بأن يبحث عن مساعدة له ثم خرج من البحر ليصادفُ العذراء ويحكي لها ما أصاب الحمل وتستمع العذراء بكل انصات وتبكي وتوعده بإخبار الحوت بالمساعدة فهو صديقها المقرب الحميم الذي لايرفض لها طلباً وعلم الميزان والعقرب بما حدث وإتجهوا ناحية الشاطيء ليقرر الميزان بأن يذهب هو والعقرب لإخبار والدة الحمل عما أصابه ويصطحبوها الي الشاطيء وتجمع القوس والجدي وظل القوس يرمي بأسهمه الحادة البحر وامواجه ويحذرهم من إبتلاع الحمل وكان الجدي واقفاً شاتماً الحمل الذي سبه بكل الشتائم منذ يومين أمام الجميع وحضرالدلو من بعيد مبتسماً غير مبالياً واعداً الجميع بأن المشكلة سوف تنتهي ثم ظهر الحوت ليرفع الحمل العنيد علي ظهره مضطراً رغم إهانة الحمل له في الماضي ولكنه عند طلبُ المساعدةِ لايتأخرُ وقد أثارتُ في قلبهِ توسلات ودموع والدة الحمل والحوتُ لايتحمل الدموع وفجأة صوت زئيرُ الأسد من بعيد أوقف كل هذه الضوضاء وجاء الأسد بهيبته وقوته وسرعته ووقف أمامُ البحرِ صارخاً بصوت زئيره أمراً البحرُ بأن يكفُ هو وامواجه ليعيد هذا الحمل الصغيرصمت البحرفي حضور الأسد واستسلمُ وأفسحوا طريقاً للحوت الذي حمل هذا الحمل العنيد على ظهرهِ ويقتربان من الشاطيء وينزله برفقٍ كأنه أنقذ طفلاًصغيراً ليلتقطه الأسدُ حاضناًله ليشعره مرة أخري بالأمان وتلومه والدته بنظراتها المعتادة . ثم تحضنه ويحتفلوا جميعا بعودة هذا الحمل العنيد منتظرين مغامرة جديدة له لأنه لن يتوقف عن مغامراته العنيدة

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *